طهران – اتهم مسؤول كبير في الحكومة الإيرانية بعض النواب المحافظين بالعمل على اقالة نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف لمنع أية محاولة للحوار أو التقارب بين واشنطن وطهران، فيما تسعى السلطات الإيرانية الاصلاحية لمنع تصادم مع إدارة الرئيس دونالد ترامب في ظل تراجه نفوذ طهران في المنطقة.
وقال لموقع ” بغداد اليوم” الاثنين أن الهجوم الذي شنه النواب المحافظون على ظريف بسبب تصريحاته في منتدى دافوس هدفه “الضغط على رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان لعرقلة ومنع التفاوض مع الإدارة الأميركية الجديدة”.
وفي المقابل استبعد المسؤول الإيراني خضوع ظريف للضغوط من قبل المتشددين لتقديم استقالته او فرض اقالته على بزشكيان مضيفا “ظريف شارك في منتدى دافوس الاقتصادي كخبير في العلاقات الدولية ومسؤولاً عن الشؤون الاستراتيجية بالرئاسة الإيرانية”.
ورفض الانتقادات الموجهة لنائب الرئيس بشأن وجود خطط شخصية له فيما يتعلق بالمباحثات مع القوى الغربية في دافوس دون علم الرئيس قائلا “يعلم الجميع بما فيها أعضاء البرلمان أن ظريف لم يكن لديه أي أجندة شخصية للمفاوضات مع أي طرف في دافوس سواء كان غربياً أو أميركياً” مشددا “على أن القرارات بشأن السياسة الخارجية تتخذ في المؤسسات العليا للنظام، ويتم تنفيذها عبر وزارة الخارجية”.

“وشدد على أنه تمت دعوة ظريف بصفته خبيراً في العلاقات الدولية ومسؤولاً عن الشؤون الاستراتيجية بالرئاسة، وجميع اجتماعاته تم تنسيقها من قبل السفارة الإيرانية في سويسرا، بمرافقة نائب وزير الخارجية والسفير الإيراني في بيرن”.
وتصاعدت الانتقادات الموجهة لنائب الرئيس الايراني من قبل المتشددين خاصة بعد تصريحاته في منتدى دافوس بشأن حجاب النساء او التقارب مع الولايات المتحدة او بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة.
ووصلت الانتقادات الى حد اتهامه بربط علاقات مع الملياردير الأميركي جورج سوروس والرئيس السابق جو بايدن.
واتهم محمد منان رييسي، عضو البرلمان عن مدينة قم ظريف بالإساءة لإيران خاصة فيما يتعلق بالحجاب واللباس الإسلامي قائلا “تصريحات نائب الرئيس بشأن حجاب النساء في إيران وقحة”.
وقد طالبت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني الاثنين بإقالة ظريف من منصبه كمساعد استراتيجي للرئيس مسعود بزشکیان فيما قدم نحو 60 نائب شكوى لاقالته بسبب تصريحاته في منتدى دافوس.
وكان نائب الرئيس الايراني أشار في تصريحاته بدافوس أن إيران غيرت من تشددها في التعامل مع مسألة اللباس الإسلامي وأن هنالك نوعا من الانفتاح والتسامح مع ظهور نساء غير ملتزمات بالحجاب في الشوارع.
وقال محمد سراج عضو البرلمان الإيراني في تصريح لموقع ” بغداد اليوم ” “حوالي 60 نائباً بعثوا برسالة للنائب العام يعترضون فيه على وصف ظريف قوات الثورة بالعنفية أمام المجتمع الدولي”، معتبرًا أن هذا التصرف يخدم أعداء البلاد، والنواب دعوا النائب العام إلى التحقيق الجدي في هذا الموضوع”.
وكانت الصحف الإيرانية المحافظة على غرار “كيهان” شنت هجوما لاذعا على نائب الرئيس قائلة أن تصريحاته كانت مذلة وأظهرت الضعف أمام الاميركيين.