الرياض – أعلنت المملكة العربية السعودية الأحد استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابول بعد أكثر من ثلاث سنوات على سحب دبلوماسييها من هذا البلد في خضم فوضى رافقت وصول حركة طالبان للحكم.
وجاء في بيان لسفارة المملكة في كابول على منصة اكس أنّه “انطلاقا من حرص حكومة المملكة العربية السعودية على تقديم كافة الخدمات للشعب الأفغاني الشقيق، تقرر استئناف بعثة المملكة العربية السعودية في كابل لأعمالها اعتبارا من تاريخ 22/12/2024”. ولم تتحدث الخارجية السعودية بخصوص مستوى التمثيل السعودي في كابول.

ومن شأن هذا القرار أن يفسح المجال لإمكانية عقد اتفاقيات اقتصادية بين البلدين ويفتح الباب كذلك لاستثمارات سعودية هامة حيث تحتاج أفغانستان التي تعاني من أزمة اقتصادية لمثل هذا التعاون.
وكانت السعودية أعلنت في 15 أغسطس/آب 2021 سحبت دبلوماسييها من كابول بسبب “الأوضاع غير المستقرة” التي رافقت سيطرة حركة طالبان على الحكم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أعلنت المملكة استئناف الخدمات القنصلية في كابول “لتقديم كافة الخدمات القنصلية للشعب الأفغاني الشقيق”.
وخلال السنوات القليلة الماضية، قدّم مركز الملك سلمان الحكومي للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات إنسانية متنوعة في أرجاء افغانستان. ودخلت هيئة كبار العلماء السعودية في خلاف مع الحركة الأفغانية ودعتها للتخلي عن قرار منع دخول النساء الى الجامعات الأفغانية.
ولا تزال الرياض حذرة في التعامل مع طالبان التي ارتبطت في السابق بعلاقات وطيدة مع زعيم تنظيم القاعدة السعودي أسامة بن لادن الذي قتل في غارة أميركية.
وفي المقابل تشير الكثير من المعطيات ان الرياض تريد الحصول على دور جديد لها في أفغانستان حيث يتوقع أن تلجأ لباكستان في هذا الجانب بعد أن لعبت قطر دورا هاما في عملية السلام وباتت للاعبا هاما على الساحة الأفغانية حيث كان يمكن للرياض أن تلعب ذلك الدور.
وكان موقع “انتلجنس اونلاين” كشف قبل سنوات أن ولي العهد السعودي كلفرئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل باستئناف الاتصالات مع قادة طالبان.
وكان للفيصل تجربة فريدة في التعامل مع الحركة الأفغانية قبل اكثر من عقدين ويعرف طريقة تفكيرهم.
ولم تعترف أغلب الدول رسميا بحكومة طالبان منذ عودتها إلى الحكم عقب الانسحاب الأميركي من أفغانستان في أغسطس/آب 2021، لكنها تنظر إليها باعتبارها السلطة الحاكمة بحكم الأمر الواقع.
وكانت السعودية من بين ثلاث دول اعترفت بنظام طالبان خلال فترة حكمها الأولى بين 1996 و2001، إلى جانب الإمارات وباكستان.