برلين – أعلن راينر هاسيلوف حاكم ولاية ساكسونيا-أنهالت الألمانية أن رجلا سعوديا أوقف بعد “هجوم” بسيارة دهس منفذه حشدا في سوق لعيد الميلاد الجمعة في مدينة ماغديبورغ الواقعة في شمال البلاد ما أدى لسقوط قتيلين على الأقل وجرح 60 اخرين.
وقال للصحافيين في مكان الواقعة “لقد أوقفنا المنفذ، وهو رجل من المملكة العربية السعودية… طبيب يبلغ من العمر 50 عاما ويقيم في ألمانيا منذ عام 2006″، وأضاف “من خلال ما نعرفه حتى الآن، كان مهاجما منفردا، لذا لا نعتقد أن هناك أي خطر آخر على المدينة”.
وشدد على أن أحد القتيلين طفل صغير. ووقع الحادث على بعد 150 كيلومترا غربي برلين” مضيفا “إنها مأساة مروعة. كارثة بالنسبة للمدينة وللولاية ولألمانيا بشكل عام”. وأضاف أن عدد القتلى قد يرتفع نظرا لأن بعض المصابين إصاباتهم بالغة.
ولم يتضح الدافع وراء الهجوم. وذكرت محطة إم.دي.آر المحلية أن المشتبه به لم يكن معروفا لدى السلطات الألمانية باعتباره متشددا.
وقال مصدر سعودي إن المملكة حذرت السلطات الألمانية من المهاجم، الذي قال المصدر إنه نشر آراء متطرفة على حسابه الشخصي على موقع إكس.
وأضاف أن منفذ الهجوم يدعى طالب عبدالجواد. وذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية أن المتهم “طبيب متخصص في الطب والعلاج النفسي ومتعاطف مع أفكار حزب البديل من أجل ألمانيا المنتمي لليمين المتطرف”. ولم تذكر المجلة مصدر هذه المعلومات.
ونددت وزارة الخارجية السعودية بالهجوم قائلة عبر منصة إكس، “تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية حادثة الدهس… معبرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا. وتؤكد المملكة موقفها في نبذ العنف”.

وذكرت محطة إم.دي.آر أن الشرطة أخلت المنطقة المحيطة بالسيارة عقب الحادث للتحقيق في احتمال وجود عبوة ناسفة. ونقلت المحطة في وقت لاحق عن الشرطة قولها إنه لم يتم العثور على مثل هذه العبوة.
وذكرت صحيفة ميتل دويتشه تسايتونج المحلية أن الشرطة تجري عملية أيضا في بلدة برنبورغ، جنوب ماغديبورغ، حيث يُعتقد أن المشتبه به كان يقطن.
ومن المتوقع أن يزور المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي عبر عن تعاطفه مع أسر القتلى والمصابين في منشور على منصة إكس، مكان الحادث اليوم السبت مع وزيرة الداخلية نانسي فيزر.
ومع انتشار أنباء الهجوم، انتقد إيلون ماسك، الملياردير المقرب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، شولتس ودعاه إلى الاستقالة.
ويظهر مقطع مصور منشور على مواقع التواصل الاجتماعي من موقع أعلى السوق سيارة تسير بسرعة وسط حشد يسير بين صفين من أكشاك السوق. ويمكن رؤية الناس وقد يسقطون على الأرض ويهرولون مبتعدين. وتم التحقق من التحقق من الموقع، حيث تطابقت الأشجار والمخططات وتصميم المباني مع الملفات والصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية للمنطقة.
وأظهرت لقطات بثتها إحدى القنوات المحلية أشخاصا تدثروا بأغطية على الأرض وهم يتلقون الرعاية الطبية في أعقاب الهجوم.

ونقلت صحيفة بيلد عن شاهدة أشير إليها باسم نادين فحسب قولها إنها كانت تسير مع صديقها ماركو الذي تأبطت ذراعه عندما جاءت السيارة مسرعة نحوهما.
ونقلت الصحيفة عنها قولها “صدمته السيارة وانتزعته بعيدا عني”، مضيفة أنه أصيب في ساقه ورأسه ونقل إلى المستشفى لكنها لا تعرف أين تجده. وقالت للصحيفة “حالة الضبابية غير محتملة”.
وفي أواخر الشهر الماضي، نصحت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر الناس بتوخي الحذر في أسواق عيد الميلاد التي كانت محل تركيز على وجه الخصوص من الأجهزة الأمنية تحسبا لهجمات محتملة من متطرفين.
وقبل ثماني سنوات، اقتحم أنيس العامري، وهو طالب لجوء تونسي رُفض طلبه وله صلات بمتشددين، بشاحنة سوقا مزدحما لعيد الميلاد في برلين، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات.