الصالح سبورت : روبينيو.. قصة مأساوية من أضواء الملاعب إلى عتمة السجون

تُصنف قصة النجم البرازيلي روبينيو ضمن أكثر قصص لاعبي كرة القدم حزنًا على الإطلاق، بعدما تحول من لاعب يخطف الأضواء إلى زنازن القضاء.

نشأ روبيرتو دي سوزا فييرا في بيئة فقيرة في البرازيل، ولكن موهبته الاستثنائية قادته ليصبح واحدًا من أفضل اللاعبين في جيله، ويحقق شهرة واسعة على مستوى العالم.

ولأن النهايات لا تكون دوما كالبدايات، مسيرته الكروية المدهشة انتهت بطريقة مأساوية، حيث تراجع تدريجياً من النجومية إلى العتمة بسبب جريمة خطيرة، ليجد نفسه في السجون بعد اتهامه في قضايا اغتصاب في إيطاليا.

روبينيو.. من سانتوس إلى ريال مدريد

ولد روبينيو في 25 يناير 1984 في مدينة سانتوس البرازيلية، وبدأ مسيرته الكروية في نادي سانتوس البرازيلي، حيث أظهر مهاراته منذ سن مبكرة، ليجذب انتباه الأندية الأوروبية الكبرى.

في عام 2005، كانت بداية الرحلة نحو المجد، حيث انتقل إلى أوروبا للعب في نادي ريال مدريد الإسباني، حيث برع في الخطوط الهجومية إلى جانب لاعبين كبار مثل زين الدين زيدان، بيكهام والبقية.

وبعد ثلاثة مواسم، لعب فيها 137 مباراة، وهو البرازيلي التاسع الأكثر مشاركة مع الريال، متفوقًا على كاكا، على سبيل المثال، الذي شارك في 120 مباراة، سجل 35 هدفًا وقدم 27 تمريرة حاسمة، فاز بالدوري مرتين وكأس السوبر الإسباني.

في 2008، وبعدما شد رحاله نحو مانشستر سيتي في صفقة قياسية (42 مليون يورو) لم تشهد نفس النجاح مع ريال مدريد، 53 مباراة، 16 هدفًا و13 تمريرة حاسمة، وبعد فترة إعارة إلى سانتوس وانتقال دائم إلى ميلان، لم يكن روبينيو يعلم أن الجحيم ينتظره في بلاد البيتزا.

تهمة بالاغتصاب وحكم بالسجن 9 سنوات

في 2013، اتهم روبينيو مع مجموعة من أصدقائه بالقيام بجريمة اغتصاب جماعي ضد امرأة ألبانية في أحد الملاهي الليلية بمدينة ميلانو الإيطالية. في البداية، نفى اللاعب التهم الموجهة إليه، ولكن المحكمة الإيطالية قضت ضده في عام 2022، بعد سنوات من التحقيقات والمحاكمات، وأصدرت حكمًا بالسجن لمدة تسع سنوات.

قضت المحكمة، أن اللاعب اعتدى جنسيا على امرأة ألبانية شابة، وكانت التصريحات حاسمة فيما يتعلق بالقرار: اعترف روبينيو بكل شيء منذ البداية، باستثناء أنه لم يكن هناك موافقة “جوهر الموضوع” لكن التحقيق جمع الأدلة وحكم بأنه مذنب.

ونقلت صحيفة “آس” تصريحات سابقة للاعب لقناة “تي في ريكورد” التلفزيونية، حينما حاول الدفاع عن نفسه: “كان بإمكاني أن أنكر ذلك، لأن الحمض النووي الخاص بي لم يكن موجودًا هناك، لكنني لست كاذبًا”.

أين يتواجد روبينيو اليوم؟

وعقب الحكم الصادر ضده في إيطاليا، عاد روبينيو إلى البرازيل، حيث تم التعامل مع قضيته هناك في البرازيل، أصدرت السلطات حكمًا بالسجن عليه لتنفيذ العقوبة في بلاده، ليجد نفسه محبوسًا في سجن برازيل من دون أي تواصل مع العالم الخارجي.

جسد روبينيو مثالا صارخًا على كيفية أن الشهرة يمكن أن تتحول إلى مأساة، وأن الحياة الشخصية لأي لاعب كرة قدم يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مسيرته المهنية.

وبالرغم من موهبته التي كانت تحظى بالإعجاب العالمي، فإن تهم الاغتصاب التي ارتكبها دمرت كل ما بناه، ليقضي الآن سنواته الأخيرة في السجون بعيداً عن الأضواء، تحت مطرقة القاضي بحكم مدته.. 9سنوات.