موسكو – ينتظر أن توقع روسيا وإيران معاهدة شراكة استراتيجية شاملة يوم الجمعة المقبل، خلال زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو وذلك تتويجا لتنامي التعاون بين البلدين اللذين يخضعان لعقوبات غربية ويتقاسمان رغبة في كسر طوق عزلتهما الدولية. 

وقد عزّزت موسكو وطهران تعاونهما العسكري والسياسي في خضمّ الغزو الروسي لأوكرانيا والحروب في الشرق الأوسط، الأمر الذي يثير مخاوف الغرب.

وقال الكرملين “في 17يناير/كانون الثاني، سيجري فلاديمير بوتين محادثات مع رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان الذي سيقوم بزيارة رسمية لروسيا”، مضيفا أن الزعيمين “سيوقعان معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة” بين البلدين.

وبالإضافة إلى توقيع الاتفاق، يعتزم الرئيسان مناقشة “الآفاق المستقبلية للتعاون الثنائي، بما في ذلك في مجالات التجارة والاستثمار والنقل واللوجستية والعمل الإنساني، فضلا عن مواضيع محدّدة على الأجندة الإقليمية والدولية”، بحسب الكرملين.

وتخضع كلّ من روسيا وإيران لعقوبات غربية شديدة تقوّض قطاع الطاقة الحيوي لكليهما. وتكثف موسكو جهودها للخروج من عزلتها الدولية المفروضة عليها منذ بدأت هجومها العسكري على أوكرانيا في العام 2022، بينما تئن طهران تحت وطأة عقوبات غربية أنهكت اقتصادها وفاقمت أزماتها الاقتصادية والمالية، في وقت تزداد فيه الأوضاع المعيشية لفئات واسعة من الإيرانيين تدهورا بسبب ارتفاع التضخم إلى مستويات قاسية وانهيارات متتالية لسعر صرف العملة. 

وقد أبرم بوتين معاهدة مماثلة مع كوريا الشمالية العام الماضي، موطّدا تحالفه مع بيونغ يانغ. ويلتزم الطرفان بموجب هذا الاتفاق بتوفير مساعدة عسكرية فورية في حال تعرضّ أيّ منهما لهجوم أو غزو.

وقد أرسلت كوريا الشمالية آلاف الجنود للتصدّي للقوّات الأوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، قُتل أو جُرح منهم المئات، وفق الاستخبارات الغربية والأوكرانية والكورية الجنوبية.

وتتّهم الدول الغربية وأوكرانيا كوريا الشمالية أيضا بإرسال الملايين من الذخائر المدفعية ومكوّنات الصواريخ إلى روسيا.

وخلال قمّة مجموعة دول “بريكس” في مدينة كازان الروسية العام الماضي، قال بوتين لبزشكيان إنه يثمّن غاليا “الروابط الودّية والبنّاءة حقّا” بين روسيا وإيران.

وزوّدت إيران روسيا بمسيّرات “شاهد” الانتحارية التي تستخدمها موسكو لقصف أوكرانيا ليلا، بحسب مصادر أوكرانية وغربية.

ويزور بزشكيان موسكو قبل أيّام قليلة من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وقد أعرب الرئيس الأميركي المنتخب عن نيّته إنهاء النزاعات في أوكرانيا والشرق الأوسط على وجه السرعة.

كما تأتي زيارة الرئيس الإيراني بعد حوالي شهر من إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد الذي كانت موسكو وطهران أكبر داعمتين له.