أبوظبي – أكد رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد دعم الإمارات لكل ما يضمن أمن لبنان واستقراره، واتفق في اتصال هاتفي مع رئيس لبنان جوزيف عون على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة فتح سفارة الإمارات في بيروت، في خطو تشير إلى اتجاه العلاقات بين البلدين إلى مزيد من التحسن.

ويشكّل انتخاب عون اختبارا لإعادة العلاقات مع دول الخليج والتي رغم شهدت مطبات عديدة بسبب هيمنة حزب الله على البلاد وارتهانه لإيران، ما أدى إّلى فراغ رئاسي لمدة 26 شهراً.
 واليوم الفرصة مواتية لإرساء قواعد لطالما حكمت علاقة لبنان مع دول الرعاية للبنان لاسيما الإمارات  يقوم على بناء الدولة وسيادتها وتطبيق القرارات الدولية والتصدّي للفساد، تمهيداً لاستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي بلبنان وترجمتها إلى اهتمام على صعيد إعادة الإعمار ومحو آثار عقود من فرض حزب الله مصالحه على مصالح الدولة وابتعاده عن المصلحة العربية وأمن دول الخليج العربي، لصالح إيران.

وأعرب الشيخ محمد بن زايد، عن تطلُّعه للعمل المشترك مع القيادة اللبنانية لتحقيق مصالح البلدين وشعبيهما، والمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية.

وانتخب مجلس النواب اللبناني، في جلسته الثانية الخميس الماضي، قائد الجيش جوزيف عون رئيسا جديدا للبلاد، بعد حصوله على 99 صوتا من أصل 128 صوتا، ما ينهي شغورا رئاسيا استمر لأكثر من عامين.

وأعرب الرئيس اللبناني عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد على تهنئته بمناسبة انتخابه رئيساً للبنان، وعلى مشاعره الطيبة تجاه بلاده وشعبها، مؤكداً حرصه على مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، ومشِيداً بدور أبوظبي الداعم لبيروت في مختلف المجالات.

وشهد الاتصال بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين الإمارات ولبنان، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتبادل وجهات النظر بشأنها.

ويرى محللون أن اختيار قائد الجيش رئيسا للبلاد يعكس رغبة عربية – دولية في ألا يكون الرئيس أسير لمعركةِ اصطفافات سياسية، إنما قائدا وطنيا وخيارا واقعياً نتاجَ التوازنات الجديدة الاقليمية.

وكانت الإمارات عبرت عن قلقها الشديد من التصعيد في لبنان في الأشهر الأخيرة ومن تداعيات انزلاق الأوضاع الخطيرة وتأثيرها على الاستقرار في المنطقة، وأطلقت حملة إغاثة وطنية لدعم لبنان وشعبه في ظل التصعيد الميداني باسم “الإمارات معك يا لبنان”.

وأرسلت أبوظبي نحو 21 طائرة دعماً للبنانيين في ظل الظروف الحرجة التي يمرون بها (3 منها إلى سوريا)، بالإضافة إلى باخرتين حملتا 5 آلاف طن من المساعدات الإغاثية المتنوعة.

كما أكدت على وقوفها ومساندتها للشعب اللبناني الشقيق في مواجهة التحديات، وعلى موقفها الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، ودعت المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لوقف تصاعد القتال لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية.

وكانت الامارات فرضت حظراً على منح تأشيرات دخول للمواطنين اللبنانيين ومن ثم رفعته وفي يونيو/حزيران 2023 مع وضع قيود مشددة لناحية قبول الطلبات التي تقتصر على فئات محددة.

وأواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2021 أعلنت الإمارات، سحب دبلوماسييها من لبنان ومنع مواطنيها من السفر إليه دعما للسعودية، في ظل ما اعتبرته “نهجا غير مقبول” من مسؤولين لبنانيين تجاه الرياض، وذلك بعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي حول حرب اليمن والتي اعتبرتها مسيئة ومتحيزة.