بيروت – توعد يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي اليوم الاثنين حزب الله برد “صارم” بعد أن نفذ ضربة استهدفت إحدى قرى الشمال، بينما قالت الجماعة اللبنانية إن الهجوم يأتي ردا على الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، فيما يشير هذا التطور إلى أن اتفاق الهدنة على حافة الانهيار.

واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله بانتهاك خطير للهدنة، مضيفا أن إسرائيل سترد بشدة.

وكشف مسؤولون إسرائيليون أن “مديريتي العمليات والاستخبارات في الجيش وضعتا خطة طوارئ للرد الحاسم على انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل حزب الله، وذلك بعد أن أطلقت الجماعة الإرهابية قذيفتي هاون على جبل دوف مساء الاثنين، وهو أول هجوم من نوعه منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأسبوع الماضي”، وفق موقع “واي نت” العبري.

وأعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، ووصفه بأنه “تحذير دفاعي”، متهما إسرائيل بارتكاب انتهاكات متعددة لوقف إطلاق النار، بما في ذلك الغارات والهجمات على المدنيين وانتهاك المجال الجوي اللبناني.
ودعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى توجيه ضربة تجعل حزب الله يفهم أن المعادلة تغيرت، بينما انتقدت المعارضة اتفاق وقف إطلاق النار، ووصفته بأنه “هش”، فيما أكد رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان أنه “فشل مفاهيمي”.

وقال في منشور على منصة “إكس” “كفى من الوهم، عندما تدرك الحكومة الإسرائيلية أنه لا يمكن عقد اتفاقيات مع الإرهابيين، حينها فقط ستتمكن دولة إسرائيل من استعادة الردع والأمن لمواطنيها”، مضيفا “يجب ألا ننتظر حتى يكلفنا هذا الأمر دماء”.

وقالت السلطات اللبنانية إن شخصين على الأقل قتلا اليوم الاثنين في ضربات إسرائيلية على جنوب لبنان في وقت يتسم فيه اتفاق الهدنة الذي أنهى أكثر من عام من الأعمال القتالية بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية بالهشاشة على نحو متزايد.

وينص الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني على ألا تنفذ إسرائيل عمليات عسكرية هجومية ضد أهداف مدنية أو عسكرية أو حكومية أخرى في لبنان الذي سيمنع بدوره أي جماعات مسلحة ومنها حزب الله من تنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

وتبادل لبنان وإسرائيل بالفعل الاتهامات بانتهاك الاتفاق، وقالت بيروت اليوم الاثنين إن الانتهاكات أصبحت تسفر عن سقوط قتلى.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن شخصا قتل في غارة جوية إسرائيلية على بلدة مرجعيون بجنوب لبنان على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.

وقالت المديرية العامة لأمن الدولة في لبنان إن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت أحد أفرادها أثناء تأديته لواجبه في النبطية، على بعد 12 كيلومترا من الحدود، مما أدى إلى مقتله. ووصفت الهجوم بأنه “خرق فاضح لاتفاقية الهدنة”.

وقال الجيش اللبناني إن طائرة إسرائيلية مسيرة استهدفت جرافة تابعة له في شمال شرق لبنان بالقرب من الحدود مع سوريا، مما أدى إلى إصابة جندي، بينما أقر الجيش الإسرائيلي بإصابة جندي لبناني في هجوم شنه وقال إن الواقعة قيد المراجعة.

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن لبنان سجل ما لا يقل عن 54 انتهاكا من جانب إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن.

وبري حليف لجماعة حزب الله وكان الوسيط الرئيسي الذي فوضته بيروت في محادثات الهدنة ودعا في بيان أصدره مكتبه اللجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار إلى بدء عملها بشكل عاجل وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية.

ونفى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر انتهاك إسرائيل للاتفاق، قائلا إن المشكلة تكمن في نقل حزب الله للأسلحة وعبوره لجنوب نهر الليطاني، بما يخالف اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال في بيان “إسرائيل ملتزمة بتنفيذ وقف إطلاق النار بما يحقق نجاحه، لكننا لن نقبل العودة إلى ما كان عليه الوضع في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2023. إذا حدثت انتهاكات، فإن إسرائيل ستنفذ الاتفاق”.

وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية “راديو كان” ووسائل إعلام عبرية أخرى اليوم الاثنين إن المبعوث الأميركي آموس هوكستين، الذي توسط في وقف إطلاق النار بعد جهود دبلوماسية مكثفة استمرت لأسابيع، حذر إسرائيل من الانتهاكات.