مدريد – أظهر وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس موقفا حاسما في دعم الوحدة الترابية للمغرب بالتأكيد على أن المجال الجوي للصحراء يخضع للسيادة المغربية، في رد واضح على حزب “بلدو” الباسكي، وفي تذكير بالاتفاق الذي عقد بين مدريد والرباط لسنة 2022 والذي تضمن بندًا خاصًا بتدبير المجالات الجوية.
وشدد على أن المغرب من يتحكم في أجوائه بالصحراء داعيا الحزب الباسكي لتوجيه السؤال إلى الحكومة المغربية وليس للحكومة الإسبانية بخصوص تراخيص التحليق في الأجواء بالصحراء.
وأكد أن ما ينظم العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد هي خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى الرباط.
ويكشف موقف وزير الخارجية الاسباني أن الاعتراف بمغربية الصحراء وبسيادة الرباط على صحرائه وعلى الأجواء في الإقليم باتت سياسة لا يمكن التراجع عنها ويتم أخذ القرارات وفقها.
وجاء الموقف الحاسم من قبل ألباريس ردا على نائب بيلدو جون إينياريتو في الجلسة العامة للكونغرس عما إذا كانت الحكومة تتوقع “عمليات نقل جديدة للسيادة إلى المغرب” فيما يتعلق بالصحراء المغربية، مذكرا بقرار دعم خطة الحكم الذاتي المغربية، وبشأن استعداد مدريد للتنازل عن إدارة المجال الجوي فوق المستعمرة السابقة للرباط.
ورفض وزير الخارجية الإسبانية التصريحات المنتقدة من قبل النائب الباسكي واصفا موقفه بانه انعكاس “لنظريات غريبة” يتم طرحها في الكونغرس.
وشدد على أن “هناك خارطة طريق واضحة وشفافة بين إسبانيا والمغرب ويجري تنفيذها”.

ورد الوزير على تصريحات البرلماني الباسكي بشأن بدء شركة رايان إير بالقيام برحلات إلى الصحراء قائلا “إن الأمر متروك للحكومة المغربية وليس للحكومة الإسبانية”.
وسخر وزير الخارجية الاسباني من المواقف الغريبة والبعيدة عن الواقع للنائب الباسكي والتي تكشف عدم اطلاع على المجريات وعلى الاتفاق بين مدريد والرباط قائلا ان “هذا الحزب يتقدم بطلبات غريبة، وسبق ودافع عن قضايا كاذبة كما الشأن لقضية صحافي تم تقديمه على أنه محتجز في بولندا ليتبين أنه جاسوس روسي”.
وثمن ألباريس حجم التعاون بين بلاده والمغرب مشيرا لوجود “خارطة الطريق واضحة ومفيدة للغاية لكلا البلدين” مؤكدا أن بلاده تعيش حاليا أفضل لحظة في علاقاتها الثنائية مع المغرب.
ويرى متابعون أن المفاوضات بين مدريد والرباط بشأن تسليم إدارة المجال الجوي في الصحراء للمغرب يعتبر ملفًا بالغ الأهمية، ويأتي ذلك في سياق التحولات الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتأتي  هذه المفاوضات في أعقاب إعلان إسبانيا في مارس/اذار 2022 دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل النزاع المفتعل في اقليم الصحراء، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في العلاقات بين البلدين. كما أن هذه المفاوضات تندرج في إطار تنفيذ البيان المشترك الصادر في 7 أبريل/نيسان 2022، والذي تضمن بندًا خاصًا بتدبير المجالات الجوية.
وتهدف إلى تحقيق عدة أهداف، حيث يسعى المغرب من خلالها إلى تعزيز سيادته على أقاليمه الجنوبية وتأمين المجال الجوي في المنطقة بينما تسعى إسبانيا إلى تحقيق قدر أكبر من الأمن والتعاون الفني في إدارة المجال الجوي مع المغرب.

وأكدت اسبانيا بدء المفاوضات مع المغرب بشأن إدارة وتنسيق المجال الجوي بين البلدين. حيث يتم التباحث في تنزيل كامل للبيان المشترك المعتمد في ختام مباحثات العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في الرباط، والصادر في 7 أبريل/نيسان 2022، بما يشمل مسألة المجال الجوي للصحراء والجمارك التجارية في سبتة ومليلية.

ويُجهز المغرب محطة جوية بأكادير لتسلم إدارة المجال الجوي للصحراء من إسبانيا حيث تعتبر هذه المفاوضات خطوة مهمة في تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال الطيران المدني والعسكري، كما أنها تُساهم في تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة الصحراء.
ويتولى المغرب مسؤولية إدارة المجال الجوي في الصحراء كجزء من سيادته على أقاليمه الجنوبية حيث اتخذت السلطات المغربية عدة خطوات لتعزيز هذه السيادة، منها إجراء تغييرات كبيرة على البنية الجوية في الصحراء، بما في ذلك تغيير أسماء المطارات ورموزها، وإنشاء مناطق “خطرة” في المجال الجوي يُمنع التحليق فوقها. 
ويقوم المغرب كذلك بتعزيز قدراته العسكرية في الصحراء، بما في ذلك قدراته في مجال الدفاع الجوي حث تعتبر هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية المغرب لتعزيز سيادته على أقاليمه الجنوبية. 
وفي القابل تثير هذه الخطوات رفضا من جانب جبهة البوليساريو التي تعيش حالة من العزلة ومن داعمتها الجزائر خاصة بعد النجاحات الدبلوماسية للمغرب في اعتراف عدد من الدول المؤثرة بمغربية الصحراء وبمبادرة الحكم الذاتي.
وتتولى إسبانيا حاليًا إدارة المجال الجوي للصحراء المغربية انطلاقًا من جزر الكناري، على الرغم من أن المسؤولين عن المطارات في الصحراء هم مغاربة.