الصالح سبورت : “الإرث الملطخ” لألكسندر أرنولد في ليفربول

هاي كورة: أثار خبر انتقال ترينت ألكسندر-أرنولد من ليفربول إلى ريال مدريد عند انتهاء عقده في يونيو القادم موجة من الجدل بين جماهير “الريدز”، وبينما يرى البعض أنه قدم للنادي خدمة رائعة، يعتقد آخرون أن رحيله بهذه الطريقة قد يترك إرثًا ملطخًا.

لم تكن ردود الفعل هادئة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت ميمات ساخرة تستعيد أبرز لحظاته مع الفريق، مثل ركنيته التاريخية التي قادت ليفربول إلى الريمونتادا أمام برشلونة في 2019، حتى جداريته خارج أنفيلد لم تسلم من السخرية، ووصل الأمر ببعض المشجعين إلى حرق قميصه احتجاجًا على قراره.

مقارنة بوضع محمد صلاح وفيرجيل فان دايك، اللذين لم يمددا عقديهما بعد، يبدو أن ألكسندر-أرنولد تعامل مع موقفه بطريقة مختلفة، فقد فضّل الصمت، مكتفيًا بالتسريبات الإعلامية، مما عزز شعور الجماهير بأنه لم يكن يرغب في البقاء من الأساس، وأن هدفه منذ البداية كان اللحاق بصديقه جود بيلينغهام في ريال مدريد.

عندما واجه ريال مدريد ليفربول في نوفمبر الماضي، فضّل ألكسندر-أرنولد وبيلينغهام تبادل القمصان عبر وسيط، في محاولة لتجنب الجدل، لكن ذلك لم يمنع تصاعد التكهنات حول مستقبل اللاعب الإنجليزي.

رغم أن ليفربول اعتاد على رحيل نجومه، مثل لويس سواريز، فيليبي كوتينيو، وفيرناندو توريس، إلا أن هؤلاء اللاعبين تركوا النادي بأموال ضخمة ساعدت في إعادة بنائه، أما ألكسندر-أرنولد، فلم يجدد عقده، وبالتالي سيرحل مجانًا، وهو ما جعل البعض يراه خائنًا للنادي الذي احتضنه منذ طفولته.

هناك من يدّعي أن ريال مدريد حاول ضمه في يناير مقابل مبلغ مالي، لكن ليفربول رفض، رغبةً في الحفاظ على استقرار الفريق خلال المنافسة على الدوري، وبالنظر إلى أن الفريق فاز بلقب 2020 دون جماهير بسبب الجائحة، كان ألكسندر-أرنولد يأمل في تكرار الإنجاز والاحتفال به مع المشجعين هذه المرة.

وما زاد الجدل هو إعادة نشر مقطع فيديو قديم يظهر فيه ألكسندر-أرنولد يقول إن الفريق الوحيد الذي قد يشجعه إذا لم يكن مع ليفربول هو برشلونة، لأن قيمه أقرب إلى الريدز.

المقارنات مع انتقالات مثيرة للجدل في الماضي، مثل رحيل روبن فان بيرسي من آرسنال إلى مانشستر يونايتد أو انتقال آشلي كول إلى تشيلسي، قد تكون في محله، لكن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أن غضب الجماهير يتضخم بشكل غير مسبوق.

الآن، يبقى السؤال: كيف ستستقبله الجماهير عند عودته للملاعب في 2 أبريل خلال ديربي الميرسيسايد أمام إيفرتون؟ بالتأكيد، لن يكون هناك إجماع بين الهتافات الداعمة والصفارات الغاضبة، لكن الأمر المؤكد أن قراره سيظل محل جدل طويل في تاريخ ليفربول.