دمشق – اتهمت السلطات السورية مساء الثلاثاء حزب الله اللبناني باستهداف منازل مواطنين غرب مدينة حمص وسط البلاد بقذائف مدفعية ورشاشات ثقيلة، فيما يأتي ذلك في خضم توتر غير مسبوق بعد اتهام عناصر من الحزب بقتل 3 من قوات الجيش السوري بعد اختطافهم داخل الأراضي السورية وضمن محاولات لاحتواء التوتر يبدو أنها لم تكلل بالنجاح.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، نقلا عن مراسلها، إن “مليشيا حزب الله المتمركزة في بلدة القصر اللبنانية تستهدف بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة منازل الأهالي في قريتي زيتا والمصرية غرب حمص”.

ويأتي هذا التصعيد رغم إعلان دمشق وبيروت الاثنين عن اتفاق لوقف إطلاق النار على الحدود وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجانبين. فيمالا يعتقد أن تمسك الحزب اللبناني بتوتير الاجزاء مرتبط بمصالح حليفه الايراني المتهم بتأجيج الوضع والتورط في دعم فلول النظام السابق خاصة في منطقة الساحل .
ومساء الأحد، اتهمت الدفاع السورية الجماعة الشيعية اللبنانية باختطاف وقتل 3 من عناصرها، وقالت إنها “ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من ميليشيا حزب الله” لكن الحزب المدعوم من إيران والذي ارتبط بعلاقات بالنظام السوري السابق نفى تورطه.
من جانبه، قال الجيش اللبناني، في بيان الاثنين، إن “منطقة حوش السيد علي – الهرمل تعرضت لقصف مركز من الجانب السوري، وردت الوحدات العسكرية على مصادر النيران”.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون طالب الجيش بالرد على مصدر النيران والعمل على حماسة السيادة اللبنانية من الخروقات.
وتسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية.
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ 6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم نظام البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.
وتدخل حزب الله اللبناني في سوريا هو جزء من التوترات المستمرة التي تشهدها المنطقة منذ بداية النزاع السوري عام 2011. وقد ارتبط الحزب، المدعوم من إيران بعلاقات قوية مع النظام السوري، حيث دعمه في مواجهة المعارضة المسلحة. 
ويعكس هذا التحالف الاستراتيجي الروابط الدينية والسياسية بين الطرفين، خاصة مع دعم إيران لكلا الطرفين. واعتبر حزب الله، جزءًا من محور المقاومة ضد إسرائيل، حيث كان له دور بارز في دعم الجيش السوري السابق سواء عبر المشاركة في المعارك أو تقديم الدعم العسكري والمادي.
لكن تدخل الحزب في سوريا لم يكن خاليًا من العواقب، فقد زاد من الانقسامات الطائفية والإقليمية، وساهم في تصعيد التوترات مع الدول المجاورة. ورغم محاولات تهدئة الوضع عبر اتفاقات وقف إطلاق النار، ما زال التدخل العسكري لحزب الله في سوريا يشكل جزءًا من الصراع المستمر على النفوذ في المنطقة.