الصالح 13

الصالح سبورت : الكتالوني الذي أسس ريال مدريد.. القصة التي لم تُروَ من قبل!

الصالح سبورت :
الكتالوني الذي أسس ريال مدريد.. القصة التي لم تُروَ من قبل!

الصالح سبورت :
الكتالوني الذي أسس ريال مدريد.. القصة التي لم تُروَ من قبل!


الصالح سبورت :
الكتالوني الذي أسس ريال مدريد.. القصة التي لم تُروَ من قبل!

في عام 1897، قرر بعض الإنجليز المهووسين بكرة القدم، ومجموعة من خريجي “معهد الحرية”، إضافة إلى بعض الأساتذة جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، تنظيم أنفسهم في فريق كرة قدم، على أن يُلعب “الحجز” في شوارع منطقة “مونكولا” بالعاصمة الإسبانية مدريد، وهناك أسسوا نادي يُدعى “نادي سكاي لكرة القدم” ليترأس دوري شوارع مدريد، وفي عام 1900 انشق بعض أعضاء نادي سكاي وأسسوا ناديا جديدا، تمت تسميته في العام التالي بنادي “مدريد”، وللمصادفة البحتة، كان على رأس المنشقين رجل كتالوني ولد في برشلونة، يدعى خوان بادروس.  

طبعا أنت تسأل نفسك الآن: مَن هو هذا الخوان بادروس؟ ربما تعتقد أنه اللاعب الهجومي الخلّاق المنتظر، الذي أضافه ريال مدريد إلى قائمته ليُلقي حجرا في مياه مدريد الراكدة، ولكن لا؛ الأمر أعقد وأهم من ذلك بكثير.


حجر الزاوية

ولد خوان بادروس في برشلونة عام 1869، وهو ابن تيموتيو بادروس وباولا روبيو، اللذان كانا يديران شركة نسيج في العاصمة الكاتالونية، وفي عام 1886 انتقل إلى مدريد، حيث أدار مع شقيقه كارلوس شركة العائلة “آل كابريتشو”، وهو متجر أقمشة يقطن في البيت رقم 48، شارع ألكالا، لم يعرف بالضبط ما سر العلاقة بين تاجر الأقمشة هذا، وبين خريجي الجامعات الإنجليزية، ولكن ما نعرفه جيدًا، أنه انتخب في 6 مارس 1897، كأول رئيس رسمي لنادي “سكاي فوتبول”، كما تولى مسؤولية إجراءات التصديق على وصايا الجمعية التأسيسية، التي صمم أول مكتب لها في الغرفة الخلفية من محله الخاص في “ألكالا”.

عقدت المباراة الأولى للنادي المشكل حديثًا بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان التأسيس، حيث تواجه الأعضاء فيما بينهم بعد أن قسموا أنفسهم إلى مجموعتين: مجموعة زرقاء وأخرى حمراء، كما لعب خوان بادروس مع المجموعة الأولى، بينما كان شقيقه هو حكم المباراة، وبعد المباراة مباشرةً، دبت الخلافات بين أعضاء الجمعية التأسيسية، (لم نعرف كنهها أيضًا)، ولكن ما نعرفه جيدًا، أن بادروس قرر الانسحاب من النادي رفقة مجموعته الزرقاء، على أن يتخذ القرار بعد تنظيم بطولة إسبانيا، وفي العام 1900 انفرط عقد “سكاي” فعلًا كما كان متوقع بعد عدد من المناوشات، منقسمًا إلى فريقين، الأول يُدعى فريق “مدريد الجديد” والثاني يدعى “نادي مدريد الإسباني” برئاسة جوليان بلاسيوش  عام حتى 1902، موعد انتخابات الرئاسة، والتي جاءت بالرئيس خوان باردوس مرةً أخرى إلى سدة الحكم.

أما الفريق الأول فقد استمر لمدة 3 سنوات، حتى 1903 ثم اندثر، ولم تقم له قائمة حتى يومنا هذا، وأما الفريق الثاني، فهو الذي نسجت حوله الحكايات والأساطير لمدة 122 عامًا، لماذا؟ ببساطة لأنه كان تحت قيادة بادروس أيضًا، وفي نفس السنة التي أعلن فيها مدريد الجديد انهياره، كان مدريد الإسباني يقتنص أول بطولة في تاريخه، وهي بطولة المنطقة المركزية، ما شجع الرجل على ضم المزيد من الأندية في مدينة مدريد تحت لواءه، ليصبح ناديه هو النادي الوحيد، أو الأنجح على أقل تقدير، وفي أوائل عام 1904، انضم نادي “أميكالي”، ثم نادي “موديرنو إف سي”، إلى الفريق المدريدي، وفي نفس العام ترك خوان بادروس رئاسة النادي لصالح شقيقه، بعد أن تأكد أنه أمن للفريق مستقبلًا يبدو زاهرًا للغاية. 

