بيرن – يواجه متبعو الحميات الغذائية مشكلة شائعة منذ زمن طويل، حيث يفقدون بضعة كيلوغرامات ثم يستعيدونها بسرعة.

لكن الخبراء اكتشفوا الآن أن الأنسجة الدهنية تحتفظ بـ “ذاكرة” للسمنة تستمر حتى بعد فقدان الوزن، مما يزيد من احتمالية استعادة الوزن الزائد.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تساعد في تفسير تأثير “اليويو” الذي يظهر غالبًا مع الحميات الغذائية.

حلل العلماء الخلايا المأخوذة من الأنسجة الدهنية لدى 18 شخصًا يتمتعون بوزن صحي، بالإضافة إلى 20 شخصًا يعانون من السمنة قبل وبعد فقدانهم الوزن نتيجة لجراحة السمنة.

ووجد الباحثون أن الأنسجة الدهنية أظهرت تغييرات في تسلسل الحمض النووي الريبي (RNA) – وهو الجزيء الذي يحمل التعليمات لصنع البروتينات – حتى بعد فقدان الوزن بشكل كبير.

أجرى الفريق البحثي تحليلًا على فئران نحيلة ومصابة بالسمنة وسابقة الإصابة بالسمنة، واكتشفوا تغييرات مماثلة ترتبط باضطرابات في بعض العمليات الأيضية، وهي التفاعلات الكيميائية التي تحول الطعام والشراب إلى طاقة.

ورأى الباحثون أن هذه التغيرات تؤدي إلى استعادة الوزن بعد اتباع الحميات الغذائية.

واكتشف علماء في جامعة أكسفورد أن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الحفاظ على وزنهم المستهدف على المدى الطويل يظلون أكثر صحة مما كانوا عليه قبل فقدان أي وزن، حتى لو استعادوا بعض الكيلوغرامات.

وبيّنت الدراسة، التي شملت أكثر من 50,000 شخص يعانون من السمنة، أن أولئك الذين استعادوا بعض الوزن بعد اتباع نظام غذائي سجلوا انخفاضًا في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول مقارنة بما كان عليه الحال قبل فقدان الوزن.

وأكدت النتائج أن أي شكل من أشكال فقدان الوزن يعود بفوائد صحية، حتى لو حدث بعض التراجع.

واستنتج فريق المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ أن استهداف هذه التغيرات مستقبلاً يساعد في تحسين إدارة الوزن على المدى الطويل.

وذكر الباحثون في مجلة “نيتشر” أن تقليل الوزن يحسن الصحة الأيضية ويحد من المشكلات الصحية المرتبطة بها، مما يجعله هدفًا رئيسيًا في علاج السمنة.

وأكدوا أن الحفاظ على فقدان الوزن يشكل تحديًا كبيرًا، خاصة وأن الجسم يحتفظ بذاكرة تدافع ضد تغيرات الوزن.

وأوضحوا أن هذه التغيرات تساهم في تأثير “اليويو” الذي يظهر مع الحميات الغذائية.

وأشار الباحثون إلى أن دراستهم ركزت على السمنة، لكن من المحتمل أن تلعب ذاكرة الخلايا دورًا مشابهًا في حالات أخرى مثل الإدمان على الكحول أو النيكوتين.

وأظهرت دراسة سابقة أن فقدان الوزن المتكرر على طريقة “اليويو” يوفر فوائد صحية إجمالية.