الصالح نيوز :
‘آريار القدام’ سلسلة كوميدية تعيد التونسيين إلى أجواء التسعينات
‘آريار القدام’ سلسلة كوميدية تعيد التونسيين إلى أجواء التسعينات
الصالح نيوز :
‘آريار القدام’ سلسلة كوميدية تعيد التونسيين إلى أجواء التسعينات
‘آريار القدام’ سلسلة كوميدية تعيد التونسيين إلى أجواء التسعينات
تونس – تمكن الكوميدي بسام الحمراوي من إعادة الصلة بين المشاهد التونسي والإنتاجات الرمضانية من خلال سلسلة “آريار القدام” (arrière elgoddem) التي انصرف منتجوها في تقديمها عن الشاشة الصغيرة إلى عالم يوتيوب.
و”آريار القدام” مسلسل خيالي تونسي انطلق بسام الحمراوي في عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان الحالي على قناته بيوتوب، محققا نسب مشاهدات عالية، بفضل عودته إلى ما يسمى في تونس بـ”عصر الجيل الذهبي” في إشارة إلى فترة التسعينات من القرن الماضي.
واختار الحمراوي في أحدث أعماله الكوميدية والتي أشرف على إخراجها وتقمص دور البطولة فيها، أن يعود بالتونسيين من خلالها رؤية فنية مختلفة إلى أجواء الزمن الجميل وتحديدا إلى العام 1991.
ووجد العديد من رواد المواقع الاجتماعية في مسلسل الحمراوي فكرة مختلفة مكونة من توليفة من العادات والومضات والمشاهد العالقة في الذاكرة بكل ما تبعثه من حنين لزمن مضى، فقد كتب المخرج محمد علي سعيد على صفحته بموقع فيسبوك “السيتكوم هذا يخليك تضحك، تبكي، تتحسر على الماضي، وتتمنى لو يرجع بك الزمن باش تعيش تلك اللحظات من جديد، بكل تفاصيلها—اللمة، المحبة، الجو، الموسيقى، الفن.. الألعاب اللبسة، كل حلقة تحمل مشهدا مؤثرا يهزك من الداخل”.
وأضاف بين “1991 و2025، 34 سنة عمر تعدا يجري وكل واحد فينا يتمنى لو يعود به الزمن ليحتضن من فقدهم فجأة ويطلب منهم السماح.. بسام الحمراوي نطق الكاميرا وأحيا كل شخصية في هذا العمل، ليقدّم تجربة فنية أعتبرها الأولى من نوعها في تاريخ تونس، بسيناريو مختلف تماماً عن الأعمال المعتادة، حيث كل شيء فيه يحمل لمسة خاصة”.
واعتبرت معلقة على فيسبوك أن المسلسل “تحفة فنية يرجعنا لسنة 1991.. واحد دخل مغارة سافرت به عبر الزمن ورجعته لأكثر من 30 سنة قداش فكرني في جونا قبل ولمتنا قبل متسرقنا التكنولوجيا … هو توا يحب يقنع بوه وأمه الي هو ولدهم من المستقبل ويحكيلهم شنوة بش يصير…. مسلسل مزيان برشا في 9 حلقات يخليك تسرح وتتخيل بين الماضي والحاضر والمستقبل غريبة كيفاش متعداش في التلفزة”.
وتدور أحداث المسلسل حول قصة الشاب “حلمي” (جسده بسام الحمراوي) الذي يجد في التخييم مهربا من علاقته المتوترة بوالده، وأثناء ذهبه إلى منطقة بعيدة عن العمران رفقة صديقه يتوقف لقضاء حاجته في الخلاء، فينتبه لوجود فتحة في الجبل يحاول إقناع صديقه بمرافقته إلى الداخل لاستكشافها لكنه يرفض، فيدخل بمفرده وهناك يعبر من خلال بوابة زمنية مفتوحة إلى عام لم يولد فيه بعد، فتنقلب حياته رأسا على عقب ويعيد تشكيل علاقته بوالده من جديد ويستعيد والدته الميتة ويعود بالتونسيين إلى أجواء بات الكثيرون يفتقدونها.
ويجمع المسلسل بجانب بسام الحمراوي مجموعة من الممثلين بينهم وجيهة الجندوبي، لبنى السديري، أحمد العجمي، أميمة حمروني، ومحمد السويسي، ويشارك ضمن ضيوف الشرف كل من جلال الدين السعدي، وهشام برتقيز.
لاقت السلسلة نجاحا وتفاعلا غير مسبوقين من قبل التونسيين، نظرا لتركيزها على العديد من المواضيع الجادة بطريقة ساخرة وناقدة، ما جعل “آريار القدام” عملا كوميديا استثنائيا في الموسم الرمضاني التونسي الموسوم عادة بالابتذال والسطحية.
