الصالح سبورت : أحرج فيرجسون وكانتونا – بيلينجهام رفض الانضمام لـ مانشستر يونايتد

في أحد الأيام الباردة في مدينة مانشستر، كانت الأجواء داخل أولد ترافورد تعج بالحماس الشياطين الحمر كانوا يعدون العدة لاستقبال موهبة صاعدة يُقال إنها ستكون من بين الأفضل في العالم.

جود بيلينجهام، الفتى الإنجليزي اليافع ونجم ريال مدريد الإسباني، كان محور الاهتمام، ومانشستر يونايتد أراد أن يجعله واحدًا منهم بأي ثمن.

لاشك أن بيلينجهام موهبة كبيرة كانت ستضيف إلى مانشستر يونايتد فقد قدم موسمًا استثنائيًا مع ريال مدريد، حيث سجل في مباراته الأولى بقميص الفريق وشارك في 42 مباراة بمختلف البطولات، أحرز خلالها 23 هدفًا وصنع 13 هدفًا. كما ساهم في تحقيق الفريق أربع بطولات، وهي: دوري أبطال أوروبا، الدوري الإسباني، السوبر الأوروبي، والسوبر الإسباني، مما جعله ضمن المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2024.

بيلنجهام لم ينبهر بـ مانشستر يونايتد

أصر الشياطين الحمر على ضم اللاعب عندما كان ناشئًا في برمنحهام سيتي، حيث عرضوا عليه جولة خاصة داخل النادي وقام أسطورة الفريق إيريك كانتونا بالترحيب به شخصيًا لإقناعه بالانضمام.

View this post on Instagram

A post shared by Jude Bellingham (@judebellingham)

عندما وصل بيلينجهام إلى النادي، لم يكن مجرد عرض عادي ينتظره بل أعد له استقبالٌ ملكي السير أليكس فيرجسون بنفسه كان هناك، عراب مانشستر يونايتد، الرجل الذي أقنع عشرات النجوم بارتداء القميص الأحمر وإلى جانبه، كان إيريك كانتونا، الأسطورة التي لطالما ألهبت مشاعر الجماهير “هذا هو المكان المناسب لك،” قال له كانتونا بابتسامة واثقة “هنا ستصبح أسطورة.”

لكن بيلينجهام، رغم صغر سنه، كان مختلفًا. لم تبهره الألقاب، ولم ينجذب للإغراءات المالية كان يبحث عن مشروع يمنحه فرصة النمو، بيئة يستطيع من خلالها أن يصبح لاعبًا استثنائيًا ورغم كل ما شاهده داخل أسوار أولد ترافورد، لم يشعر بأن هذا هو المكان الصحيح له.

بيلينجهام يختار دورتموند

مرت الأيام، وفي لحظة حاسمة، جاء قراره. لم يكن مانشستر يونايتد وجهته، بل اختار بوروسيا دورتموند. هناك، في ألمانيا، حيث تؤمن الأندية بالمواهب الشابة وتمنحها الفرصة، وجد بيلينجهام ضالته قرار لم يكن سهلاً، لكنه كان صائبًا ففي غضون سنوات قليلة، أصبح واحدًا من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، لينتقل لاحقًا إلى ريال مدريد، حيث كتب فصولًا جديدة من مسيرته المذهلة.

أما في مانشستر، فقد كان وقع القرار قاسيًا. كيف يمكن لنادٍ بحجم يونايتد أن يخسر لاعبًا بهذه الموهبة رغم كل الجهود؟ ظل السؤال يتردد بين الجماهير، بين الصحف، وحتى داخل أروقة النادي نفسه ربما لم يكن بيلينجهام يرى المستقبل في مانشستر، وربما كانت بيئة النادي لا تناسبه، لكن المؤكد أن قراره كان ضربة موجعة للشياطين الحمر.

والآن، مع استمرار تألق بيلينجهام، تبقى القصة درسًا في أن المال والتاريخ لا يكفيان دائمًا لإقناع النجوم، بل هناك شيء آخر يبحث عنه اللاعبون شيء ربما لم يكن يونايتد قادرًا على تقديمه في ذلك الوقت.