طهران – تولي طهران أهمية لزيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في ظل وجود ملفات ثقيلة سياسية واقتصادية تهم البلدين وعلى رأسها نزع سلاح الفصائل العراقية، وإعادة الحوار بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عراقية لحلحلة بعض الملفات التي تتعلق بالبرنامج النووي.

ويعتبر ملف الفصائل العراقية الموالية لطهران أبرز القضايا التي سيتم بحثها وذكرت مصادر مطلعة أن هناك خلافات بين السوداني والقيادة الإيرانية حول هذا الموضوع. فرئيس الحكومة العراقية يريد حل هذه الفصائل وبالتحديد حزب الله العراقي وحركة النجباء وسيد الشهداء وأولياء الله الأوفياء ونزع أسلحتها وهي الفصائل المنضوية تحت مسمى تنسيقية المقاومة الإسلامية العراقية وجعل هذه الفصائل سياسية حصراً.

وأضافت المصادر أن السوداني يرى أن هذه الخطوة ضرورية لاحتواء سياسات متشددة قد يلجأ إليها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تجاه بغداد بسبب ولاء هذه الفصائل لإيران وتنفيذها لأوامرها في العراق، كما أن رئيس الحكومة العراقية يعارض دمج هذه الفصائل بالقوات المسلحة العراقية.

في المقابل تريد القيادة الإيرانية بقاء هذه الفصائل كما هي مسلحة مع ضمان إيراني بأن تلتزم الهدوء في الوقت الراهن وتتوقف عن شن هجمات ضد القوات الأميركية وإسرائيل.

وتأتي الزيارة بعد شهر واحد من سقوط نظام بشار الأسد وما رافقه من مخاوف في العراق وإيران من تأثيراته إضافة إلى قلق حيال القيادة السورية الجديدة والحاكم الجديد أحمد الشرع.

وتحدث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأربعاء، عن وجود هواجس مشتركة مع العراق بشأن التطورات المتسارعة في سوريا، فيما أشار إلى أن احتمالية إعادة تفعيل الخلايا الإرهابية يشكل قلقا لطهران وبغداد.

وقال بزشكيان، في مؤتمر مشترك مع السوداني في طهران إن “اللقاء مع رئيس الوزراء العراقي بحث التطورات في المنطقة والمفاوضات الثنائية كانت جيدة”، مشيراً إلى أن “العراق يمر بفترة جيدة من الاستقرار والتنمية وطهران تأمل استمرارها”.

وبشأن المباحثات الثنائية، أشار بزشكيان، إلى أن “اللقاء تطرق أيضاً إلى التعاون الاقتصادي والتجاري مع العراق، فضلاً عن التأكيد على أهمية تسريع العمل في إنجاز خط الشلامجة السككي”.

وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للسوداني، أنه جرى خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية، وأهمية استمرار جهود التعاون المشترك في إطار الاتفاقات والتفاهمات الثنائية وتطوير الشراكة البناءة، بما يعزز مصالح البلدين الجارين.

وأضاف البيان، أن اللقاء شهد مناقشة التعاون والتنسيق في المواقف بين البلدين بشأن تطورات الأحداث في المنطقة، ولاسيما الأوضاع في سوريا وضرورة العمل المشترك لإرساء الأمن والاستقرار فيها والحفاظ على وحدة أراضيها.

ورافق السوداني وفد حكومي لإجراء المباحثات الثنائية الموسعة التي عقدت في طهران، حيث تناولت مجالات التعاون والشراكة بين البلدين على مختلف الصعد والمجالات.

وقال السوداني، أن “الأيام المقبلة ستشهد عقد اجتماعات على مستوى الوزراء بين البلدين لبحث تعزيز العلاقات المشتركة بين بغداد وطهران”، مؤكداً في الوقت نفسه “متابعة المشاريع المشتركة مع إيران خصوصاً قطاعي السكك والسكن”.

وعن التطورات في سوريا، أشار السوداني إلى أن “استقرار سوريا مفتاح لاستقرار المنطقة، وبغداد تحترم إرادة الشعب السوري وتدعم أي إطار سياسي يختاره بنفسه”، داعياً في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى “حل سياسي شامل في سوريا، وعزم بغداد عقد مؤتمر دولي من أجل استقرار المنطقة”.

وبشأن أوضاع غزة، أكد السوداني أن “موقف العراق ثابت في إدانة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني خصوصاً وأن الانتهاكات الصهيونية تهدد السلم والأمن الإقليميين”، مضيفاً أن “السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة هو وقف الحرب الصهيونية في غزة”.

وكان في استقبال رئيس مجلس الوزراء العراقي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان، وشهدت المراسم عزف النشيدين الوطنيين للعراق وإيران، واستعراض حرس الشرف.

وبعدها اجتمع السوداني مع بزشكيان في قصر سعد آباد بطهران التي وصلها في وقت سابق من صباح اليوم.

وكان السوداني قد أجرى زيارات عديدة إلى دول المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد، منها الأردن والسعودية، حيث ناقش مع قادة هذه الدول قضايا أمنية.