الصالح سبورت : كيف تحول حكيم زياش من نجم عالمي إلى منبوذ في ملاعب أوروبا؟

بالأمس القريب كانت تتهافت الأندية الكبرى في القارة العجوز من أجل الظفر بخدمات حكيم زياش، الذي لفت الأنظارمع أياكس أمستردام الهولندي.

لفت حكيم زياش الأنظار وتنبأ له الجميع بمسيرة حافلة تضاهي كبار محترفي القارة السمراء في ملاعب القارة الأوروبية، قبل أن تبدأ مسيرته بالانحدار منذ أول تجربة في بلاد الأسود الثلاثة.

تحول حكيم إلى أحد أكثر اللاعبين إثارة للجدل بعد انتقاله إلى تشيلسي الإنجليزي ثم جلطة سراي التركي، وكتب قصة تجمع بين النجاح الباهر والعقبات التي أثرت على مسيرته الاحترافية.

أياكس أمستردام.. بداية بزوغ نجم حكيم زياش

زياش كان واحدًا من أبرز نجوم أياكس، حيث قاد الفريق للوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2018-2019، مقدمًا مستويات استثنائية أمام كبار القارة.

 وبفضل قدراته الفنية العالية وتمريراته الحاسمة وأهدافه الرائعة، أصبح زياش هدفًا لكبار أندية أوروبا، ليحظى بانتقال طال انتظاره إلى تشيلسي في صفقة قياسية بلغت 40 مليون يورو..

تشسيلسي.. بداية الأزمة

رغم الآمال الكبيرة التي عُلقت على زياش في تشيلسي، لم يتمكن اللاعب من تحقيق نفس النجاح الذي حققه مع أياكس. واجه زياش صعوبات في التأقلم مع أسلوب اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى تعرضه للإصابات المتكررة.

 الأمور ازدادت تعقيدًا بعد صراعات مع المدرب السابق توماس توخيل، حيث كان زياش يجد نفسه غالبًا خارج التشكيلة الأساسية، وتفاقمت المشاكل ليتوارى المغربي عن الأنظار لفترة طويلة.

جلطة سراي.. لا جديد تحت شمس تركيا

انتقل زياش إلى جلطة سراي التركي بحثًا عن استعادة مستواه، ولكن التحديات استمرت، وتعرض اللاعب لانتقادات بسبب تراجع الأداء، مما أثار تساؤلات حول مدى قدرته على العودة إلى القمة..

اليوم يعيش زياش بين جحيم الصراع مع مدربه أوران بوروك في تركيا، وصعوبة إيجاد فريق جديد يضمن له التواجد في مصاف الكبار، كما أن ضعف التنافسية جعل اللاعب بتعد عن حسابات منخب المغرب أيضا.

عقلية صعبة دمرت مسيرة اللاعب

يُتهم زياش أحيانًا بامتلاك شخصية صعبة، حيث يُقال إنه يميل إلى التوتر وعدم قبول النقد بسهولة، الأمر الذي قد يكون قد أثر على علاقته مع المدربين وزملائه في الفرق التي لعب لها، لكن بالمقابل، لا يمكن إغفال العوامل الأخرى مثل الإصابات المستمرة، وصعوبة التأقلم مع متطلبات الدوريات الكبرى.

وعانى زياش طويلا مع عدة مدربين كما كان الحال مع توماس توخيل في تشيلسي، خاليلوزيتش في منتخب المغرب وآخرهم أوران بوروك مدرب جلطة سراي، حيث أن علاقاته الخاصة مع المدربين انعكست سلبا على مستوياته.

إحصائيات نجوم المغرب

ماذا بعد تدهور مسيرة زياش؟

تشير أغلب التقارير الصحفية في الوقت الراهن إلى رغبة شرودر مدربه السابق في أياكس، في جلبه إلى نادي النصر الإماراتي لتعويض رحيل مواطنه عادل تاعرابت، علّه يستعيد شيئًا من بريق البدايات.

عمومًا، حكيم زياش يظل واحدًا من أبرز المواهب المغربية في السنوات الأخيرة، لكن مسيرته شهدت منعطفات حادة أثرت على استمراريته في التألق، سواء كانت شخصية اللاعب أو الظروف المحيطة هي السبب، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يستطيع زياش استعادة مستواه والعودة إلى القمة، أم أن مسيرته ستظل عالقة في دوامة التحديات؟