واشنطن – يتوقع ان تعطي إدارة الغذاء والدواء الأميركية الضوء الأخضر قريبا لعلاج علاج مناعي ثوري ضد سرطان المستقيم أظهر فعالية بنسبة 100 بالمئة خلال التجارب السريرية.

وحظي دواء “دوستارليما”  بتصنيف “العلاج الثوري”، حيث تمكن من القضاء على أورام المستقيم دون الحاجة إلى الجراحة أو العلاج الكيميائي الإشعاعي، مما يُفترض أن يُسهم في تسريع عملية طرحه في الأسواق.

سرطان المستقيم (أو أدينوكارسينوما المستقيم) يُعد من بين مجموعة سرطانات القولون والمستقيم، وهو ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا على مستوى العالم. حوالي 5 إلى 10 بالمئة من سرطانات المستقيم تُعرف بـ”التقدم الموضعي مع نقص إصلاح التوافق” (dMMR/MSI-H) نتيجة وجود طفرات جينية تؤثر على إصلاح الحمض النووي أثناء عملية التكاثر الخلوي.

ويُعد نقص إصلاح التوافق مؤشرًا حيويًا ممتازًا للتنبؤ باستجابة العلاج المناعي. هذا المؤشر يتواجد أيضًا في أورام أخرى بالجهاز الهضمي، وأورام بطانة الرحم، وغيرها من الأورام الصلبة.

عادةً، يتم علاج dMMR/MSI-H بمزيج من العلاج الكيميائي والإشعاعي، يليه تدخل جراحي. المستشفيات تقدم عادة علاجًا كيميائيًا ابتدائيًا (للتخلص من أكبر عدد ممكن من الخلايا السرطانية) باستخدام الفلوروبيريميدين مع الأوكزالوبلاتين، يليه مرحلة من العلاج الكيميائي الإشعاعي ثم الجراحة. لكن على الرغم من النتائج الإيجابية الأولية، يموت حوالي ثلث المرضى نتيجة انتشار النقائل خلال السنوات التي تلي العلاج.

بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الجراحة وسُمِّية العلاج الكيميائي الإشعاعي سلبًا على جودة حياة المرضى على المدى الطويل، مما يؤدي إلى مشاكل معوية وبولية، وسرطانات ثانوية، والعقم. كما أن استئصال المستقيم يتطلب عادةً كولوستومي دائم (إزالة المستقيم وغلق فتحة الشرج تمامًا بالخياطة).

تم تطوير “دوستارليما” بواسطة شركة “غلاكسو سميث كلاين (GSK)” البريطانية للأدوية، وهو يُسوَّق تحت اسم “جمبرلي”.

وتيح الدواء تفادي هذه التعقيدات بفضل استخدامه بمفرده دون جراحة أو علاج كيميائي إشعاعي. بعد حصوله على إجراءات “المسار السريع” العام الماضي (لتسريع الموافقة على التجارب السريرية)، حصل الدواء الآن على تصنيف “العلاج الثوري” من وكالة الدواء الاميركية0

قال هشام عبد الله، نائب الرئيس الأول ورئيس قسم البحث والتطوير في علم الأورام لدى الشركة المصنعة للدواء : “التصنيف اليوم، الذي يستند إلى نسبة استجابة سريرية كاملة غير مسبوقة بلغت 100 بالمئة، يدعم مسارا يهدف إلى تغيير نهج العلاج للمرضى المصابين بسرطان المستقيم الموضعي المتقدم، الذين يواجهون آثارًا سلبية طويلة المدى على جودة حياتهم”.

دوستارليما هو جسم مضاد وحيد النسيلة يعمل على منع مستقبلات موت الخلايا المبرمج 1 (PD-1)، التي تلعب دورًا أساسيًا في تثبيط الاستجابات المناعية عن طريق تعديل نشاط الخلايا التائية وتفعيل موتها المبرمج.

في التجارب الأخيرة، تم إعطاء العلاج كل 3 أسابيع لمدة 6 أشهر لـ42 مريضًا يعانون من dMMR/MSI-H في المرحلة الثانية والثالثة، في مركز Memorial Sloan Kettering للسرطان. المرضى الذين أظهروا استجابة سريرية كاملة (100%) استمروا في العلاج دون الحاجة إلى علاج كيميائي إشعاعي أو جراحة. وكانت نسبة الاستجابة الكاملة تعني القضاء التام على الورم كما هو مُقيَّم بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي، والتنظير، والفحص الرقمي للمستقيم، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، مع غياب أي انتكاسات لمدة 12 شهرًا بعد انتهاء العلاج.

وفقًا للنتائج المنشورة في “New England Journal of Medicine”، حقق جميع المرضى استجابة سريرية كاملة ولم تُسجل أي انتكاسة خلال فترة متابعة تراوحت بين 6 و25 شهرًا.

سبقت هذه التجارب تجربة أخرى شملت 24 مريضًا وأظهرت نتائج مماثلة. قالت أندريا سيرسيك، أخصائية الأورام في الجهاز الهضمي بالمركز ومؤلفة الدراسة الرئيسية: “هذا العلاج الجديد يبدو طويل الأمد”. وأضافت أن “معظم المشاركين لم يعانوا من السرطان لمدة لا تقل عن عام، والمشاركون الأوائل يتمتعون بصحة جيدة منذ أربع سنوات. وما زالت نسبة النجاح 100%”. الأعراض الجانبية خفيفة وعادةً ما تكون مُحتملة.

ودواء “دوستارليماب” غالي مثل باقي الأدوية المناعية، ويصل سعره في أميركا إلى أكثر من 10 آلاف دولار للجرعة الواحدة.