القاهرة – استقبلت قاعات السينما المصرية ضمن موسم أفلام راس السنة الفنان المصري محمد سعد بعد غياب 6 سنوات بفيلمه “الدشاش” الذي يقدم من خلاله شخصية مختلفة عن الأدوار الكوميدية والأفلام التي قدمها من قبل.

وتدور أحداث “الدشاش” في إطار اجتماعي يجمع بين التشويق والتراجيديا، حول شخص تورط في عالم الجريمة ولم يكن فوق مستوى الشبهات من خلال امتلاكه ملهى ليليًّا، ويواجه مواقف مفاجئة تجعله في مواجهة مباشرة مع أطراف شريرة، فتبدأ رحلة التغيير والبحث عن فرصة جديدة بحياة مختلفة عن التي عاشها الا أنها لا تخلو من الصعوبات والتحديات.
ويعد فيلم الدشاش التعاون السينمائي الثاني بين محمد سعد وزينة بعد مشاركتهما في فيلم بوشكاش الذي طرح في السينما في العام 2008، حيث تجسد شخصية فتاة شعبية يقع في غرامها محمد سعد، وتتوالى الأحداث.

كما يشارك في بطولة العمل نخبة من الممثلين أبرزهم باسم سمرة ونسرين أمين وخالد الصاوي ومريم الجندي ونسرين طافش وأحمد الرافعي، وهو من تأليف جوزيف فوزي وإخراج سامح عبدالعزيز.

ومنذ بدء عرضه في دور السينما بالتزامن مع أول شهر يناير/كانون الثاني 2025، تمكن “الدشاش” من تحقيق إيرادات قياسية وسط إشادة نقدية وإقبال جماهيري، على أن يُعرض في كل من الامارات والسعودية والكويت الخميس المقبل.

وقال سعد في تصريح تلفزيوني خلال برنامج “حديث القاهرة” الذي تقدمه الإعلامية كريمة عوض عبر قناة “القاهرة والناس” بأنه  “لم يشغل باله بمسألة الإيرادات واعتاد منذ نجاحاته القديمة في سلسلة أفلام “اللمبي” أن يركز ويجتهد ويترك النتيجة على الله”.

وأوضح سعد أن فكرة تقديم الفيلم كانت تحديا كبيرا بالنسبة له، خاصة أنه تطلب منه تقديم مزيج من الكوميديا والتراجيديا، مضيفًا “هذا الفيلم كان بمثابة خطوة أولى نحو شكل فني جديد أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور”.

وتباينت ردود الفعل والآراء في الأوساط الفنية المصرية حول الفيلم الذي ساهم في عودة سعد مجددا للأضواء، حيث يرى البعض أن “الدشاش” جعل من بطل الفيلم يبتعد عن ادواره المألوفة التي انحصرت في تقديم نسخ مكررة من شخصية “اللمبي”، فيما أكّد آخرون أنه يمتلك نقاطا مميزة تسمح له بفرض سيطرته على أعماله.

وفي تصريح لموقع “المصري اليوم” المحلي، قال الناقد طارق الشناوي إن محمد سعد ممثل مختلف، يقدم الكوميديا الإيجابية بعيدًا عن السلبية، مضيفا أن “الجمهور لم تنقطع صلته بسعد على السوشيال ميديا، فهو من أكثر الفنانين الذين تم استقطاع مقاطع من أعمالهم وحققت انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي. وظل في ضمير الجماهير التي اعتادت حجز التذاكر، خاصة من جيل الشباب”.

وعن تقييمه للفيلم، قال الناقد المصري إن “هناك مشاكل على مستوى السيناريو، لكنه كان ميلودراما مباشرة على حسب ذوق الجمهور، وقد أبدع المخرج سامح عبدالعزيز والكاتب جوزيف فوزي في ذلك، وان كانت فكرة التحولات الدرامية السريعة للشخصيات من الأبيض الى الأسود، تلقى صدى شعبيا”، مشيرا الى أن “فكرة التناقض بين الجامع والملهى الليلي، والشيخ والراقصة، له ثمن إيجابي”.

ويتفق الناقد محمود عبدالشكور مع الشناوي الذي يقول إنه “سعيد جدا بمغامرة محمد سعد الجديدة، ولم أندهش من قدراته التي أعرفها كممثل، وهو هنا يقدم ألوانا من الوجوه لشخصية غريبة، صوتا وتعبيرا وحركة، ويمتلك حضورا فائقًا، ويضحكنا أيضا في مشاهد قليلة من قلب الحكاية”، وفق المصدر ذاته.

وأضاف “كنت دوما أرى سعد ممثلا متفردا وشهدت تألقه في بداياته الأولى كممثل كوميدي في مسرحية ‘المجانين’ على مسرح جامعة القاهرة وكان معه عمرو عبدالجليل وخالد الصاوي ومحمد هنيدي في أدوار مميزة، وما زلت أعتقد أنه يمكنه تقديم أطيافا من الكوميديا ببراعة، وليس الكوميديا الحركية واللفظية فقط، وهي بالمناسبة فن صعب أيضا، ونوع معروف في العالم كله”.