التخطي إلى المحتوى

فلورنتينو بيريز يسعى لوضع اللمسة الأخيرة على مشروعه الأكبر والأهم الذي يطمح أن يكون علامة فارقة في تاريخ النادي. هذا المشروع الضخم يتمثل في تجديد ملعب “سانتياغو برنابيو” وتحويله إلى مركز اقتصادي متكامل يضمن للنادي دخل مستمر لا حدود له، فالملعب الجديد مع موقف السيارات المحيط به والمرافق المتعددة التي يحتوي عليها يعتبر حجر الزاوية في خطط بيريز طويلة العمر، ولكن بالرغم من الطموحات الكبيرة يبدو أن المشروع يواجه تحديات غير متوقعة، بعد أن تعرض لضربتين قويتين هزتا مسار التقدم نحو تحقيق هذا الحلم.

تفاصيل شكوى جيران استاد برنابيو 

تعتبر الشكاوى المتكررة من جيران “سانتياغو برنابيو” أول العوائق الكبيرة التي بدأت تظهر نفسها في وجه هذا المشروع الطموح، فالأصوات المتعالية من الحفلات الغنائية والأنشطة الترفيهية التي تستضيفها الملاعب لم تلقَ ترحيبًا من السكان القاطنين بالقرب من الاستاد، كما بدأت الأصوات تتعالى أكثر فأكثر، حيث قدم العديد من الجيران شكاوى رسمية يعبرون فيها عن استيائهم من الضجيج الذي يتجاوز الحدود المقبولة، مؤكدين أن الأصوات العالية باتت تشكل مصدر إزعاج دائم في حياتهم اليومية.

 

هذه الشكاوى لم تهمل بل أخذتها السلطات بعين الاعتبار، فالأمر الذي أجبر ريال مدريد على اتخاذ قرار جريء بتأجيل جميع الأنشطة الغنائية، على الأقل حتى شهر أبريل المقبل، و هذه الخطوة وإن كانت ضرورية لتهدئة الأوضاع، إلا أنها شكّلت ضربة قوية للمشروع،  فبيريز كان يراهن على العروض الترفيهية كمصدر إضافي كبير للدخل، وكان يُنتظر من هذه الأنشطة أن تحقق أرباحًا ضخمة للنادي، إلا أن هذا التأجيل غير المتوقع أثار القلق حول ما إذا كانت هذه الفعاليات ستتمكن من العودة في موعدها المحدد أم ستظل مُعطلة إلى أجل غير مسمى.

تفاصيل إيقاف الحفلات الغنائية في الاستاد 

الضربة الثانية التي تلقاها مشروع بيريز جاءت من مشكلة أكثر تعقيدًا تتعلق بعزل الصوت في ملعب “سانتياغو برنابيو”. فالتقارير الإعلامية أشارت إلى أن العزل الصوتي للاستاد الجديد لا يرقى للمستوى المطلوب، حيث تتسبب الفعاليات التي تقام في الملعب سواء كانت رياضية أو ترفيهية، في صدور ضجيج مرتفع لا يمكن التحكم فيه بسهولة، وهذا الوضع يضع النادي في مأزق قانوني، حيث توجد لوائح صارمة فيما يتعلق بمستوى الضوضاء المسموح به في المناطق السكنية المحيطة.

 

أصبح من غير الواضح ما إذا كان النادي سيستطيع معالجة هذه المشكلة في الوقت المناسب، إذ أن التعديلات اللازمة لتحسين العزل الصوتي قد تتطلب استثمارات جديدة وربما تعطل المشروع لفترة أطول مما كان متوقعًا، ويبدو أن النادي يواجه ضغوطًا كبيرة لإيجاد حل جذري لهذه المسألة قبل استئناف الأنشطة المقررة في الملعب.