غزة – بدأ مسلحون فلسطينيون اليوم الخميس تسليم ثلاثة رهائن إسرائيليين في قطاع غزة مقابل إفراج إسرائيل عن 110 سجناء فلسطينيين في أحدث عملية تبادل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

وجرى تمرير المجندة آجغاام بيرجر، مرتدية الزي الأخضر الزيتوني، عبر ممر ضيق بين المباني المتضررة بشدة وفوق أكوام من الأنقاض في جباليا شمال قطاع غزة لتصعد لمنصة ألقت من خلالها التحية قبل تسليمها للصليب الأحمر.

وأظهر مقطع فيديو نشرته حركة الجهاد الإسلامي الرهينتين جادي موزيس (80 عاما) وأربيل يهود (29 عاما) وهما يتعانقان في وجود مسلحين ملثمين يرتدون زيا أسود اللون في موقع تبادل آخر في خان يونس جنوب قطاع غزة. وكانا قد احتجزا خلال الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من تجمع نير عوز السكني.

وتجمع مسلحون في موقع منزل تعرض للقصف كان يقطنه رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار الذي قُتل خلال حرب استمرت 15 شهرا في غزة، في تذكير قوي بأن حماس التي تعهدت إسرائيل بالقضاء عليها لا تزال تتمتع بحضور قوي في القطاع على الرغم من القصف العنيف من قبل الجيش الأكثر تقدما في الشرق الأوسط.

وسيتم نقل السجناء الفلسطينيين، ومن بينهم 30 قاصرا وعدد من أعضاء جماعات فلسطينية مدانون بالتورط في هجمات قاتلة في إسرائيل، إلى الضفة الغربية أو غزة في وقت لاحق من اليوم.

وقالت إسرائيل وحماس إن من المتوقع أيضا أن يطلق المسلحون في غزة سراح خمسة تايلانديين كانوا بين المختطفين في هجوم حماس على إسرائيل عام 2023، بموجب اتفاق منفصل.

ومن المتوقع نقل الرهائن إلى ثلاثة مستشفيات مختلفة في إسرائيل، لكن ذلك قد يتغير اعتمادا على الفحص الفوري لهم من قبل الأطباء لدى وصولهم.

وبدأ إسرائيليون في الاحتشاد في ما أصبحت تسمى ساحة الرهائن في وسط تل أبيب والتي تحولت لموقع رئيسي لجهود حملات المطالبة بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وهم يهتفون ويبكون لدى مشاهدتهم لإطلاق سراح الرهائن على شاشة ضخمة.

وتقول إحصاءات إسرائيلية إن نحو 1200 قتلوا واحتُجز 250 رهينة في الهجوم الذي قادته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والذي وُصف بأنه الأكثر دموية على يهود منذ المحرقة النازية.

وتقول السلطات الفلسطينية إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة التي تلت الهجوم أسفرت عن مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني ودمرت أغلب القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة.

وأُطلق سراح نصف الرهائن تقريبا في الشهر التالي لبداية الحرب في هدنة قصيرة، كانت الوحيدة التي أعلنت خلال الحرب، وحررت إسرائيل بعضهم واستعادت جثث آخرين خلال الحملة العسكرية على قطاع غزة.

وعاد مئات الآلاف من سكان القطاع، الذين نزح أغلبهم مرارا خلال الحرب، إلى أحياء وأماكن في شمال القطاع حيث تركز القتال في آخر أشهر في الحرب. ووجد الكثيرون منازلهم مدمرة لا تصلح للسكنى ويفتقرون إلى السلع الأساسية التي يمكنهم العيش بها. وتقول إسرائيل إن هناك 89 لا يزالون محتجزين في القطاع من بينهم نحو 30 قدرت أنهم لقوا حتفهم.

وخلال الحرب التي بدأت بعد الهجوم الذي قادته حماس، قتلت إسرائيل قيادات من حماس وجماعة حزب الله اللبنانية مما وجه ضربات قوية لشبكة إيران من الجماعات التي تدعمها في الشرق الأوسط. كما شكل سقوط الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان مدعوما أيضا من إيران دفعة لموقف إسرائيل.

وكثفت القوات الإسرائيلية عملياتها في الضفة الغربية المحتلة منذ دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ وتقول إنها تستهدف مسلحين هناك.