الصالح 13

الصالح نيوز : أفلام مغربية تقتطع تذاكرها للمهرجانات العالمية بالوساطة

الصالح نيوز :
أفلام مغربية تقتطع تذاكرها للمهرجانات العالمية بالوساطة

الصالح نيوز :
أفلام مغربية تقتطع تذاكرها للمهرجانات العالمية بالوساطة


الصالح نيوز :
أفلام مغربية تقتطع تذاكرها للمهرجانات العالمية بالوساطة

أفلام مغربية تقتطع تذاكرها للمهرجانات العالمية بالوساطة

عبدالرحيم الشافعي
تبادل المصالح يهيمن على اختيارات الأفلام واللجان وتغييب معايير الإبداع والجودة الفنية في التقييم.

الرباط  – تمثل العروض الأولى للأفلام المغربية في المهرجانات الوطنية والعالمية نافذة مهمة تعكس تطورها ومدى قدرتها على المنافسة والإبداع، فهي مناسبات لعرض الإنتاجات الجديدة ومنصة لاكتشاف المواهب وتقديم صورة تعبر عن هوية السينما الوطنية، غير أن هذه العروض كثيراً ما تثير تساؤلات حول المعايير التي تعتمدها لجان الاختيار، فبينما يُفترض أن يتم تقييم الأعمال بناءً على الجودة الفنية، يتم اختيارها بناءً على هوية صانعها أو نفوذه في الوسط السينمائي، فهل يتم فعلاً تكريس المعايير الفنية الحقيقية لتقديم صورة مشرفة للسينما المغربية؟ أم أن المحسوبية والاعتبارات الشخصية هي السائدة؟

تبرز بعض العلاقات بين صناع الأفلام المغاربة ومديري المهرجانات السينمائية العربية والعالمية صورة معقدة مشبوهة تكشف عن وجود شبكة من المصالح التي تؤثر بشكل كبير على اختيار الأفلام، ففي كثير من الأحيان لا يُنظر إلى جودة العمل الفني أو مستوى الإبداع كمعيار أساسي للقبول في هذه المهرجانات، بل نجد العلاقات الشخصية والمصالح المتبادلة جزءًا لا يتجزأ من عملية الاختيار، فبعض صناع الأفلام المغاربة يمتلكون علاقات وثيقة مع مديري المهرجانات، وهو ما يجعل قبول أفلامهم في المهرجانات العربية والعالمية أكثر سهولة، حتى لو كانت هذه الأفلام تفتقر إلى المستوى الفني المطلوب أو لا تضيف جديدًا للمشهد السينمائي.

وتتجسد هذه العلاقات في سلسلة من المصالح المشتركة التي تتيح لبعض الأفلام أن تجد مكانها في المهرجانات الكبيرة، بينما تُستبعد أعمال أخرى ربما تكون أكثر ابتكارًا وجدية ولكنها تفتقر إلى الدعم الشبكي اللازم.

 وهذه الممارسات تساهم في تكريس نوع من الهيمنة لأسماء معينة، بينما تجد السينما المغربية نفسها في دوامة من الأعمال التي تتكرر وتحظى بالمكانة فقط بناءً على العلاقات الشخصية، وهذا يؤدي إلى إضعاف قدرة المهرجانات على تقديم صورة حقيقية وموضوعية عن السينما المغربية والمغاربية على الساحة الدولية، والكارثة العظمى هي حتى لو قبلت أفلامهم بالواسطة، تكون سباق أرانب أو تتويجات رمزية لحفظ ماء الوجه.

فشل السوق السينمائي المغربي في تحقيق العدالة والشفافية

وهذا الواقع المدمر لا يعكس سوى فشل السوق السينمائي المغربي في تحقيق العدالة والشفافية بين صناع الافلام، فهناك العديد من الأفلام التي تُختار ليس بناءً على قوتها الفنية أو الإبداعية، بل بسبب علاقات مخرجها أو منتجها، فأصبحنا نرى أفلامًا لا تمت للإبداع بصلة تحظى بمكانة مرموقة اعلاميا فقط، لأن القائمين عليها ينتمون إلى دائرة علاقات معينة، وهذا التوجه يُظهر مدى التدهور الذي يعصف بنزاهة المهرجانات السينمائية.

