طهران – استأنفت شركة الخطوط الجوية الإيرانية اليوم الثلاثاء الرحلات بين مشهد في شمال شرق البلاد والدمام في السعودية بعد توقفها لتسع سنوات، في مؤشر على تحسن العلاقات بين البلدين بعد اتفاق تاريخي بوساطة صينية أنهى القطيعة الدبلوماسية بين القوتين الإقليميتين.

ويتيح استئناف الرحلات فرصة للأقلية الشيعية في السعودية لزيارة ضريح الإمام الرضا في مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران من حيث عدد السكان. والدمام هي عاصمة المنطقة الشرقية في المملكة، وهي منطقة ذات أقلية شيعية كبيرة.

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن “نائبا من السفارة الإيرانية وممثل الخطوط الجوية الإيرانية وممثلين من الهيئة العامة للطيران المدني السعودية رحبوا بالركاب القادمين إلى الدمام وأكدوا على ضرورة تسهيل حركة الأفراد بين البلدين”.

وتأتي الرحلة التي من المفترض تسييرها ذهابا وعودة مرتين في الأسبوع، بعد أن سافرت أول مجموعة من الزوار الإيرانيين إلى مكة في أبريل/نيسان لأداء مناسك العمرة بعد توقف تسع سنوات أيضا.

وفي مارس/آذار 2023، اتفقت الرياض وطهران على إعادة العلاقات بعد وساطة صينية، وهو ما أنهى خصومة استمرت لسنوات وهددت الاستقرار والأمن في منطقة الخليج وأسهمت في تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط من اليمن إلى سوريا.

وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام السفارة السعودية في طهران خلال نزاع بشأن إعدام الرياض لرجل دين شيعي.

وتبادلت القوتان المتنافستان العام الماضي زيارات على أعلى مستوى تباحث خلالها المسؤولون سبل تنفيذ الاتفاقية التي أعادت مياه العلاقات إلى مجاريها بما يشمل تعزيز التعاون الاقتصادي وتكثيف التنسيق بشأن القضايا المشتركة.

وأبدت الرياض مؤخرا استعدادها للاستثمار في إيران، داعية المستثمرين الإيرانيين إلى استكشاف الفرص والآفاق في السعودية.

وتعوّل إيران على التقارب مع السعودية لإنجاح مساعي المصالحة الخليجية، في وقت تسعى فيه للدخول في شراكات اقتصادية مع دول المنطقة واستقطاب الاستثمارات ضمن مساعيها لتنفيس أزمتها الخانقة التي أدت إلى تنامي الاحتقان الاجتماعي.