الصالح سبورت : صحيفة بلجيكية: المغرب بثرواته أقنع جيلا كاملاً بإدارة ظهره لبلجيكا!

أصبح المغرب قوة متصاعدة في جذب المواهب الكروية الشابة من أوروبا، خصوصًا من اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة الذين ينحدرون من أصول مغربية.

هذه الظاهرة لم تقتصر على شمس الدين الطالبي فقط، بل توسعت لتشمل العديد من اللاعبين الذين كانوا في السابق يمثلون المنتخبات البلجيكية في الفئات العمرية.

ولم يكن طالبي آخر المنضمين، الذي ترك منتخب بلجيكا تحت 21 سنة لينضم إلى منتخب المغرب الأول سوى البداية في سلسلة من الانتقالات التي قد تغيّر ملامح كرة القدم الأوروبية والعالمية في السنوات القادمة.

المغرب يدهش بلجيكا باسترتيجية استقطاب المواهب

قرار الطالبي كان بمثابة رسالة قوية لبلجيكا، التي قد تجد نفسها في منافسة شرسة مع المغرب على مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين كانوا في السابق في قلب خططها المستقبلية.

وفي هذا السياق قالت صحيفة “walfoot” البلجيكية في تقرير مطول حول استراتيجية المغرب في استمالة المواهب الشابة، أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تستثمر ثروات طائلة لجذب المواهب من جميع أنحاء أوروبا، ومن أكبر الأندية.

وقالت الصحيفة أن “الشياطين” ليسوا الوحيدون الذين فقدوا مواطنيهم المزدوجين في السنوات الأخيرة: نصير مزراوي (هولندا)، سفيان أمرابط (هولندا)، أشرف حكيمي (إسبانيا)، إبراهيم دياز (إسبانيا)، أمين عدلي (فرنسا)، إلياس بن صغير (فرنسا)، اختاروا جميعهم بلدهم الأصلي بدلاً من بلد ميلادهم.

المغرب يفضل “الجزرة” بدلًا من “العصا”

وأورد التقرير أن التعامل المغربي مع اللاعبين الشباب يختلف بشكل كبير عن الأسلوب الذي يتبعه الاتحاد البلجيكي، في حين أن بلجيكا قد حاولت دفع اللاعبين إلى اتخاذ قرارهم بسرعة عبر ضغوط مباشرة من خلال فينسنت مانيرت، الذي طالبهم باختيار بلدهم بشكل عاجل، فإن المغرب اختار سياسة أكثر استيعابًا ومرونة.

ويُمكن تشبيه هذا بأسلوب الوالدين: في حين يتسم أحد الوالدين بالصرامة، يكون الآخر مراعياً ومرتاحًا. لذلك، فإن اللاعبين الذين يشعرون بالضغط من جانب بلجيكا غالبًا ما يجدون في المغرب بديلًا أكثر رحابة.

والوقت الذي قد تواصل فيه بلجيكا محاولاتها للضغط على لاعبيها مزدوجي الجنسية لاتخاذ قرارهم لصالح “الشياطين الحمر”، يبدو أن المغرب قد وضع لنفسه استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى ضم المواهب الشابة من جميع أنحاء أوروبا.

لماذا المغرب وليس بلجيكا؟

وحول سبب اختيار المغرب بدلا عن بلجيكا قالت الصحيفة أن المغرب وعلى غرار استراتيجية التتبع الدقيقة، يتوفر على جهاز فني على أعلى مستوى، وحافلات لنقلهم من المطار، وأحيانًا تُدفع تذاكر الطيران وفنادق الأهل للاعبين القاصرين ويخصص مدربو الشباب وقتًا لإجراء مقابلات شخصية مع كل لاعب، إضافة إلى المنشئات والبيئة الرياضية وغيرها.