القدس – قالت مصادر أجنبية، الجمعة، لقناة “كان”، التابعة لهيئة البث العبرية الرسمية، إنّ إسرائيل وافقت على التقدم في المفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية بغزة، بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى، بعد تلقيها رسالة إيجابية من قطر.

ونقلت قناة “كان” عن مصادر أجنبية مطلعة لم تسمّها، قولها إنّ “تل أبيب وافقت على التقدم في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى، بهدف ضمان استمرارية العملية حتى إطلاق سراح جميع الأسرى”.

وأضافت المصادر للقناة العبرية “قطر بدورها، نقلت رسالة إيجابية لإسرائيل تتعلق بنوايا حماس بشأن التقدم في المفاوضات حول صفقة الأسرى”.

ووفق المصادر، “تضمنت الرسالة قائمة بالأسرى ونقاط الخلاف بين الجانبين”.

ووفق قناة “كان”، أكد مسؤولون أميركيون -لم تسمهم- أن الصفقة المطروحة تمثل “أفضل عرض ستراه حماس”، لكن العقبة الرئيسية تتمثل في “غياب ضمانات تربط بين المرحلتين”.

ورغم أنّ معالم المرحلتين الأولى والثانية من الصفقة المحتملة لا تزال غير معلنة، إلا أنّ وسائل إعلام عبرية من بينها هيئة البث الرسمية تقول إنّ المرحلة الأولى تتضمن الإفراج عن كبار السن والمرضى، فيما المرحلة الثانية تتضمن الإفراج عن عسكريين.

وقال موقع “أكسيوس”، إن ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وصل الجمعة إلى الدوحة لمتابعة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي بحث مع مستشار الأمن القومي بإدارة ترامب المفاوضات بشأن غزة.

وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد إسرائيل إلى سيناريو فشل المفاوضات التي تقودها حاليا الولايات المتحدة وقطر ومصر.

 فقد طالب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة قيادة الجيش بتقديم خطة “لهزيمة حماس” في قطاع غزة، إذا فشلت جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بحلول تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، منصبه في 20 يناير الجاري.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد حدد 3 أهداف لحربه على القطاع: القضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وتحقيق الأمن المطلق لتل أبيب.

والثلاثاء، قال مهندس “خطة الجنرالات” الإسرائيلية، رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق غيورا إيلاند، إن الضغط العسكري “نجح جزئيا في إضعاف القوة العسكرية لحماس، لكنه لم يكن كافيا لتحقيق الهدفين الرئيسيين: تحرير الأسرى وإنهاء حماس”.

ويأتي ذلك وسط تواصل الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، مع استمرار الاتهامات التي توجهها المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين لنتنياهو بعرقلة أي اتفاق مرتقب، للحفاظ على منصبه.

والسبت، كشفت القناة “12” العبرية الخاصة أن تل أبيب تدرس تخفيض المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير مع بداية ولاية ترامب.

ونقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمّه قوله “نشك في أن تكون كمية المساعدات التي يتم إدخالها إلى قطاع غزة اليوم، مماثلة لتلك التي ستدخل في عهد إدارة ترامب”.

وذكر المسؤول الإسرائيلي أن المساعدات تذهب إلى حماس ما يساعدها في استعادة قوتها والبقاء في السلطة.

وخلال الأشهر الأخيرة، استفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة، لا سيما في محافظة الشمال، وسط تحذيرات دولية وأممية من مخاطر ذلك على حياة النازحين.

وأعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الأسبوع الماضي، أنه بعد تنصيب ترامب، ستقلص إسرائيل المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة إلى “الحد الأدنى المطلوب بموجب القانون الدولي”.

ويدعم سموتريتش سيطرة مدنية إسرائيلية في قطاع غزة، وإدارة توزيع المساعدات الإنسانية، ويعتقد أن ذلك هو الطريق الوحيد لإعادة المحتجزين.

وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت الحرب نحو مليونين من مواطني القطاع البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد من الغذاء والماء والدواء.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيلية حربا على غزة خلفت أكثر من 155 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.