الصالح سبورت : البديل المثالي – إبراهيم دياز حل مشاكل أنشيلوتي في ريال مدريد

على أعتاب مباراته رقم 100 بقميص ريال مدريد، يقف المغربي إبراهيم دياز متأملًا مسيرته في النادي الملكي، حاصدًا الألقاب، لكنه لا يزال يشعر ببعض الإحباط بسبب دقائقه المحدودة على أرض الملعب.

ومع ذلك، يبدو أن المرحلة القادمة تحمل له دورًا أكثر أهمية، إذ أصبح البديل المثالي الذي يعوّل عليه المدرب كارلو أنشيلوتي لحل العديد من المشكلات التكتيكية في الفريق.

يخوض ريال مدريد مساء اليوم مباراة نصف نهائي كأس الملك الإسباني أمام ريال سوسيداد، وهي مواجهة قد تقرب الفريق من إضافة لقب جديد إلى خزائنه لكنها مختلفة لـ دياز الذي بات لاعبًا محوريًا، وليس مجرد خيار احتياطي، خاصة مع الإصابات والإيقافات التي ضربت بعض نجوم الفريق.

الصحافة الإسبانية أطلقت عليه لقب الخامس الرائع، في إشارة إلى دوره كبديل للنجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي انضم الصيف الماضي إلى ثلاثي الهجوم المكون من فينيسيوس جونيور، جود بيلينجهام ورودريجو ورغم أن هذا اللقب يعكس مدى أهميته، إلا أنه يضعه في مرتبة أقل من النجوم الأساسيين، ما يجعله في وضعية بين اللاعب الاحتياطي واللاعب الأساسي حسب ظروف الفريق.

دور حاسم لـ دياز مع ريال مدريد

مع جدول المباريات المزدحم، يصبح التدوير بين اللاعبين أمرًا ضروريًا، ما يتيح لدياز فرصة ذهبية لإثبات نفسه وبعد مباراة الكأس، سيواجه ريال مدريد اختبارًا صعبًا أمام ريال بيتيس في الليجا، حيث يتنافس بقوة على الصدارة مع برشلونة وأتلتيكو مدريد، قبل مواجهة أتلتيكو مجددًا في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

View this post on Instagram

A post shared by Brahim Díaz (@brahim)

غياب بيلينجهام بسبب الإيقاف، يمنح دياز فرصة لعب دور محوري في خط الوسط الهجومي، وهو ما أكده أنشيلوتي صراحةً بعد تأهل الفريق على حساب مانشستر سيتي في دوري الأبطال حيث أشاد المدرب الإيطالي بتأثير دياز، الذي تمكن من تسجيل هدف التعادل فور نزوله في مباراة الذهاب أمام فريقه السابق، ثم صنع الهدف الثالث الذي حسم الفوز 3-2.

دياز الخيار الأفضل

دياز ليس مجرد بديل عادي، بل يتميز بقدرته على اللعب في عدة مراكز، وهو ما يجعله ورقة رابحة لأي مدرب قال عنه أنشيلوتي: “إنه لاعب مهم جدًا بالنسبة لنا، لأنه يستطيع اللعب في عدة أماكن ويساهم بشكل كبير في خط الوسط لا أعتبره بديلًا أبدًا، بل هو لاعب يقدم الإضافة متى شارك”.

في أي نادٍ آخر، ربما كان دياز سيحظى بمكان أساسي دائم، لكن في ريال مدريد، حيث المنافسة على أشدها، يتطلب الأمر صبرًا وتطورًا مستمرًا. وهذا ما أدركه اللاعب المغربي الذي تدرج في مسيرته الاحترافية بذكاء.

رحلة مليئة بالألقاب والتطور المستمر

وُلد إبراهيم دياز في مدينة مالقا الإسبانية، لكنه ينحدر من أصول مغربية، وهو ما جعله مؤهلًا للعب مع أسود الأطلس بدأ مسيرته في أكاديمية مانشستر سيتي، حيث حقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2018، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد في سن مبكرة.

في البداية، لم يحصل على فرص كثيرة مع الميرنغي، فانتقل إلى ميلان على سبيل الإعارة، حيث فاز بلقب الدوري الإيطالي وأصبح أكثر نضجًا من الناحية البدنية والتكتيكية طوّر دياز قوته البدنية وقدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، بالإضافة إلى تحسين أدواره الدفاعية، وهو ما لاحظه أنشيلوتي عند عودته إلى مدريد.

على المستوى الدولي، اتخذ دياز قرارًا مهمًا في مسيرته عندما اختار تمثيل المغرب بدلًا من إسبانيا، حيث سبق له اللعب في منتخبات الفئات السنية الإسبانية وخاض مباراة ودية مع المنتخب الأول.

ومنذ انضمامه إلى أسود الأطلس، أثبت جدارته بتسجيل7 أهداف وصناعة هدفين في 6 مباريات رسمية فقط، ما يؤكد أنه إضافة حقيقية للمنتخب المغربي.

على مدار 99 مباراة مع النادي الملكي، سجل 18 هدفًا وقدم 19 تمريرة حاسمة، أي بمعدل مساهمة مباشرة في الأهداف كل 113 دقيقة.

ورغم أنه بدأ أساسيًا في نصف عدد المباريات تقريبًا، إلا أن أنشيلوتي يعتمد عليه دائمًا كلاعب بديل مؤثر، حيث لم يجلس على مقاعد البدلاء في أي مباراة هذا الموسم دون أن يشارك ولو لدقائق.

تلقى دياز تطمينات من إدارة النادي بأنه لن يكون مجرد لاعب احتياطي، بل سيكون عنصرًا أساسيًا في السنوات المقبلة ومع اقترابه من مباراته المئوية مع الفريق، يدرك أن مستقبله في ريال مدريد لا يزال مليئًا بالفرص وإذا استمر في تقديم المستويات المميزة التي يظهر بها كلما سنحت له الفرصة، فلن يمر وقت طويل قبل أن يصبح واحدًا من الركائز الأساسية في تشكيلة الميرنغي.