الصالح سبورت : أشعل شرارة نهضة السيتي.. كيف لعب مرموش دوراً في اكتشاف تكتيكي جديد لجوارديولا؟ (تحليل)

ظهر النجم المصري عمر مرموش لأول مرة بقميص مانشستر سيتي، عقب انضمامه للفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية الجارية.

وشارك مرموش لمدة 74 دقيقة مع مانشستر سيتي أمام تشيلسي، أمس السبت، في الدوري الإنجليزي.

وفاز مانشستر سيتي بنتيجة 3-1 أمام تشيلسي، في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب الاتحاد، ضمن منافسات الأسبوع الثالث والعشرون من مسابقة الدوري الإنجليزي.

وسلط الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي، الضوء على المشاركة الأولى لعمر مرموش وكيف يمكن أن يكون بداية لاتجاه تكتيكي جديد للمدرب الإسباني بيب جوارديولا في مانشستر سيتي.

ولم يتمكن بيب جوارديولا من إخفاء سعادته في الدقائق الأخيرة من فوز مانشستر سيتي 3-1 على تشيلسي مساء السبت، ولا يمكنك أن تلومه على الاستمتاع بهذه اللحظة بعد أشهر من القلق والاضطرابات.

ولكن الابتسامة ربما لم تكن بسبب النقاط الثلاث فقط، أو التعافي بعد فترة افتتاحية كارثية، أو عودة مانشستر سيتي إلى المراكز الأربعة الأولى والسيطرة على السباق على بطاقة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.

بل الابتسامة كانت لأن انتصار مانشستر سيتي كان يحمل في طياته بذرة اكتشاف تكتيكي وطريقة جديدة لإحياء المشروع، مع وجود عمر مرموش.

وكان تشيلسي في أفضل حالاته، لكنه لم يتمكن من الاستفادة من التقدم المبكر قبل أن يسقط بسبب خطأ مألوف من حارس المرمى روبرت سانشيز.

سيتي يلمح إلى اتجاه تكتيكي “حديث”

أثار جوارديولا بعض النقاط المثيرة للاهتمام هذا الأسبوع فيما يتعلق باتجاه المباراة.

وقال جوارديولا: “الطريقة التي تلعب بها كرة القدم الحديثة هي الطريقة التي يلعب بها بورنموث، والطريقة التي يلعب بها برايتون، والطريقة التي يلعب بها نيوكاسل، مثلما كنا نلعب، هذه هي كرة القدم الحديثة”.

وأضاف: “كرة القدم الحديثة اليوم لا تعتمد على المراكز، بل عليك أن تتكيف مع الإيقاع”.

وباعتباره أحد مؤسسي أسلوب اللعب التمركزي، الذي حدد شكل العقد الماضي أو أكثر من خلال التمريرات المثلثية والاستحواذ على الكرة، كانت تعليقات جوارديولا زلزالية إلى حد كبير.

وأشاروا إلى أنه يدرك أن اللعبة قد تطورت وأن فريق مانشستر سيتي الذي يواجه خطر التخلف عن الركب، يجب أن يتحرك مع الزمن.

وربما شهدنا بداية ذلك – بداية نهضة مانشستر سيتي – مساء يوم السبت.

تشيلسي يحاول التصدي للكرات الطويلة لكن النتيجة ستكون عكسية

منذ البداية، كان أداء مانشستر سيتي مختلفا، فلم يقتصر الأمر على لعب الكثير من الكرات الطويلة إلى الأمام، بل قام أيضا بعدد ملحوظ من الانطلاقات على جانبي دفاع تشيلسي.

كان مرموش اللاعب الجديد القادم من آينتراخت فرانكفورت، في وضع ضيق للغاية بجوار إيرلينج هالاند، حيث قام كلا اللاعبين بانطلاقات مباشرة غير تقليدية من جانب مانشستر سيتي، وساعدهما في ذلك الانطلاقات المفاجئة من جانب يوشكو جفارديول وماتيوس نونيس.

في البداية، نجحت جولات مرموش (المحاط بالدائرة) في سحب رييس جيمس إلى الأمام وترك جفارديول بدون رقابة لينطلق إلى الأمام ويصل إلى نهاية الكرات الطويلة.

لكن إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي حاول تصحيح هذا الأمر من خلال توجيه نوني مادويكي بالتواجد عميقًا في ذلك الجانب وإخبار جيمس بمراقبة مرموش بشكل فعال، الذي كان يسبب فوضى بتحركاته.

لسوء الحظ بالنسبة لتشيلسي، أدى هذا التعديل إلى هدف التعادل، لأن مادويكي (في الدائرة) – الذي لم يعتد على التواجد في خط الدفاع – وضع نونيس في وضع تسلل أثناء قيامه بجولة غير عادية.

