واشنطن – في عصر يعتمد بشكل كبير على المحتوى الرقمي، أصبحت منصات مشاركة الفيديو ويوتيوب أحدها مجالا حيويا لنشر المعلومات والترفيه، لكن ظاهرة العناوين المضللة التي تهدف إلى جذب انتباه المشاهدين بطريقة غير نزيهة تتسبب في افساد تجربة المستخدمين وإضعاف الثقة بالمحتوى المنشور، وهو ما قررت المنصة المملوكة لغوغل شن الحرب عليه.

وكشفت يوتيوب عن سياسة جديدة تهدف إلى الحد من انتشار ظاهرة تُعرف بـ”الإغراء الزائف” أو Egregious Clickbait.  في  خطوة تأتي في إطار جهود المنصة لتحسين تجربة المستخدم وتعزيز مصداقية المحتوى.

العناوين المضللة هي تلك التي تُبالغ أو تُحرّف محتوى الفيديو بهدف جذب المزيد من النقرات. تتضمن هذه الممارسات وعودًا غير واقعية مثل “شاهد قبل الحذف!” أو “لن تصدق ما حدث!”، واستخدام صور مصغرة مثيرة للجدل ولكنها لا تعكس محتوى الفيديو، وإثارة فضول المشاهدين بدون تقديم قيمة حقيقية. تؤدي هذه الممارسات إلى خيبة أمل المشاهدين، مما ينعكس سلبًا على مصداقية صناع المحتوى ويوتيوب بشكل عام.

وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن يوتيوب، تستهدف السياسة الجديدة المحتوى الذي يتضمن عناوين أو صورًا مصغرة توحي بمعلومات أو أحداث لا يتم تناولها في الفيديو الفعلي.

 ومن الأمثلة التي ذكرتها المنصة: إذا كان عنوان الفيديو يشير إلى “استقالة الرئيس” في حين أن محتوى الفيديو لا يتناول هذا الموضوع مطلقًا، أو إذا تضمن العنوان عبارات مثل “أهم الأخبار السياسية” دون أي تغطية حقيقية للموضوع، فإن هذه الفيديوهات ستكون عرضة للإزالة.

تُركِّز هذه السياسة بشكل خاص على مقاطع الفيديو التي تتناول الأخبار والأحداث الجارية، حيث شهدت المنصة مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا في استخدام عناوين مضللة لجذب المشاهدات، مما أثر على مصداقية المحتوى بشكل عام.

وتُطوِّر يوتيوب خوارزميات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الفيديوهات، إذا تم اكتشاف أن فيديو معين يجذب نسبة نقرات مرتفعة مع مدة مشاهدة منخفضة بشكل ملحوظ، يتم تصنيف الفيديو كمحتوى مضلل.

في الحالات الحرجة، يُراجع فريق متخصص الفيديوهات المبلغ عنها للتأكد من مطابقتها للسياسات. إذا ثبت أنها مضللة، يتم اتخاذ إجراءات صارمة تشمل إزالة الفيديو وفرض قيود على القناة وتقليل ظهور الفيديوهات من نفس القناة في التوصيات.

ومن أجل منح صانعي المحتوى فرصة للتأقلم مع القواعد الجديدة، أكدت المصنة أنها ستبدأ بإزالة الفيديوهات المخالفة دون فرض عقوبات فورية على القنوات.

 تُخطط المنصة لتطبيق هذه السياسة تدريجيًا، بدءًا من الهند خلال الأشهر المقبلة، قبل أن تعممها عالميًا.

تُشجع يوتيوب صناع المحتوى على تقديم وصف دقيق لمحتواهم، مع التأكيد على أهمية العناوين والصور المصغرة التي تعكس جوهر الفيديو بصدق. تتضمن العقوبات التي تفرضها يوتيوب على القنوات التي تتكرر فيها المخالفات تقليل ترتيب الفيديوهات في نتائج البحث، تقليل فرص تحقيق الربح، وحظر القناة في الحالات الخطيرة. بالإضافة إلى ذلك، توفر يوتيوب موارد تعليمية لصناع المحتوى، تتضمن نصائح حول كيفية تحسين جودة العناوين والصور المصغرة دون اللجوء إلى التضليل، وتشمل هذه الموارد ورش عمل عبر الإنترنت ودلائل إرشادية.

تشدد المنصة المملوكة لغوغل على أن الهدف من هذه الخطوة هو تعزيز الأخلاقيات المهنية لدى صانعي المحتوى، خاصة مع تزايد الاعتماد على المنصة كمصدر دخل رئيسي للعديد من المبدعين. كما تهدف إلى إنشاء بيئة رقمية توفر للمستخدمين محتوى يعكس بدقة العناوين والصور المصغرة.

وتأمل يوتيوب من خلال هذه السياسات في تحسين تجربة المستخدم، استعادة الثقة بمحتوى المنصة، ودعم صانعي المحتوى في تقديم محتوى أصيل يلتزم بالمصداقية والاحترافية.