الصالح نيوز :
مسيرة رئيس الحكومة الجديد ترفع سقف آمال اللبنانيين
الصالح نيوز :
مسيرة رئيس الحكومة الجديد ترفع سقف آمال اللبنانيين
مسيرة رئيس الحكومة الجديد ترفع سقف آمال اللبنانيين
بيروت – نواف سلام الذي كلّفه رئيس الجمهورية جوزيف عون اليوم الاثنين برئاسة الحكومة المقبلة، دبلوماسي مخضرم تبنّت ترشيحه بشكل رئيسي قوى سياسية معارضة لحزب الله الذي أضعفته المواجهة الأخيرة مع إسرائيل في الداخل.
وحصل سلام في الاستشارات النيابية التي أجراها رئيس الجمهورية على تأييد 84 نائبا من إجمالي 128 يشكّلون أعضاء البرلمان.
ويجمع سلام البالغ 71 عاما والذي انتخب العام الماضي رئيسا لمحكمة العدل الدولية، بين خبرات سياسية وحقوقية ودبلوماسية تخطّت نطاق البلد المتوسطي الصغير، وينظر إليه على أنه لا ينتمي إلى الطبقة التقليدية الحاكمة في لبنان المتهمة بالفساد وبتغليب منطق المحاصصة على بناء الدولة.
إلا أن سلام ليس غريبا على السياسة، فهو يتحدّر من عائلة بيروتية عريقة تعاطت الشأن السياسي منذ بداية القرن الماضي. وكان مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك بين يوليو/تمز 2007 حتى نهاية 2017.
وأجمع على دعمه لتشكيل الحكومة نواب المعارضة والنواب التغييريون الذين وصلوا إلى مجلس النواب في العام 2022 إثر حراك شعبي واسع ضد الطبقة السياسية.
وكان عون تعهد الخميس في خطاب القسم بدء مرحلة جديدة في لبنان بعيدا عن منطق المحسوبيات والمحاصصة. وقال “إذا أردنا أن نبني وطنا فعلينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء”، مضيفا “لا صيف ولا شتاء تحت سقف واحد بعد الآن. ولا مافيات أو بؤر أمنية ولا تهريب أو تبييض أموال أو تجارة مخدرات..ولا حمايات أو محسوبيات ولا حصانات لفاسد أو مجرم”.
ويعود سلام الثلاثاء إلى بيروت، وفق رئاسة الجمهورية، آتيا من لاهاي، على أن يلتقي رئيسي الجمهورية والبرلمان فور وصوله. ويتوقع أن يتوجه إثر ذلك بكلمة الى اللبنانيين.
وامتنع نواب حزب الله وحليفته حركة أمل عن التصويت لأي مرشح، ما يعني أن سلام سيبدأ مهامه من دون أن يحظى بدعم نواب الطائفة الشيعية في بلد نظامه السياسي طائفي بامتياز.
ويأمل داعمو سلام، وخصوصا القوى السياسية المناوئة لحزب الله، أن يشكّل وصوله إلى رئاسة الحكومة فرصة لإحداث تغيير في أداء المؤسسات الرسمية وطي صفحة تحكّم فيها حزب الله بالحياة السياسية.
وليست هذه المرة الأولى التي يُطرح فيها اسم سلام المقلّ جدا في الظهور الإعلامي، من قبل خصوم حزب الله، لرئاسة الحكومة في لبنان. لكنه لم يكن يحصل على الدعم الكافي من النوّاب في ظل سيطرة الحزب على المشهد السياسي، وهو ما تغيّر أخيرا بعد الضربة القاسية التي تلقاها في حربه مع إسرائيل وبعد سقوط حكم حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.
وكان رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الخصم اللدود لحزب الله، عيّن سلام عام 2007 مندوبا للبنان في الأمم المتحدة من خارج السلك الدبلوماسي.
التفاف قوى سياسية ومن خلفيات مختلفة حول ترشيح سلام يعكس التغييرات الحقيقية التي يعيشها لبنان
ويقول الأستاذ الجامعي علي مراد لوكالة فرانس برس إن “التفاف قوى سياسية ومن خلفيات مختلفة حول ترشيح سلام يعكس التغييرات الحقيقية التي يعيشها لبنان”.
ويرى أن تسميته “بما يمثله من قيمة دولية، ومن الموقف الثابت في الموضوع الفلسطيني، وبما يمثله من كفاءة شخصية وانسجامه الاصلاحي مع خطاب العهد يشكّل المسار الحقيقي المطلوب”.
وشهد العام الماضي تحوّلا في مسيرة سلام بعد انتخابه في فبراير/شباط رئيسا لمحكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، لولاية مدتها ثلاث سنوات. وكان يشغل عضوية المحكمة ذاتها منذ شباط/فبراير 2018.
وفي قرار وصفه الفلسطينيون بأنه”تاريخي” واعتبرته إسرائيل “كاذبا”، اعتبرت المحكمة بقيادة سلام في 19 يوليو/تموز أن الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية “غير قانوني” ويجب أن ينتهي “في أسرع وقت ممكن”.
ويرى أستاذ العلوم السياسية عماد سلامة أن “دوره في لاهاي يعزز مكانته كإصلاحي قادر على معالجة الفساد وعدم الكفاءة، ما يجعله متوافقا مع مطالب المواطنين اللبنانيين بالمساءلة والشفافية”.
ويقول سلامة “يحظى نواف سلام باحترام واسع بسبب رصانته الأكاديمية وآرائه المستقلة والتزامه بالعدالة وحقوق الإنسان”، معتبرا أن “قدرته على الحفاظ على مسافة واحدة من الأحزاب المنقسمة، مع تجسيده لمبادئ العدالة والحكم الرشيد، تجعله رمزا للأمل في مستقبل أكثر مساءلة وشمولية”.
ولسلام مسيرة أكاديمية ومهنية طويلة. خلال عمله في الأمم المتحدة، كان عضوا في بعثات ميدانية تابعة لمجلس الأمن الدولي إلى دول عدة بينها السودان وأفغانستان وأوغندا.
وبعد نيله إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية في بيروت في العام 1984، تابع سلام تحصيله الجامعي في باريس والولايات المتحدة. ويحمل شهادتي دكتوراه في العلوم السياسية وفي التاريخ.
وحاضر خلال سنوات في الجامعة الأميركية في بيروت وجامعات أخرى في الخارج بينها السوربون بين العامين 1979 و1981.
وضع عددا من الكتب والدراسات في مجالات القانون الدولي والدستوري والانتخابي والإسلامي، إضافة إلى دراسات حول المنظمات الدولية والشؤون الدولية.
يتحدّث الإنكليزية والفرنسية بطلاقة، وهو والد لشابين. متزوج من سحر بعاصيري التي كانت صحافية وشغلت سابقا منصب سفيرة لبنان لدى منظمة اليونسكو.
وسلام هو ابن شقيق صائب سلام الذي ترأس حكومات عدة بين الأعوام 1952 و1973. وترأس ابن عمه تمام سلام الحكومة بين العامين 2014 و2016.
الصالح نيوز :
مسيرة رئيس الحكومة الجديد ترفع سقف آمال اللبنانيين
الصالح نيوز :
مسيرة رئيس الحكومة الجديد ترفع سقف آمال اللبنانيين
#مسيرة #رئيس #الحكومة #الجديد #ترفع #سقف #آمال #اللبنانيين