الصالح سبورت : رمضان شهر الخير – ميروسلاف كلوزه وقصة الاعتراف التاريخي في 2012

في واحدة من أكثر اللقطات النادرة والمثيرة للإعجاب في تاريخ كرة القدم، قدّم المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه درسًا في النزاهة والروح الرياضية.

ويأتي ذلك عندما اعترف بإحراز هدف غير شرعي بيده خلال مباراة فريقه لاتسيو ضد نابولي، ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري الإيطالي موسم 2012.

واشتهر كلوزه دائمًا بتصرفاته النزيهة داخل الملاعب، ليُثبت أن كرة القدم ليست مجرد لعبة تنافسية، بل هي أيضًا مساحة تعكس القيم والمبادئ.

اعتراف كلوزه بعدم صحة هدفه ضد نابولي

حدثت الواقعة يوم 26 سبتمبر 2012، حيث لم تمضِ سوى ثلاث دقائق على بداية المباراة، حتى ارتقى كلوزه لكرة مشتركة مع حارس نابولي مورجان دي سانتيس، لتصطدم الكرة بيده وتدخل الشباك، وسط احتجاجات قوية من لاعبي نابولي الذين طالبوا الحكم بإلغاء الهدف.

وفي موقف فريد ونادر في الملاعب، توجه كلوزه إلى حكم المباراة لوكا بانتي وأخبره بالحقيقة، مؤكدًا أنه لمس الكرة بيده قبل التسجيل، ليقرر الحكم فورًا إلغاء الهدف دون تردد، وسط إشادة واسعة من الجماهير والمعلقين الرياضيين.

ولم يقتصر التقدير على حكم اللقاء، بل حظي كلوزه بتصفيق جماهير نابولي الحاضرة في المدرجات، كما بادر لاعبو نابولي أنفسهم بتهنئته على نزاهته، رغم أن المباراة انتهت بفوزهم بثلاثية نظيفة.

كما تلقى النجم الألماني ميروسلاف كلوزه إشادة واسعة من وسائل الإعلام العالمية، وتم تكريمه لاحقًا بجائزة اللعب النظيف في الدوري الإيطالي.

وقال كلوزه في تصريحات بعد مرور تلك الواقعة بسنوات طويلة: “سألني الحكم ما إذا كنت قد لمستها بيدي ولم أجد أي مشكلة في الإجابة بـ نعم، هناك الكثير من الصغار يشاهدون كرة القدم عبر التلفاز، ونحن يجب أن نكون لهم مُثلا يحتذى بها”.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها كلوزه التزامه بالمبادئ الأخلاقية، فقد اشتهر طوال مسيرته بروحه الرياضية العالية، سواء مع الأندية التي لعب لها أو مع المنتخب الألماني، حيث يعد الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم برصيد 16 هدفًا، لكن موقفه في 2012 أثبت أن القيم والأخلاق تبقى أعظم من أي رقم قياسي.

وأكد موقف كلوزه أن كرة القدم ليست مجرد لعبة قائمة على الأهداف والانتصارات، بل هى مساحة تعكس مبادئ الشرف والاحترام، وهو ما يجعل اللحظة التي تنازل فيها عن هدفه لا تقل قيمة عن الألقاب التي حققها في مسيرته المذهلة.