لقد تصدى الحارس لتسديدته لكن جفارديول كان حاضرا ليسجل الكرة المرتدة، كان هناك عدد كبير من اللاعبين يركضون في كل مكان، بما في ذلك الظهيرين: لقد كان نهجا جديدا تماما من جانب مانشستر سيتي.

Striker’s instinct from @JoskoGvardiol4! 😤 pic.twitter.com/MZLfRnXhrt

— Manchester City (@ManCity) January 25, 2025

حتى قبل هدف التعادل، كان لاعبو مانشستر سيتي وكرة القدم المباشرة سبباً في إيقاف أجنحة تشيلسي، لكن هذا الأمر أصبح أكثر وضوحاً في الشوط الثاني، عندما سجل مانشستر سيتي هدفين آخرين من تمريرات أطول للأمام.

وكان هدف هالاند نتيجة خطأ من سانشيز، لكن تهوره كان مبررا على الأرجح بسبب عدد المرات التي شاهد فيها مدافعيه يتراجعون إلى الخلف.

من ناحية أخرى، ارتكب سانشيز – الذي لم يحظ بدعم مدربه بعد الخطأ الذي ارتكبه ضد وولفرهامبتون يوم الاثنين، حيث اعترف ماريسكا بأنه “ما زال بعيدًا جدًا عن المكان الذي أريده أن يكون فيه” – خمسة أخطاء أدت إلى هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، أكثر من أي لاعب آخر.

وكان الهدف الثالث أكثر كلاسيكية، حيث وصفه جاري نيفيل المعلق الرياضي في شبكة سكاي سبورتس، بأنه “هدف من تسعينيات القرن الماضي”، حيث اعتمد على اللعب المتواصل واللمسات السريعة مثل شراكة الهجوم التقليدية.

في هذه المرحلة لم يكن مرموش موجودًا على أرض الملعب، لكنه لعب دورًا رئيسيًا في تحديد لهجة كرة القدم المباشرة ذات الاتجاهين.

وقال جوارديولا في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية: “علينا أن ندرك أن ما نقوم به ليس كافيا، لقد طلبت منهم أن يتقدموا للأمام وفعلنا ذلك”.

تشيلسي سلبي للغاية ولا يستغل معاناة خوسانوف

كان الشوط الأول صعباً للغاية بالنسبة للاعب صاحب الـ20 عاماً عبد القادر خوسانوف (الذي تعافى جيداً بعد أن تم إقحامه في الملعب من قبل مدربه) ليمنح تشيلسي بداية مثالية، وكان ينبغي عليهم أن يستغلوا الأمر بشكل أفضل.

وقال إنزو ماريسكا لشبكة سكاي سبورتس: “بدأت المباراة بشكل جيد للغاية بالنسبة لنا، سجلنا الهدف الأول وكان بوسعنا تسجيل الهدف الثاني مرتين أو ثلاث مرات، كانت المباراة لتتغير تمامًا”.

في الواقع كان من المفترض أن تصبح النتيجة 2-0 منذ الدقيقة التاسعة، ولكن كول بالمر الذي كان مندفعا بشكل انفراد، أخطأ في تمرير الكرة إلى نيكولاس جاكسون، وفي تلك اللحظة بدا الأمر وكأن ذعر خوسانوف – واليأس الشديد في فريق مانشستر سيتي – سيمنح تشيلسي فوزا ساحقا.

كان خطأهم هو عدم حدوث ذلك، كان من الواجب التخلي عن تعليمات ماريسكا بالانتظار بصبر، والسماح لمانشستر سيتي بالاستحواذ على الكرة، ومحاولة شن هجمات مرتدة عندما بدأ تشيلسي في إظهار قوته في تلك الفترة المبكرة.

من خلال التمسك بتكتيكاتهم الأصلية، سمح تشيلسي لمانشستر سيتي بالحصول على موطئ قدم واللعب بطريقته في المباراة.

والأسوأ من ذلك أن هذا أدى في النهاية إلى جعل تشيلسي سلبيًا للغاية عندما فقد الكرة، ولعب مانشستر سيتي كل هذه التمريرات المباشرة جزئيًا لأنه كان لديه الوقت لاختيار العداء، كما في هذا المثال، عندما كانت النتيجة 1-0 لصالح تشيلسي.

كان تشيلسي سلبيا في تعامله مع الضغط، وسلبيا بفشله في الوصول إلى الهدف ولم يقدم أداء جيدا عن نفسه، وهو ما يفسر جزئيا كيف ازدهر مانشستر سيتي بنهج تكتيكي جديد وغير متوقع تماما.

لا عجب أن جوارديولا كان يبتسم من الأذن إلى الأذن، اعتاد مانشستر سيتي أن يكون حكام كرة القدم الحديثة، ومع وجود مرموش وهالاند معًا، يمكن أن يصبحوا حكامًا مرة أخرى.