طرابلس – كشف الخبير الإستراتيجي الإيطالي دانييلي روفينيتي تخطيط رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة لتعزيز سيطرته على المؤسسة الوطنية للنفط ، مشيرا الى الرسالة الأخيرة التي بعث بها إلى مجلس إدارة المؤسسة مؤكدا نيته الاشراف المباشر على عملياتها.

ولفت روفينيتي في تصريح لصحيفة صدى الاقتصادية المحلية الى أن هذه التطورات مرتبطة باستقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط قرحات بن قدارة.

 وأشار الى مطالبة قائد الجيش المشير خليفة حفتر بتوزيع عادل لإيرادات المؤسسة الوطنية للنفط بين الشرق والغرب، مشددا على أهمية موارد الطاقة لإستقرار ليبيا في السابق، لافتا إلى أنه  حافظ على علاقات قوية مع رئيس المؤسسة السابق ويملك نفوذا كبيرا على ديناميكيات برقة، وفق المصدر ذاته

وأضاف الخبير الإيطالي أنه من المحتمل أن تعكس الخلافات الحالية لحقول النفط الجهود الرامية إلى تحدي الإدارة المركزية لمؤسسة النفط في طرابلس مع تصاعد التوترات بين الفصائل المتنافسة.

وتعاني مؤسسة النفط الليبية منذ سنوات من تداعيات الصراعات السياسية الطاحنة في ليبيا، ولطالما أثارت رئاسة المؤسسة سجالا محتدما بين الشرق والغرب، حيث أظهرت تفاقم حالة الانقسام السياسي واستمرار استخدام قطاع الطاقة كورقة ضغط من قبل مختلف القوى المتصارعة.

وأثارت استقالة بن قدارة التي قال إنها تعود لأسباب صحية جدلا واسعا في الأوساط الليبية، إذ أكد محللون أن تركه للمنصب يبدو مريبا خاصة في ظل الخلافات التي عادت للظهور مجددا بين الحكومتين المتنازعتين حول توزيع عائدات النفط ومقر المؤسسة الوطنية للنفط، مشيرين الى وجود صراع داخلي بين الأجنحة السياسية المتنافسة للسيطرة على مؤسسة النفط، في ظل الانقسامات الحادة داخل المشهد السياسي، وهو ما يفتح الباب أمام محاولات استخدام هذا القطاع الحيوي لتحقيق مكاسب سياسية.

وبداية يناير/كانون الثاني طالب رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة بتوضيح أسباب عدم تنفيذ قرار نقل المقر الرئيسي للمؤسسة الوطنية للنفط إلى مدينة بنغازي، ودعاه في خطاب رسمي إلى موافاته بالتفاصيل حول تعطل تنفيذ القرار.

ومنع محتجون بداية الاسبوع ناقلة من تحميل النفط في مينائي السدرة الليبي ورأس لانوف، مطالبين بنقل مقار عدد من شركات النفط إلى منطقة الهلال النفطي. وأكدوا مجددا أن مطالبهم هي دعوة للتنمية العادلة لمنطقتهم لتحسين الظروف المعيشية.
ولطالما دفع النفط الليبي ثمن تحوله إلى ورقة للضغط بيد الأطراف المتصارعة في ليبيا، وشهدت ليبيا في الأشهر الأخيرة خلافات تتعلق بأزمة المصرف المركزي ما أدى إلى إغلاق بعض الموانئ والحقول النفطية، فيما أشارت تقارير دولية إلى تراجع ثقة الشركات العالمية في هذا القطاع في ظل استمرار الأزمة الليبية والتنافس على السلطة.

كما توقف أكثر من نصف إنتاج ليبيا من النفط أو نحو 700 ألف برميل يوميا في ذروة الصراع بين الفصائل السياسية المتنافسة للسيطرة على مصرف ليبيا المركزي وعائدات النفط.