بغداد – أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الأحد، عن توقيع مذكرتي تفاهم سياسيتين مع العراق، بينما يجري العمل على تفعيل مذكرات التفاهم بين البلدين وتوسيع آفاق الشراكة الاقتصادية، ومساعي لإلغاء تأشيرة الدخول.

ويسعى البلدان اللذان تربطهما علاقات تعاون وثيقة، للعمل على استثمار  فرص التعاون في السياحة والطاقة، وتشجيع القطاع الخاص والمجال المالي والمصرفي، بدعم التواصل بين مختلف الشركات المعنية بهذه الشراكة والتعاون الحاضر والمستقبلي.

وقال البوسعيدي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد “عكست اجتماعات اللجنة عمق التلاقي الأخوي والثقافي الذي يربط البلدين، والإدارة القوية المشتركة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات الحيوية الواعدة، وخاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمار في تسهيل خطوط النقل.

وأضاف “نحن نتطلع عاليا لمشاركة ناجحة للجانب عماني في معرض بغداد الدولي التجاري في شهر فبراير/شباط من العام المقبل”.

واتفق الطرفان على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، بالإضافة إلى تسهيل التبادل الأكاديمي والعلمي بين البلدين. كما تم التأكيد على أهمية التعاون في مجال الطاقة والبيئة، بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة لكلا البلدين.

وقال فؤاد حسين خلال المؤتمر، إن العراق وقع عددا من مذكرات التفاهم مع الجانب العماني، مستطردا “لدينا عمل مشترك لإلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين”.

وأعرب عن سعادته إزاء توقيع مذكرتي تفاهم بين البلدين في مجالات المشاورات السياسية والتدريب الدبلوماسي، مردفا “اتطلع كثيرا إلى قيام البلدين لإبرام عدد آخر من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون في المرحلة المقبلة، وكلها لا شك في تقصير وتسهيل ودعم التعاون الثنائي وتعزيزه في المجالات كافة”.

وبما يتعلق في مستجدات الأوضاع في المنطقة، قال وزير الخارجية العراقية “نتمنى العملية السياسية في سوريا شاملة وتؤدي الى استقرار البلاد”.

وكان البوسعيدي قد وصل إلى العراق السبت، في زيارة رسمية غير معلنة المدة، والتقى خلالها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وسلمه دعوة من سلطان عمان هيثم بن طارق، لزيارة السلطنة.

وصرح “أكدنا على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات وتعزيز الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة، وهذا بطبيعة الحال ينسجم مع سياسة الحوار والسلام والتعاون والوئام التي تتبناها كل من سلطنة عمان وجمهورية العراق”.

وانعقدت أعمال اللجنة المشتركة العراقية العُمانية دورتها التاسعة، صباح الأحد، في مبنى وزارة الخارجية ببغداد.

وترأس الجانب العراقي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين، بينما ترأس الجانب العُماني وزير الخارجية في سلطنة عمان بدر البوسعيدي.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان إن حسين استهل الاجتماع بالإشادة بالعلاقات التاريخية والوثيقة التي تجمع العراق وسلطنة عمان، مؤكداً أهمية تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

وشدد الوزيران على أهمية استمرار انتظام اجتماعاتها كمنصة رئيسية لتعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

واختتم الاجتماع بالتأكيد على ضرورة تنفيذ التوصيات التي صدرت عن اللجنة، مع مواصلة العمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعبين العراقي والعُماني، وفقا للخارجية العراقية.

تحظى العلاقات بين عُمان والعراق باهتمام كبير من البلدين، وتميزت بالقوة والاستمرارية على مدى سنوات طويلة بفضل الروابط الاجتماعية والاقتصادية والفكرية الواسعة. رغم أنها قد شهدت قطيعة تامة بعد الغزو العراقي للكويت، واستمرت حتى بعد عام 2003، إلا أن منتصف عام 2019 شهد حراكاً واسعاً من مسؤولي البلدين، توج بإعلان تبادل السفراء.

وساهمت الدبلوماسية العمانية بالإضافة إلى نظيرتها العراقية، في التوقيع على الاتفاق السعودي الإيراني الخاص باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، حيث حققت الوساطة العمانية التي تستخدم العديد من المسارات لتعزيز الاستقرار والسلام والأمن بالمنطقة، نجاحا كبيرا، حيث قامت مسقط بدور الوسيط في العديد من الملفات الساخنة في المنطقة انطلاقا من مبدأ الحوار وإعلاء المصالح المشتركة للشعوب.