الرباط – أعلن وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد عن خطوات ملموسة حققتها الحكومة المغربية في إطار محاربة عدد من الظواهر السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة على منصة تيك توك لضمان محتوى جاد وهادف ودون المس بحرية الرأي والتعبير.

وكشف بنسعيد الثلاثاء خلال الجلسة الشفاهية في مجلس المستشارين أن إدارة تيك توك وافقت على فتح حوار مع المغرب بخصوص تقنينه وفرض بعض الضوابط، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنها تخطط لفتح مكتب في المملكة لفهم مفاهيم الثقافة المغربية.

وشدد الوزير على أهمية دور الأسرة الحاسم في حماية الأطفال من أخطار جميع التطبيقات، مشيرا إلى وجود خاصية تسمح لأولياء الأمور بمراقبة المحتوى الذي يصل إلى أبنائهم في هذه المواقع وحمايتهم من مخاطر عالم “الديجيتال”.

وأكد على ضرورة تفعيل القوانين الزجرية، لاسيما فيما يتعلق بالتشهير أو السب أو القذف أو نشر الأخبار الزائفة، داعيًا المتضررين إلى تحمّل مسؤولية الخطوة الأولى واللجوء إلى القضاء وعدم انتظار تدخّل جهات أخرى.

وكان بنسعيد قد استقبل في أكتوبر/تشرين الأول بالرباط وائل عزت مدير السياسات العامة بمكتب تيك توك لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. واستعرض الطرفان سبل التعاون في مجال محاربة التضليل والأخبار الزائفة والتشهير بالحياة الخاصة للمواطنين والمحتوى غير الهادف والسلبي والمحتويات المخالفة للقوانين على منصة تيك توك مع استحضار احترام حرية التعبير والرأي المكفولة بمقتضى الدستور والمواثيق الدولية. كما جرى الاتفاق على مواصلة التنسيق والتعاون للوصول إلى الأهداف المسطرة.

وفي أغسطس/آب تصاعدت الدعوات في المملكة إلى حظر التطبيق الصيني الذي يستخدمه نحو 23 مليون مغربي، قائلة إنه أحدث ضررا كبيرا بالقيم المجتمعية والسلوكات وهناك محتويات خطيرة يتمّ ترويجها من قبيل التشهير والتسول الإلكتروني، فيما يشير البعض إلى أن تيك توك يعد مجالا لتقديم محتوى هادف يتطلب فقط تنظيمه حتى يتماشى مع الضوابط الثقافية للمجتمع المغربي.

وكان المرصد المغربي للسيادة الرقمية من الأوائل الذين دقوا ناقوس الخطر بشأن “الانحدار الخطير الذي تشهده محتويات منصات التواصل الافتراضي بالمغرب”، داعيا إلى “تدخل عاجل للسلطات الحكومية والأمنية من أجل وقف تداعياتها على الصحة النفسية للأفراد بالمجتمع والسمعة الرقمية للمملكة”.

وفرضت التطورات التكنولوجية ووسائل الإعلام والاتصال مراجع جديدة لدى المغاربة حيث لم يعد يقتصرون في قيمهم على المؤسسات المحلية والأعراف والتقاليد بل أصبحت لديهم القابلية للتفاعل مع مختلف الثقافات، فيما يبقى المرجع الديني عند المجتمع المغربي أحد المراجع الأساسية المهمة في بناء الضوابط القيمية والثقافة المغربية، حيث ساهم في توجيه سلوكيات الأفراد والتحكم فيها.

ويرى مختصون في علم الاجتماع في الرباط أن المحتويات المنشورة على تيك توك تشير إلى الانحراف المتصاعد للمجتمع في العالم الافتراضي وهو ما يتعارض مع قيم ومبادئ التنشئة الاجتماعية في المغرب، بينما يدعو آخرون الى ضرورة وضع مدونة خاصة بالجرائم الأخلاقية الرقمية المعقدة التي أفرزتها المنصات الاجتماعية لحماية القيم المجتمعية.