وبعد فترة طويلة من الابتعاد عن الملاعب، عاد اسم خوان بادروس إلى الواجهة في يوليو 1911، عندما عرضت عليه جمعية الاتحاد الإسباني لأندية كرة القدم، منصب رئيس الاتحاد، لإعادة توحيد كرة القدم الإسبانية مرةً أخرى بعد سنوات من التشرذم، وأدت الضغوط في النهاية إلى قبول بادروس المنصب، وبمجرد أن أعاد توحيد كرة القدم الإسبانية تحت مظلة واحدة ألا وهو “الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم”، الذي تأسس في سبتمبر 1913، وساهم بادروس في تأسيسه، استقال من منصبه، ليثبت أنه رجل المهمات الصعبة، والسريعة، الرجل الكتالوني الهوية، والمدريدي الهوى، الذي أسس نادٍ وقف بكامل قوته وعتاده وسلاحه أمام طوفان الكتلان الانفصالي الممثل في نادي “برشلونة”، رغم أنه، على المستوى النظري، كان من أنصار انفصال كتالونيا عن التاج الإسباني، في مفارقة من الأعجب في التاريخ.  

وظل النادي معروفًا باسم “مدريد” حتى عام 1920، عندما منحه الملك ألفونسو الثالث عشر لقب “ريال”  والتي تعني “ملكي”، كانت هذه السنوات الأولى ناجحة إلى حد معقول بالنسبة لريال، كما يتضح من انتصاراته الأربعة المتتالية في كأس الملك من عام 1905 إلى عام 1908، وبحلول اندلاع الحرب العالمية الثانية، تمكن ريال من التباهي بلقبين في الدوري الإسباني وسبعة كؤوس في كأس الملك. 

أرقام وحقائق في ذكرى تأسيس ريال مدريد

أبيض.. أبيض 

كان بارادوس إنجليزي الأصل، والده كان مشجعًا لفريق إنجليزي يقع في العاصمة لندن يُدعى كورينثيانز (الذي هو نواة تكوين فريق كريستال بالاس حاليا)، ولذلك عندما جاء الدور على تحديد لون لقميص الفريق، قررت الإدارة الممثلة في بارادوس أن يكون زي الفريق على غرار الفريق الإنجليزي، أي باللون الأبيض، الطاقم الأول للفريق كان يتكون من قميص أبيض يقطعه خط مائل بطول القميص باللون الأزرق وسروال باللون الأبيض وجوراب باللون الأزرق الداكن. 

وقد لعب بهذا القميص، شخص آخر قشتالي، كان من أبرز وجوه ريال مدريد التاريخيين وبدأت عنده الكثير من القصص والحكايات، وهنا يأتي دور حجر الزاوية الآخر في تاريخ هذا النادي، سانتياجو برنابيو.

قد يهمك أيضًا:

  • كم عدد بطولات ريال مدريد في تاريخه؟

حجر واحد لا يكفي 

ولد سانتياجو برنابيو في مدينة “قشتالة” التاريخية في 8 يونيو 1895، وهو أصغر إخوانه السبعة، والده هو خوسيه إيبانيز برنابيو، وهو محام عمل لسنوات طويلة في  “بلدية المنسى” التابعة لقشتالة، ثم انتقل إلى مدريد وسانتياجو يبلغ من العمر خمس أعوام فقط، وعند بداية دراسته بدأ تعلقه بالكرة مبكرًا، حيث لعب للعديد من فرق الهواة تيمنًا بإخوته،  وفي عام 1902، حقق فريقه المدرسي أولى بطولاته في مدريد بعمر 7 سنوات، ثم سجل بعد ذلك كلاعب مستديم في ريال مدريد في فريق تحت 14 عامًا، وفي موسم 1913-14 وبعمر الـ17 لعب سانتياجو أول مباراة له مع الفريق، وكان ضمن القائمة الأساسية بجوار شقيقه الآخر مارسيلو، حيث استطاع أن يكون هداف الفريق بعد عدة مباريات فقط. 

وقد لعب مع ريال مدريد 16 موسمًا كاملًا كلاعب أساسي، سجل خلالها أكثر من 1200 هدف، عكس شقيقه مارسيلو الذي لعب 4 مواسم فقط، وبعد اعتزاله اللعب قرر مواصلة دراسته العليا في القانون ليعود للفريق فيما بعد كإداري في النادي عام 1929، وبعد الحرب العالمية الثانية تولى رسميًا منصب رئيس النادي، وكانت فترة صعبة للغاية، خاصة بعد الحرب التي أكلت أخضر أوروبا ويابسها، فكان عليه إعادة بناء النادي وترسيم حدوده، ولذلك شرع في بناء ملعب جديد، (سمي لاحقًا بملعب “سانتياجو برنابيو”).

سانتياجو برنابيو – ريال مدريد

وهو أيضًا أول من ابتدع فكرة “الجلاكتيكوس”، بعدما وقع مع عدد من اللاعبين الدوليين من أجل المنافسة على الساحة الأوروبية مثل ألفريدو دي ستيفانو وبوشكاش وفرانشيسكو خينتو، وقد حقق الفريق تحت قيادته أربعة ألقاب في الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا واحدة بحلول نهاية الستينيات، أما الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أنهم فازوا بأول خمس كؤوس أوروبية على الإطلاق منذ عام 1956 إلى عام 1960. 

