واشنطن – ربما تتخلى النساء خاصة قريبا عن ساعتهن الذكية، لصالح قادم جديد ينقل التكنولوجيا القابلة للارتداء من معصم اليد الى شحمة الأذن، من خلال اقراط ذكية تجسد الأناقة والابتكار معا.

ومثل الساعات الذكية والخواتم الذكية، تجمع هذه الحلقات بين الوظائف المتقدمة والتصميم العصري، ما يجعلها جهازًا متعدد الاستخدامات في مجالات الصحة والترفيه والتواصل، وتتميز بحجمها الصغير الذي يسهُل ارتداؤه.

 وواحدة من هذه الحلقات طورها باحثون من جامعة واشنطن وتهدف إلى مراقبة العديد من المعايير الصحية.

تفوقت هذه المجوهرات التقنية المتقدمة على الساعات الذكية في قياس درجة حرارة الجلد أثناء الراحة، ويقول الباحثون إنها قد تُستخدم في المستقبل لمراقبة علامات التوتر والحمى، وتتبع تناول الطعام وممارسة الرياضة، وحتى مراقبة علامات الإباضة.

 وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، كيويوي (شيرلي) شو، طالبة دكتوراه بمدرسة بول جي. ألين لعلوم وهندسة الكمبيوتر: “أرتدي ساعة ذكية لمتابعة صحتي الشخصية، لكنني لاحظت أن الكثيرين يرون أن الساعات الذكية غير أنيقة أو ثقيلة وغير مريحة. أحب أيضًا ارتداء الأقراط، لذا بدأنا نفكر في المزايا الفريدة التي يمكن أن تقدمها شحمة الأذن.”

وقاد هذا التفكير شو إلى فكرة تصميم أقراط ذكية يمكنها مراقبة درجة حرارة الجسم عند ملامستها لشحمة الأذن. كما أدرك الباحثون أن التصميم المتدلي لبعض الأقراط يمكن أن يُستخدم لجمع بيانات إضافية من خارج الجسم.

وأوضحت شو: “وجدنا أنD كما أتاح لنا خيار استخدام جزء من المستشعر المتدلي لفصل درجة حرارة الغرفة المحيطة عن درجة حرارة الجلد.” ويمكن لهذه القدرة على مقارنة درجة حرارة الجلد بدرجة الحرارة المحيطة أن تساعد هذه الأقراط الذكية في تحديد ما إذا كان مرتديها مصابًا بالحمى أو يعاني من انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم أو فقط متأثرًا بالبيئة المحيطة.

بناء الأقراط الذكية

بدأ فريق شو العمل على بناء نموذج أولي للأقراط الذكية. ومع ذلك، واجهوا تحديات تتعلق بتصميم شيء خفيف الوزن ومتين بما يكفي لجمع بيانات مفيدة، وفي الوقت نفسه طويل العمر بما يكفي لتجنب الحاجة إلى الشحن المستمر.

 وقالت المؤلفة المشاركة يوجيا (نانسي) ليو، التي كانت طالبة ماجستير في قسم الهندسة الكهربائية والحاسوب بجامعة واشنطن أثناء البحث: “إنه توازن دقيق. إذا كنت تريد عمر بطارية أطول، فإنك تحتاج إلى بطارية أكبر، ولكن هذا يؤثر على الحجم. كما أن جعل الجهاز لاسلكيًا يتطلب طاقة أكبر.”

بعد عدة تصاميم أولية، تم تطوير نسخة نهائية بحجم مشبك الورق، تتضمن شريحة بلوتوث للتواصل، وبطارية قابلة للشحن، ومستشعرين منفصلين لدرجة الحرارة. وتمتاز الأقراط الذكية بعمر بطارية يصل إلى 28 يومًا بفضل طريقة مبتكرة للتواصل اللاسلكي.

تطبيقات محتملة للأقراط الذكية

تتضمن أحد التطبيقات المحتملة للأقراط مراقبة الحمى بدقة أكبر. وقد أظهرت التجارب التي أجريت على 20 مريضًا سليمًا وخمسة مرضى يعانون من الحمى وجود اختلافات كبيرة بين درجات حرارة الأصحاء والمرضى، مما يبرز إمكانيات الأقراط في المراقبة المستمرة للحمى.

وقالت الباحثة شو: “نريد استكشاف تطبيقات فريدة للأقراط، خاصة تلك التي قد تكون جذابة للنساء وكل من يهتم بالأناقة.” وأضاف الباحثون أنهم يعملون على تحسين التصميمات المستقبلية لتعمل بالطاقة الشمسية أو بالطاقة الحركية الناتجة عن حركة المجوهرات.