الصالح سبورت :
هل يتعاقد منتخب المغرب مع اللاعبين على طريقة الأندية؟ الحقيقة الكاملة
هل يتعاقد منتخب المغرب مع اللاعبين على طريقة الأندية؟ الحقيقة الكاملة
الصالح سبورت :
هل يتعاقد منتخب المغرب مع اللاعبين على طريقة الأندية؟ الحقيقة الكاملة
يتساءل الكثيرون: هل تحول منتخب المغرب إلى نادٍ محترف؟ كيف يستقطب أسماءً جديدة في كل توقف دولي، بل يختار أجودهم للدفاع عن قميص “أسود الأطلس” دوليًا!
في السنوات الأخيرة، أصبحت سياسة استقطاب اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين وُلدوا في الخارج ويحملون جنسيات مختلفة، استراتيجية بارزة في مسار المنتخب المغربي لكرة القدم.
هذه السياسة جعلت المنتخب المغربي يضم لاعبين ذوي جودة عالمية، ويعتبرها الكثيرون خطوة نحو تحسين مستوى الفريق على الساحة الدولية والمحافل العالمية كما شاهدنا في كس العالم قطلا 2022.
لكن مع تزايد الحديث عن هذه السياسة، يُطرح سؤال كبير: هل يعتمد منتخب المغرب على طريقة التعاقدات التي تتبعها الأندية لضمان الحصول على لاعبين مزدوجي الجنسية؟
منتخب المغرب.. وجهة لمواهب العالم مزدوجي الجنسية
قبل الغوص في تفاصيل هذا الملف، لابد من معرفة الجانب القانوني الذي يقنن هذا الشق في اختيار المسار الدولي، حيث تنص قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على منح اللاعب الحرية الكاملة دون إكراهات لتمثيل أحد البلدان التي ينتمي إليها.
وتفصيليًا، باعتماد المشاركة في 3 مباريات عاملا حاسما في اختيار الجنسية الرياضية دون حق العزوف عنها وفق آخر تعديلات “فيفا” والتي كان منير الحدادي آخر المستفيدين من القانون القديم، لكن لماذا المغرب أثر حرصا على استقطاب مواهبه في مختلف الملاعب؟.
الجواب على هذا السؤال ليس بسيطًا، ففي الواقع، لا يمكن إنكار أن المغرب قد أظهر اهتمامًا كبيرًا باللاعبين الذين يمتلكون جنسية مزدوجة ويؤدون في الأندية الأوروبية الكبرى، مع محاولة استقطابهم في صفوف “أسود الأطلس”.
وعلى الرغم من أن هذه السياسة قد تكون ناجحة بشكل كبير، إلا أن هناك الكثير من الجدل حولها ووجهات نظر مختلفة، علاوة على حروب طاحنة مع اتحادات كروية أخرى.
استراتيجية المغرب في استقطاب لاعبين مزدوجي الجنسية
منذ أن تولت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم زمام الأمور، وخاصة بعد التغيير الكبير في الهيكل التنظيمي، أصبح هناك تركيز كبير على استقطاب لاعبين مزدوجي الجنسية من دول مختلفة.
هذه الاستراتيجية أضحت جزءًا من خطة طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز مستوى المنتخب المغربي وتحقيق نتائج مشرفة على الصعيدين الإفريقي والعالمي.
يُعتبر استقطاب اللاعبين مزدوجي الجنسية خطوة ذكية؛ إذ يسعى الاتحاد المغربي لكرة القدم إلى استكشاف المواهب المنتشرة في أوروبا، وهي قارة تضم العديد من اللاعبين المغاربة الذين وُلدوا في دول مثل بلجيكا، فرنسا، هولندا، إسبانيا، وغيرها من الدول الأوروبية.

كيف يتم استقطاب النجوم والمواهب الواعدة؟
وفق استسقاء أجراه 365Scores مع عدد من رؤساء المواقع الرياضية المغربية، فإن السبيل الأول للوصول إلى المعلومة في هذا الجانب، لا يكون عن طريق مسؤولي الجامعة أو بيانات رسمية من جهات مختصة.
أفاد جلهم أن الجامعة خصصت لجان تعمل في سرية تامة وبحرفية عالية، من أجل تتبع أدق تفاصيل وتحركات الموهوبين، بل وتتم رعايتهم وتوطيد آليات التواصل مع أسرهم، بغية تسهيل إقناعهم باللعب للمغرب.
من أبرز الأمثلة على نجاح هذه الاستراتيجية هو حالة اللاعب شمس الدين طالبي، الذي جذب الانتباه بعد أن تم استدعاؤه للانضمام إلى المنتخب المغربي، ولم يتردد، حيث كشفت وسائل إعلام بلجيكية كيف منحه المغرب رعايته الكاملة عندما تعرض للإصابة بالرباط الصليبي.
إبراهيم دياز نموذج لجهود الجامعة المغربية
طالبي ليس الوحيد، هناك أيضًا حالة إبراهيم دياز، لاعب ريال مدريد، الذي كانت هناك منافسة بين المغرب وإسبانيا بشأن تمثيله لمنتخب بلاده، رغم العروض المغرية التي تلقاها من الاتحاد الإسباني، اختار دياز تمثيل المغرب.
وكان فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية قد أشار إلى أن التواصل مع محيط اللاعب كان له دور بارز في إقناعه، وهو ما أكده المدير الرياضي في إسبانيا سابقا، خلال تصريحات لـ “موندو ديبورتيفو” أكد فيها أن دياز رفض دعوة “لاروخا”.
