واشنطن/بغداد – كشفت وسائل اعلام أميركية أن رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني سيلتقي قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي في خطوة وصفتها بالتاريخية، بينما لا يعرف موقف تركيا التي تطالب بحسم عسكري في سوريا لمواجهة الملف الكردي، فيما لا يستبعد أن يلعب برزاني دور الوسيط لإنهاء فتيل التوتر.
وأفاد موقع ” المونتور” الأميركي وفق ما نقله موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي ان مظلوم عبدي حليف واشنطن والغرب سيلتقي برزاني لتعزيز جهود المصالحة في المنطقة.
وقالت ثلاثة مصادر أن رئيس الديمقراطي الكردستاني سيلتقي زعيم قسد في أربيل في وقت قريب جدا دون تحديد الفترة بالضبط مشيرة الى أن الرئيس السابق لإقليم كردستان وجه الدعوة عبر مبعوثه حميد دربندي، الذي التقى عبدي في شمال شرق سوريا يوم الاثنين الماضي.
وأفاد الموقع الأميركي أن اللقاء سيكون بدعم من الولايات المتحدة التي تسعى فيما يبدو لمصالحة بين انقرة وقسد.
وسيثير هذا اللقاء دون شك قلق الجانب التركي الذي يحث الفصائل السورية الموالية له على مواصلة الهجوم على قوات قسد في شمال شرق سوريا خاصة بعد التغييرات التي حصلت إثر سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
ويتهم المسؤولون الأتراك قسد بضم مقاتلين من حزب العمال الكردستاني الذين شنوا هجمات دموية في السنوات الأخيرة انطلاقا من الأراضي السورية.
ويمتلك رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني علاقات طيبة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزار أنقرة عدة مرات عندما تولى رئاسة الإقليم ما سيمكنه من لعب دور الوساطة نظرا للثقة التي يحظى بها من مختلف الأطراف.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية عبرت الشهر الماضي عن استعدادها للتحاور مع تركيا والانضمام للجيش السوري الجديد لكن يبدو أن أنقرة تسعى للحسم العسكري ودعت الإدارة السورية الجديدة للمشاركة في القتال ضد قسد.

ويبدو أن اقليم كردستان العراق قد دخل فعليا على خط الازمة بين تركيا وقسد حيث أدى رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني الأسبوع الماضي زيارة الى أنقرة وسط حديث عن إمكانية إطلاق وساطة.
وكان مسعود برزاني كشف الشهر الماضي عن جهود لإيجاد حلول سلمية للقضية الكردية في المنطقة قائلا “ان الأرضية باتت مهيأة للقيام بعملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكردية”.
ويدافع برزاني عن القضية الكردية بشكل سلمي ويطالب بأن يكون للأكراد دور فعال في المنطقة كونهم مكون اصيل فيها إضافة لحماية حقوقهم المشروعة ورفض محاولات سلب الحريات والحقوق التي ناضلوا من أجلها لعقود.
ويشهد شمال شرق سوريا اشتباكات عنيفة بين قوات قوت قسد والفصائل المدعومة من تركيا منذ سقوط نظام الأسد أدت لمقتل وجرح المئات.
وترفض واشنطن الحلول العسكرية التي تنتهجها انقرة معتبرة أن اضعاف المقاتلين الاكراد سيؤدي لعودة تنظيم داعش فيما يؤكد الرئيس التركي أنه لا يمكن مواجهة تنظيم إرهابي عبر تنظيمات إرهابية أخرى.