واشنطن – قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث الأربعاء إن البنتاغون مستعد لدراسة جميع الخيارات بشأن قطاع غزة، وذلك بعد يوم من تصريحات للرئيس دونالد ترامب قال خلالها إنه يرغب في أن تسيطر الولايات المتحدة على القطاع وتعيد تطويره، فيما نفت متحدثة باسم البيت الأبيض أن تكون تصريحات الرئيس تعهدا بإرسال جنود الى هناك.
وأضاف هيجسيث قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر وزارة الدفاع “أود أن أقول فقط، فيما يتعلق بمسألة غزة، إن تعريف الجنون هو محاولة تكرار الأمر ذاته”.
وتابع “الرئيس مستعد للتفكير خارج الصندوق، والبحث عن طرق جديدة وفريدة وديناميكية لحل المشاكل التي بدت مستعصية… نحن مستعدون لدراسة جميع الخيارات”.
وقال البيت الأبيض في وقت سابق الأربعاء إن ترامب لم يلتزم بنشر قوات أميركية في غزة كجزء من اقتراحه للسيطرة الأميركية على القطاع الفلسطيني.
وأضافت المتحدثة كارولاين ليفيت خلال المؤتمر الصحفي اليومي “ما أقوله هو أن الرئيس لم يلتزم بذلك (إرسال قوات لغزة) حتى الآن. لم يقدم هذا الالتزام” مضيفة “إدارته (ترامب) ستعمل مع شركائنا في المنطقة لإعادة بناء هذه المنطقة (قطاع غزة)”.
وتراجعت ليفيت عن تعليق الرئيس بأن سكان غزة بحاجة إلى إعادة توطين دائم في الدول المجاورة، قائلة إنه يتعين “إعادة توطينهم مؤقتا” خلال عملية إعادة الإعمار.
وأثارت فكرة الرئيس إدانة دولية وبعض المعارضة من الجمهوريين في الكونغرس الذين أيدوا إلى حد كبير مبادرات لترامب مثل إيقاف المساعدات الخارجية وتسريح آلاف الموظفين الاتحاديين.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس سيمضي قدما في اقتراحه أم أنه يتخذ موقفا متطرفا كاستراتيجية للمساومة، كما فعل في قضايا أخرى.
وفي محاولة لترجمة خطط الرئيس الأميركي أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، توجيهاته للجيش بتحضير خطط لفتح المجال أمام “الهجرة الطوعيّة” من قطاع غزة.

وقال كاتس وفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي ” يجب السماح لسكان غزة بالتمتع بحرية الخروج والهجرة كما هو متبع في أي مكان في العالم”، موضحًا أنّ “خطة هجرة سكان غزة ستشمل إمكانية الخروج عبر المعابر البرية إلى جانب ترتيبات خاصة للخروج بحرا وجوا”.

وتتعارض تصريحات ترامب فيما يبدو مع الرأي العام الأميركي حيث تظهر استطلاعات معارضة ساحقة للتورط العسكري الجديد في مناطق الصراع بعد تدخلات طويلة الأمد في العراق وأفغانستان. وأكد الرئيس الحالي كثيرا في حملة 2024 الانتخابية ومنذ عودته إلى منصبه أنه سينهي ما أسماه الحروب “السخيفة” ويمنع اندلاع حروب أخرى.
وقال هيجسيث إن البنتاغون سيسعى جاهدا لتزويد إسرائيل بالأسلحة التي “لم يتم توريدها من قبل، والتي قد تفيد في القضاء على الأعداء المتطرفين”.
وأصدر ترامب تعليماته للجيش الأميركي برفع الحظر الذي فرضه الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن على توريد قنابل تزن 2000 رطل إلى إسرائيل.
وتستطيع القنبلة زنة 2000 رطل اختراق الخرسانة السميكة والمعادن، مما يخلق دائرة انفجار واسعة. وذكرت تقارير العام الماضي أن إدارة بايدن أرسلت الآلاف من هذه القنابل إلى إسرائيل بعد هجوم بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لكنها علقت شحنة واحدة.
ودافع كبار مساعدي ترامب عن اقتراحه بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتعيد تطويره بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، لكنهم تراجعوا عن بعض ما جاء في المقترح في مواجهة تنديد دولي.
وأثارت هذه الخطوة الصادمة تنديدات من القوى الدولية بما في ذلك روسيا والصين وألمانيا التي قالت إنها ستجلب “معاناة جديدة وكراهية جديدة”. كما رفضت السعودية ذات الثقل الإقليمي، الاقتراح رفضا قاطعا.
ودمر القصف الإسرائيلي على مدى حوالي 16 شهرا القطاع الساحلي، وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إنه قتل أكثر من 47 ألف شخص.