القاهرة – أثار انتشار لعبة الكترونية جديدة موجهة للأطفال قلق لدى العائلات المصرية  والمختصين، باعتبارها تجذب صغار السن إلى عالم المراهنة على المال تحت ستار الألعاب الترفيهية، إذ تتيح لهم كسب نقاط يمكن تحويلها الى أموال.

وتستهدف لعبة “بلينكو” الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 سنة، وتجذبهم بفضل المكافآت الترحيبية وإمكانية استخدام هواتف الوالدين لإجراء المراهنات.

ودفع انتشار هذه التطبيقات في مصر الى تحرك عدد من البرلمانيين الذين توجهوا بطلب الى رئيس الوزراء المصري ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشدّدين على ضرورة حظر منصات القمار الإلكتروني أو المراهنات التي باتت تُشكل تهديدا للسلم الاجتماعي.

وحذر عضو مجلس النواب المصري أيمن محسب من الانتشار الكبير لهذه التطبيقات بين الشباب والتي تعمل بشكل غير قانوني، بسبب السعي نحو تحقيق الثراء السريع، مع تجاهل المخاطر التي تهدد الأمن المعلوماتي والأمن الشخصي للمستخدمين، الأمر الذي يهدد سلامة عدد هام من الشباب”.

وأضاف محسب في تصريحات لوسائل الاعلام المحلية أن مواقع المراهنات الإلكترونية أصبحت قنبلة موقوتة، خاصة مع غياب الوعي والتوعية ما تسبب في إدمان عدد كبير من الشباب لهذه المواقع، ودفعت البعض منهم للانتحار أو ارتكاب الجرائم، كان آخرها إقدام شاب على إنهاء حياة جدته في منطقة الخليفة بالقاهرة للاستيلاء على أموالها واستخدامها في أحد تطبيقات المراهنة، الأمر الذي بات يهدد السلم الاجتماعي.

ومن الناحية القانونية، تؤكد المحامية وعضو مجلس الشباب المصري سهام مجدي على إمكانية حجب هذه التطبيقات في مصر لحماية الأطفال، مشيرة إلى أن القانون يُجرم تهيئة أماكن للقمار بالغرامة والحبس، وفق موقع أخبار شمال افريقيا.

وحسب المصدر ذاته حذر الخبير التقني في مجال الأمن السيبراني أحمد عبدالفتاح من خطورة هذه اللعبة التي تتجاوز القيود العمرية وتغري الأطفال بالمال السهل، مشيرا الى أن تطبيق “بلينكو” يمكن أن تجر صغار السن نحو إمكانية الإدمان على هذه السلوكيات.

وأوضحت الأخصائية النفسية نسمة حسن أن هذه الألعاب تدفع الأطفال نحو “مصير مظلم دون وعي منهم، مؤكدة على الخطر الذي تمثله على نموهم العقلي والأخلاقي.

وفي أواخر شهر سبتمبر/أيلول، أعلنت السلطات المصرية عن حجب تطبيق “xbet 1″، فيما يتم العمل على وضع قوانين لمواقع التواصل الاجتماعي بهدف حماية بيانات المواطنين بشكل كبير، ومن أهمها قانون تقنية المعلومات.

وكان الأزهر الشريف قد أصدر في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2024 فتوى تقضي بتحريم لعبة الطائرة “Aviator” المثيرة للجدل على الإنترنت ومنصات الألعاب الإلكترونية القائمة على الحظ.

وعبر منشور له على حسابه على فايسبوك، أكد أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر عباس شومان أن “تلك اللعبة وألعاب المراهنات بشكل عام تمثل نوعا من أنواع المقامرة التي حرمها الله عز وجل وبالتالي يأثم لاعبها والمقهى الذي يمكن اللاعبين من ممارستها على أجهزته”.

وتستخدم بعض الألعاب الإلكترونية آليات مثل “صناديق الغنائم” التي تطلب من اللاعبين دفع أموال حقيقية مقابل فرصة عشوائية للحصول على عناصر داخل اللعبة، حيث تُشجّع الأطفال على الإنفاق دون ضمان النتائج، ما يزيد خطر الإدمان ويؤثر على صحتهم النفسية ووعيهم بالمخاطر المالية.