الصالح سبورت : في ذكرى تأسيس ريال مدريد – من هو سانتياجو برنابيو الذي أطلق اسمه على ملعب الملكي؟

يحتفل نادي ريال مدريد الإسباني، اليوم الخميس 6 مارس، بمرور 123 عامًا على تأسيسه، مُسطر اسمه ضمن أفضل الأندية في تاريخ كرة القدم.

وعلى مدار أكثر من قرن، لم يكن “الميرينجي” مجرد نادٍ، بل أصبح أسطورة كروية صنعتها الإنجازات والألقاب، حيث رسّخ مكانته كأكثر الفرق تتويجًا بالألقاب القارية والمحلية، مما جعله المرجع الأول في عالم الساحرة المستديرة.

ومنذ نشأته، لم يكتفِ النادي الملكي بالتربع على عرش الكرة الإسبانية، بل امتد تأثيره ليصبح أيقونة عالمية، وهو ما توّجه الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بمنحه لقب أفضل نادٍ في القرن العشرين، تأكيدًا على تفوقه المطلق في عالم كرة القدم.

من هو سانتياجو برنابيو؟

عندما يذكر اسم سانتياجو برنابيو، يتبادر إلى الأذهان أحد أعظم الشخصيات في تاريخ كرة القدم، الرجل الذي لم يكن مجرد لاعب أو مدرب أو حتى رئيس، بل كان المهندس الحقيقي لنهضة ريال مدريد وتحوله إلى النادي الأكثر نجاحًا وشهرة في العالم.

وُلد سانتياجو برنابيو في 8 يونيو 1895، وانضم إلى ريال مدريد لاعبًا عام 1913، ليصبح بسرعة أحد أبرز نجوم الفريق وهدافه الأول، وخلال 16 موسمًا، تألق كمهاجم بارع، قبل أن يقرر اعتزال اللعب والتفرغ لمسيرة إدارية غيرت مجرى تاريخ النادي.

وبعد انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية عام 1939، كان ريال مدريد يعاني من الدمار، حيث فقد منشآته، وتشتت لاعبوه وأعضاؤه، بينما حصلت أندية أخرى على دعم حكومي، أدرك برنابيو أن النادي يحتاج إلى نهضة شاملة، فبدأ بجمع شتات الفريق وإعادة هيكلته من الصفر.

تولى برنابيو رئاسة ريال مدريد عام 1943، ليبدأ مشروعه الأعظم وهو بناء ملعب شامارتين الجديد، الذي افتُتح عام 1947، قبل أن يُطلق عليه اسم ملعب سانتياجو برنابيو تكريمًا له عام 1955، وتوسيع الملعب ليصبح من أكبر ملاعب أوروبا، بسعة 125 ألف مشجع، وتطوير البنية التحتية للنادي، وإطلاق المدينة الرياضية لريال مدريد.

لم يكن برنابيو مجرد إداري ناجح، بل كان صاحب رؤية ثورية، حيث كان أحد العقول المدبرة وراء فكرة دوري أبطال أوروبا، البطولة التي أصبح ريال مدريد الأكثر تتويجًا بها على الإطلاق، وتوّج الفريق تحت قيادته بأول خمس بطولات متتالية، ليصبح الفريق الذي أعاد اختراع كرة القدم في أوروبا.

في 2 يونيو 1978، توفي سانتياجو برنابيو بعد صراع مع المرض، لكن إرثه ظل خالدًا، حيث وقف العالم دقيقة حداد في افتتاح كأس العالم تكريمًا له.

ولا يزال ملعبه شاهداً على التاريخ، يستقبل أجيالًا جديدة من النجوم، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة كرة القدم إلى الأبد.