ولن يكون مفاجئًا أن نرى مبدعين شبابًا ومخرجين مستقلين يُحرمون من فرصة التواجد في المهرجانات الكبرى، بينما نجد أن أفلامًا لم تحقق النجاح الفني أو الجماهيري تحظى بمساحة واسعة فقط لأنها تتماشى مع الأجندات الشخصية لبعض الأشخاص المتنفذين في النظام السينمائي، وهذا النظام الموجه بالولاءات الشخصية لا يترك مكانًا للإبداع الجاد والملتزم بقضايا المجتمع، بل يُكرس لفئة محدودة تحتكر الفرص، في الوقت الذي يُستبعد فيه المبدعون الجدد الذين يملكون أفكارًا جديدة ورؤى غير تقليدية، يُعاد تمثيل نفس الأسماء والأعمال القديمة التي افتقدت منذ زمن إلى التجديد، وهذا الأمر يساهم في إعاقة تطور السينما المغربية ويغلق أمامها أبواب التغيير والنضوج.

وبدلاً من أن تكون المهرجانات السينمائية محكًا حقيقيًا لجودة الأفلام تتحول إلى مجرد مناسبات اجتماعية تستعرض فيها الشخصيات البارزة والأسماء اللامعة التي تهيمن على المشهد السينمائي، فيتم فيها تكريم الأشخاص الذين ينتمون إلى دوائر مغلقة، في مشهد يشبه أكثر حفلات التهنئة والتسويق الشخصي، بدلاً من أن تكون ساحة للمنافسة الفنية، فما يحدث اليوم هو أن المهرجانات تساهم في تكريس وضع غير عادل، يتم تفضيل الأعمال التي ترفع شعار “باك صاحبي” وتستفيد من الشبكات الشخصية على حساب تلك التي تعكس أصالة الثقافة المغربية ورؤى المبدعين الجادين، الأمر الذي يقودنا إلى واقع يتسم بالركود ويقتل حيوية السينما ويحد من تأثيرها الثقافي.

ومن المؤسف أن تظل المهرجانات السينمائية في المغرب تمثل مجالًا للتهليل للأسماء الكبيرة التي غالبًا ما تكون محط إعجاب البعض بسبب علاقاتهم ونفوذهم، فبينما تغيب عن هذه المهرجانات معايير حقيقية لتقييم الأعمال السينمائية، كالابتكار والجودة الفنية والتأثير الثقافي، فمعيار النجاح اليوم لم يعد متعلقًا بقيمة الفيلم نفسه أو بمدى قدرته على نقل رسالة قوية، بل بقدرة المنتجين أو المخرجين على النفاذ عبر القنوات الخاصة والمصالح الشخصية، وهذه المنظومة تقتل الطموحات الحقيقية للمبدعين وتزيد من الإحباط في صفوف الجيل الجديد الذي يُحرَم من فرص التميز والظهور على الساحة، إذ أصبحت اليوم ساحة مغلقة تهيمن عليها المصالح الشخصية والمساومات البعيدة عن الفن، بينما إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإننا أمام جيل من المبدعين المغاربة سيكتشف في المستقبل القريب أن كل جهوده لن تكون مجدية أمام جبروت المحسوبيات التي تسيطر على الانتاج السينمائي.

الصالح نيوز :
أفلام مغربية تقتطع تذاكرها للمهرجانات العالمية بالوساطة

الصالح نيوز :
أفلام مغربية تقتطع تذاكرها للمهرجانات العالمية بالوساطة
#أفلام #مغربية #تقتطع #تذاكرها #للمهرجانات #العالمية #بالوساطة

Exit mobile version