وأشاد فنانون ونشطاء على المنصات الاجتماعية بالسيتكوم الذي يعد حسب رأي البعض “استثمار ناجح من الحمراوي وفريق العمل لعلاقة مخصوصة بين التونسيين والعام 1991″، حيث كتبت الممثلة التونسية ليلى الشابي عبر صفحتها على فيسبوك “سيري (مسلسل) مزيانة ألف مبروك بسام الحمراوي وجيهة الجندوبي وكل الفريق.
وقال معلق “خدمة من أجمل الأعمال إلى ريتها رجع بينا للماضي.. بطريقة روعة وبحرفية عالية برشا فن بالحق عمل فني محترم يعود بنا إلى فترة التسعينات حين كانت الحياة العائلية مصدر السعادة والاحترام.. فترة بدون حواسيب وهواتف تعيش الطفولة بين الأصدقاء واللعب تنمو الشخصية على تقدير المعلم والمسن والجار، الحنين إلى الماضي يقودنا به المخرج بسام الحمراوي بحلقات على يوتيوب بأرقام مشاهدة كبيرة لرقي العمل وروح الفكاهة وهذا ما يحتاجه الجمهور التونسي.. كل الدعم والتشجيع على هذا العمل الذي كنا ننتظره منذ سنوات”.
ويعتبر البعض أن الحمراوي خاض مغامرة غير مضمونة النتائج، نظرا لثراء الإنتاجات الدرامية المشاركة في الموسم الرمضاني الحالي، حيث كانت البرمجة التي يقدمها التلفزيون الرسمي التونسي هذا العام واعدة مقارنة بالسنوات الأخيرة.
إلا أن المشاهد التونسي يبرهن في كل مناسبة تسنح له بأنه شديد التعلق بالماضي، وما “حلمي” سواء حلمة كل تونسي عاش فترة من الرخاء العاطفي والعائلي خلال فترة التسعينات في العودة إلى الوراء، المسلسل ليس حلقات متصلة بقدر ما هو شريط من الذكريات فتح من خلاله حمراوي فجوة بين زمنيين الفاصل بينهما أكثر من ثلاثة عقود.
الحمرواي لم يمرر رسائل هادفة فقط، بل أعاد تركيب كل جزئية عالقة في الذاكرة الجماعية من موسيقى، لباس، عادات، مسلسلات، إعلانات، ألوان، علاقات، أجواء رمضانية، بطريقة جعلت مشاهدي عمله يدخلون معه من بوابة الزمن، ويعيشون الماضي بأدق تفاصيله.
وعن ذلك، كتبت معلقة على فيسبوك “ليعرف المجرمون الذين يعدون مسلسلات البذاءة ما هي تونس التي يحبها التونسيون ولا أتحدث عن تونس التي يريدون صناعتها.. لا أتحدث عن جيلي الذي يحن إلى صغره بل حتى الذين لا يعرفون التسعينات أحبوا تونس النظيفة تونس العائلة تونس المحبة تونس البساطة. كل الناس ينتظرون الحلقات بكل شغف لا ليكتشفوا ما حدث لحلمي وكيف سيعود إلى زمانه فقط ولا ليعرفوا كيف يتزوج الهادي بآسيا بل لأنهم يشتاقون إلى أجدادهم وجداتهم يتمنون لو عاصروهم أكثر وتمتعوا بحنانهم أكثر. الناس يتابعون أريار القدام ليحسوا بوالديهم وقيمة والديهم وليروا كيف كانت الحياة دون تكنولوجيا. الناس ينتظرون الحلقات ليهربوا من نمط الحياة الحديث وليضحكوا من قلوبهم بدلا من الدمار الشامل الذي تفرضه عليهم المسلسلات الأخرى. برافو بسام الحمراوي”.
ويبدو أن بسام الحمراوي لعب على المصطلحات، حيث جمع عنوان سلسلته الكوميدية بين لفظ فرنسي “آريار” ويعني بالعربية الخلف والكلمة التونسية “القدام” وتعني الأمام، وكأنه يستأنس بالمثل القائل إن “السهم يحتاج أن ترجعه للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام”، فهو يفتح أمام المشاهدين من خلال رحلته عبر الزمن آفاقا جديدة للتصالح مع حاضرهم بالعودة إلى ماضيهم والاستفادة من أخطائهم ومعالجة نقائصهم.
الصالح نيوز :
‘آريار القدام’ سلسلة كوميدية تعيد التونسيين إلى أجواء التسعينات
الصالح نيوز :
‘آريار القدام’ سلسلة كوميدية تعيد التونسيين إلى أجواء التسعينات
#آريار #القدام #سلسلة #كوميدية #تعيد #التونسيين #إلى #أجواء #التسعينات