وبعد ذلك اكتسح الجالاكتيكوس المنافسات المحلية بفوزه بـ 14 لقبًا في الدوري الإسباني و5 ألقاب في كأس الملك، كما شهد عام 1966 إضافة الفريق لكأس أوروبية أخرى بعد فوزه على بارتيزان بلغراد بنتيجة 2-1 في النهائي. ومع ذلك، انتهى هذا العقد بعقدة مريرة، مع رحيل سانتياجو برنابيو عن رئاسة النادي في عام 1978.  

دي ستيفانو

ورغم أن هذا المستوى من الإنجاز لم يكن ليدوم إلى ما لا نهاية، ولكن هناك شيء مثير للغاية: الفريق الذي رفع كأس أوروبا في عام 1966 كان يتألف بالكامل من لاعبين مولودين في البلاد؛ وهو إنجاز من غير المرجح أن يتكرر على يد فريق من أي بلد، على حد اعتقادنا بالطبع، وعلى الرغم من فوزه بكأس الاتحاد الأوروبي مرتين واحتلاله المركز الثاني مرتين في كأس أبطال الكؤوس الأوروبية، لم يتمكن ريال مدريد من الفوز بكأس أوروبا مرة أخرى حتى حقق هدف بريدراج مياتوفيتش الفوز على يوفنتوس في عام 1998.

الحجر الثالث

لم تكن قصة ريال مدريد لتكتمل دون حجر الزاوية الثالث، فلورنتينو بيريز. رجل الأعمال الأبيض المدريدي، الذي تولى رئاسة النادي في عام 2000، بعد فوز النادي ببطولة دوري أبطال أوروبا الثامنة في موسم 2000 تحت قيادة فيسنتي ديل بوسكي، حيث بدأ في تجميع الفريق الشهير (الجلاكتيكوس)، كما كان أول وعدٍ وَعد به المشجعين قبل انتخابه هو التعاقد مع لويس فيجو من برشلونة، ثم أضاف إليه نجومًا عالميين مثل زيدان وروبرتو كارلوس ورونالدو، وفي وقت لاحق ديفيد بيكهام.

تم تمويل هذا الإنفاق الباهظ إلى حد كبير من خلال صفقة مثيرة للجدل تمكنت بطريقة ما من إعادة تقسيم منطقة التدريب مع حكومة مدريد المحلية، مما أدى إلى سداد ديون النادي الضخمة في مناورة سياسية من مناورات بيريز المختلفة، ساعد بيريز أيضًا في توسيع “علامة” ريال مدريد التجارية إلى أصل عالمي من خلال اصطحاب النادي في مجموعة متنوعة من الجولات قبل وبعد الموسم للمساعدة في تطوير سوقهم التجاري المستهدف، وعلى الرغم من فوز النادي بدوري أبطال أوروبا في عام 2002، فإن سياسة “الجلاكتيكوس” لم تنجح قط بشكل كامل، ولم يكن من المستغرب أن يحل رامون كالديرون محل بيريز كرئيس في يوليو 2006، بعد سلسلة سريعة من المديرين الذين جاءوا ورحلوا. 

كانت أولى خطواته تعيين فابيو كابيلو كمدير ولاعبه السابق بريدراج مياتوفيتش كمدير للكرة، وتمكن كابيلو من تكرار إنجازه في عام 1997 ـ الفوز بالدوري ثم إقالته لعدم إنتاج أسلوب لعب جذاب بما فيه الكفاية، أما خليفته، وهو لاعب سابق آخر، بيرند شوستر، فقد فاز بالدوري في موسمه الأول، وفي عام 2009، أصبح فلورنتينو بيريز رئيسًا مرة أخرى واستمر من حيث توقف بشراء كاكا من ميلان ثم كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد مقابل مبلغ قياسي بلغ 80 مليون جنيه إسترليني، كما حصد ثمار التعاقد مع جوزيه مورينيو كمدرب له في مايو 2010 وإنفاق مبالغ طائلة على تشكيلته الأساسية في موسم 2011-2012 عندما تمكن ريال مدريد من التغلب على نادي برشلونة للفوز بلقب الدوري للمرة الثانية والثلاثين وهو رقم قياسي، ثم اكتملت الرحلة بالتعاقد مع زيدان، وثلاثية الأبطال المثيرة، ولا زالت الرحلة مستمرة وريال مدريد يتربع على عرش أوروبا بوجود هذا الرجل حتى الآن.

ليصبح بيريز ثالث حجر في تاريخ نادي ريال مدريد، وهكذا، يظل ريال مدريد قصة بدأت بحلم كتالوني، وتحققت بإرادة قشتالية، واستمرت بفضل رجل أعمال مدريدي.

كويز – اختبر معلوماتك عن ريال مدريد


الصالح سبورت :
الكتالوني الذي أسس ريال مدريد.. القصة التي لم تُروَ من قبل!

الصالح سبورت :
الكتالوني الذي أسس ريال مدريد.. القصة التي لم تُروَ من قبل! #الكتالوني #الذي #أسس #ريال #مدريد #القصة #التي #لم #ترو #من #قبل

Exit mobile version