واشنطن – جذب تطبيق يحمل اسم “ساعة الموت” (Death Clock)، اهتمام المستخدمين كما اثار جدلا واسعا بسبب زعمه القدرة على التنبؤ بميعاد الموت بناء اعتمادا على الذكاء الاصطناعي.

والتطبيق اطلقه المطور بريت فرانسن ويتوقع تاريخ وفاة المستخدمين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بناءً على عاداتهم الحياتية، مع تقديم توصيات لتحسين جودة الحياة وإطالة العمر المتوقع.

ومنذ إطلاقه في يوليو/حزيران، تم تنزيل التطبيق أكثر من 125 ألف مرة، ولم يجذب التطبيق انتباه المهتمين بالصحة فحسب، بل والاقتصاديين والمخططين الماليين أيضًا.

ويعتمد التطبيق على قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على نتائج أكثر من 1200 دراسة شملت 53 مليون شخص.

 تركز هذه البيانات على عوامل مثل النظام الغذائي، جودة النوم، ومستويات التوتر، ما يجعل التقديرات أكثر دقة مقارنة بالأساليب التقليدية، وفقًا لتصريحات فرانسن لـبلومبرغ.

للاستفادة من التطبيق، يطلب من المستخدمين إدخال معلومات مثل العمر والجنس، العرق والتاريخ العائلي، الأمراض المزمنة والحالة النفسية.

بعد ذلك، يقدم التطبيق تقديرًا لتاريخ الوفاة المتوقع، مع توصيات لتحسين نمط الحياة بهدف إطالة العمر المتوقع. على سبيل المثال، قد يتوقع التطبيق وفاة أحد المستخدمين بعمر 90 عامًا، لكنه يشير إلى إمكانية زيادة هذا العمر إلى 103 سنوات من خلال تحسين العادات الصحية.

يوفر التطبيق خدماته مقابل اشتراك سنوي يبلغ 40 دولارًا. تشمل الخدمات نصائح يومية لتحسين الصحة وعرض عد تنازلي يوضح الوقت المتبقي حتى التاريخ المتوقع للوفاة.

وأثار “ساعة الموت'”نقاشًا واسعًا حول تأثيره في الصحة النفسية للمستخدمين. يرى البعض أن معرفة تاريخ وفاة محتمل قد تسبب القلق أو تؤثر سلبًا في الحالة النفسية. ومع ذلك، يشدد مطورو التطبيق على أن الهدف الرئيسي هو تعزيز الوعي بالصحة وتحفيز تحسين نمط الحياة.

تفاوتت الآراء حول التطبيق؛ فالبعض يعتبره أداة مبتكرة لتحفيز التحسين الشخصي، بينما يرى آخرون أنه قد يكون مصدرًا للآثار النفسية السلبية.

ابعد من مجرد أداة لإرضاء الفضول

ويمتد استخدام تطبيق “Death Clock” لما هو أبعد من إرضاء الفضول الشخصي بل إنه قد يصبح أداة مالية أيضًا، إذ أن متوسط العمر المتوقع يمثل عاملًا حسامًا في الحسابات المالية والاقتصادية، بدءًا من احتياجات الدخل التقاعدي وصولًا إلى تغطية التأمين على الحياة وصناديق التقاعد.

ويتوقع جدول معدلات الوفيات، الذي أعدته إدارة الضمان الاجتماعي الأميركية والذي ورد في تقريرها المالي السنوي، أن الرجل البالغ من العمر 85 عامًا في الولايات المتحدة لديه احتمال بنسبة 10% للوفاة في غضون عام واحد، وأنه سيعيش في المتوسط 5.6 عامًا أخرى.

لكن فرانسون، متطور تطبيق “Death Clock”، أشار إلى أن تلك المتوسطات قد تكون بعيدة عن الواقع بهامش كبير، في حين أن الخوارزميات الجديدة المستخدمة في تطبيقه قادرة على تقديم مقياس أكثر تفصيلًا، وهو ساعة موت محددة لكل فرد.

وهذه التكنولوجيا لديها القدرة على إحداث ثورة في التخطيط المالي، وتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن مدخراتهم واستثماراتهم التقاعدية.

ويشير مخططون ماليون مثل ريان زابروفسكي، الذي كتب على نطاق واسع حول أهمية متوسط العمر المتوقع في الحسابات الاقتصادية، إلى أهمية التنبؤات الدقيقة لمتوسط العمر المتوقع في التخطيط للتقاعد.

وقال زابروفسكي إن أحد المخاوف الكبرى بالنسبة لكبار السن المتقاعدين هو أن يعيشوا لوقت أطول مما تغطيه أموالهم.

لكن، وفق تقرير “بلومبرغ”، فبمساعدة أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل تطبيق “Death Clock”، يمكن للأفراد التخطيط بشكل أفضل لتقاعدهم واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استثماراتهم.

ويعتقد فرانسون أن التنبؤ بتاريخ وفاة الشخص هو على الأرجح التاريخ الأكثر أهمية وتأثيرًا في حياة كل الشخص. وعلى الرغم من قتامة الغرض الأساسي من تطبيق “Death Clock”، فإن قدرته على التأثير على السلوكيات الصحية والتخطيط المالي هو علامة على الطريقة التي يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة تشكيل فهمنا لطول العمر وتداعياته العميقة على الاقتصاد.

من المهم الإشارة إلى أن العمر المتوقع يتأثر بعوامل كثيرة غير قابلة للتنبؤ، مثل الحوادث والكوارث. كما تلعب العوامل النفسية والاجتماعية، مثل الشعور بالرضا أو الوحدة، دورًا كبيرًا في تحديد جودة الحياة وطولها. لذا، يُنصح بالتعامل مع التطبيق كأداة استرشادية وليست قاطعة.