ويعتبر ربيع تاكاسا، مغربي مقيم في مدريد منذ 2014، المسؤول الأول عن الكشافين الذين يعملون مع الاتحاد المغربي، ومدير خلية الكشافة في إسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا.
اختيارات هؤلاء اللاعبين قد تؤدي إلى إشعال النقاش حول ما إذا كانت هذه الخطوات تتم بطرق “تعاقدية”، بما في ذلك ما يقال عن “مقابل مالي زهيد” أو عن مساعي وسطاء في الكواليس لضمان تمثيل اللاعبين لمنتخبات معينة، ما الحقيقة؟
مقارنة مع أسلوب التعاقد في الأندية
رغم أن اللاعبين الذين يختارون تمثيل منتخب بلدهم الأم يبقون أحرارًا في قراراتهم، إلا أن الكثير من النقاد يشيرون إلى أن الاتحاد المغربي يعتمد بشكل شبه مؤسسي على “شبكة من الكشافين” المنتشرة في أوروبا لاصطفاء اللاعبين الأنسب للانضمام إلى المنتخب.
ويثير هذا الأمر القلق لدى البعض، حيث يتساءلون إن كان هذا يُعتبر “تعاقدًا” مع اللاعبين على طريقة الأندية، إذ يتم التواصل مع العائلات على مرّ السنوات بهدف التأثير على خيارات اللاعبين.
بالإضافة إلى ذلك، هناك من يرى أن بعض هذه القرارات قد تكون مدفوعة بمصالح مالية أو غيرها من العوامل المادية، بعيدًا عن الرغبة الحقيقية في تمثيل منتخب الوطن.

هل تدفع الجامعة أموالا مقابل تمثيل منتخب المغرب؟
في هذا الصدد أكد مسؤول من الدامعة الملكية المغربية، أن اللاعبين الوافدين يحصلون على امتيازات خاصة، تتعلق بالتنقل بطائرات خاصة مع أسرهم وفنادق فخمة وغيرها، لكن حصولهم على مقابل مادي كـ “صفقة” ضرب من الوهم والخيال.
نظريًا، لا يُعتبر “استقطاب اللاعبين” على طريقة الأندية أمرًا مستهجنًا، خاصة إذا كانت هناك رغبة حقيقية من اللاعبين في تمثيل المنتخب، ولكن القضية تصبح مثار جدل حينما يُعتقد أن العملية تشمل ضغوطًا أو اختيارات غير نابعة من رغبة اللاعب نفسه، بل بناءً على مصالح مختلفة.
وهو ما أشار إليه العديد من المحللين، مثل يوسف شيبو محلل قنوات “بي إن سبورتس”، بأن اختيار اللاعبين لتمثيل المنتخب لا يجب أن يُنظر إليه بشكل سلبي، فالحقيقة هي أن هذا النوع من الاختيارات يعزز قوة الفريق ويعكس التزام اللاعبين بالثقافة الوطنية، حتى وإن لم يولدوا في المغرب.
ما هي سلبيات الاعتماد على اللاعبين ذوي التكوين في أوروبا؟
على الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة، بفضل استقطاب لاعبين مزدوجي الجنسية ذوي التكوين في أوروبا، إلا أن هذه الاستراتيجية لا تخلو من بعض السلبيات والتحديات، خاصة في المسابقات الإفريقية.
إحدى أبرز هذه السلبيات هي عدم قدرة بعض اللاعبين على التكيف مع خصوصيات المنافسات الإفريقية، وهو ما ظهر بوضوح في النسخة الأخيرة من كأس الأمم الإفريقية، عندما أقصي المنتخب المغربي على يد منتخب جنوب إفريقيا في ساحل العاج.
لا تقتصر التحديات على العوامل البدنية والفنية فقط، بل هناك أيضًا البُعد الثقافي والنفسي، فاللاعب الذي نشأ في أوروبا قد لا يمتلك نفس الارتباط العاطفي بالمنتخب، مقارنةً باللاعبين الذين تربوا في المغرب.
هذا الاختلاف قد يكون له تأثير نفسي في المباريات الحاسمة، حيث يكون اللاعب المحلي، الذي ترعرع في بيئة رياضية محلية، أكثر تحفيزًا في المنافسات القارية التي تمثل له فرصة لتحقيق شيء عظيم لبلاده.
كيفية تحسين التكيف في المسابقات الإفريقية
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج المنتخب المغربي إلى إيجاد توازن بين اللاعبين المحليين واللاعبين المولودين في الخارج، بحيث يتم دمج الخبرات الأوروبية مع العناصر التي تمتلك القدرة على التكيف بشكل أفضل مع التحديات التي تطرحها المسابقات الإفريقية.
إضافة إلى ذلك، من المهم أن يعمل الطاقم الفني على تحضير اللاعبين على المستويين البدني والنفسي لمواجهة الأجواء الإفريقية، والتأكيد على أهمية استحضار القيم الوطنية، بعيدًا عن العوامل المادية أو التنافس بين المنتخبات الأوروبية والإفريقية.
الصالح سبورت :
هل يتعاقد منتخب المغرب مع اللاعبين على طريقة الأندية؟ الحقيقة الكاملة
الصالح سبورت :
هل يتعاقد منتخب المغرب مع اللاعبين على طريقة الأندية؟ الحقيقة الكاملة #هل #يتعاقد #منتخب #المغرب #مع #اللاعبين #على #طريقة #الأندية #الحقيقة #الكاملة
