الصالح سبورت : كريستيانو رونالدو: نجم فوق العادة أم مفتعل أزمات؟

يُعتبر كريستيانو رونالدو واحدًا من أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، بفضل موهبته الاستثنائية وإنجازاته الفردية والجماعية.

إلا أن مسيرته الكروية لم تخلُ من الجدل، فقد ارتبط اسمه بعدة صراعات مع مدربين في الأندية والمنتخب، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان “الدون” مجرد ضحية لطموحه الكبير أم أنه مفتعل أزمات بالفعل.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز محطات خلافات البرتغالي كريستيانو رونالدو مع المدربين خلال مسيرته الأسطورية.

الأزمة الشهيرة مع جوزيه مورينيو في ريال مدريد

رغم النجاحات التي حققها الثنائي البرتغالي في ريال مدريد، إلا أن العلاقة بين كريستيانو رونالدو وجوزيه مورينيو لم تكن دائمًا على ما يرام.

في موسم 2012-2013، تصاعدت التوترات بينهما، خاصة بعد تصريحات رونالدو بأنه “غير سعيد” في النادي، ما فتح الباب أمام تكهنات حول رحيله، ومع ذلك، كان مورينيو هو من غادر الفريق في نهاية المطاف.

View this post on Instagram

A post shared by 365Scoresarabic (@365scoresarabic)

مورينيو علق في إحدى المرات على شخصية رونالدو بقوله: “رونالدو يحتاج أن تخبره طوال الوقت أنه الأفضل في العالم.”

هذا التصريح عكس جزءًا من طبيعة العلاقة بين المدرب ولاعبه، حيث رأى البعض أن رونالدو يتطلب معاملة خاصة، بينما اعتبر آخرون أن مورينيو لم يتمكن من إدارة نجم بحجم وطموح رونالدو.

الخلاف مع إريك تين هاج في مانشستر يونايتد

بعد عودته إلى مانشستر يونايتد في 2021، بدا أن رونالدو سيختتم مسيرته بطريقة مثالية مع النادي الذي شهد انطلاقته نحو النجومية العالمية.

لكن العلاقة مع المدرب الهولندي إريك تين هاج سرعان ما توترت، خاصة بعدما بدأ المدرب في استبعاده من التشكيلة الأساسية بشكل متكرر.

أزمة رونالدو بلغت ذروتها عندما رفض الدخول كبديل في إحدى المباريات وغادر الملعب قبل نهايتها، ما أدى إلى استبعاده مؤقتًا من الفريق.

لاحقًا، في مقابلة مثيرة للجدل، هاجم رونالدو إدارة النادي والمدرب بشكل علني، وهو ما سرّع برحيله عن النادي في نهاية المطاف.

هل كان وراء رحيل رودي غارسيا عن النصر؟

بعد انتقاله إلى نادي النصر السعودي، استمرت الأضواء مسلطة على رونالدو، لكن هذه المرة بسبب شائعات عن خلافاته مع المدرب الفرنسي رودي غارسيا.

التقارير الصحفية أشارت إلى أن رونالدو لم يكن راضٍ عن طريقة إدارة غارسيا للفريق والنتائج السلبية التي حققها.

وبينما لم يصدر أي تأكيد رسمي على وجود خلاف بين الطرفين، فإن رحيل غارسيا عن تدريب النصر بعد فترة قصيرة من وصول رونالدو أثار الشكوك حول دور النجم البرتغالي في هذا القرار، خاصة في ظل تأثيره الكبير داخل النادي.

الخلاف مع فرناندو سانتوس مدرب منتخب البرتغال

حتى على مستوى المنتخب الوطني، لم تخلُ مسيرة رونالدو من التوترات.

في كأس العالم 2022 بقطر، قرر فرناندو سانتوس، مدرب البرتغال حينها، إبقاء رونالدو على مقاعد البدلاء في مباراة حاسمة أمام سويسرا في دور الـ16، ما أثار جدلاً واسعًا.

رغم أن البرتغال فازت بالمباراة بنتيجة كبيرة، إلا أن قرار سانتوس قوبل بانتقادات من جماهير رونالدو.

العلاقة بين المدرب ولاعبه توترت بشكل ملحوظ، وزادت التكهنات حول أن هذا الخلاف كان أحد أسباب رحيل سانتوس عن تدريب المنتخب بعد البطولة.

نجم بطموح لا يقبل التنازل أم شخصية صعبة؟

تاريخ كريستيانو رونالدو مع المدربين يطرح تساؤلات حول طبيعة شخصيته في غرفة الملابس.

فهل هو لاعب بطموح لا يرضى إلا بالكمال ويطالب دائمًا بالأفضل، أم أن شخصيته القوية ومكانته كنجم عالمي تجعله غير قادر على تقبل القرارات التي لا تصب في مصلحته الشخصية؟

سواء كان مفتعل أزمات أم لا، لا يمكن إنكار أن رونالدو لاعب استثنائي غيّر وجه كرة القدم الحديثة، وستبقى مسيرته محط جدل وإعجاب في آنٍ واحد.