بغداد – اقتحم المخرج العراقي مهند أبوخمرة دراما رمضان الحالي بمسلسل رعب عنوانه “الچنة” (الكنة) والذي يعدّ الأول من نوعه في الدراما العراقية بعيدا عن الدراما الاجتماعية أو حتى الكوميدية، وذلك من خلال الغوص في تفاصيل وأحداث صغيرة وخيوط تتشابك توحي بأن أجواء المسلسل تتحكم فيها قوى غيبية في صراع شبهه العديد من المشاهدين بصراع الإنس والجن في المسلسل المصري “المداح”.

ويقدم المسلسل وهو من تأليف وإخراج مهند أبوخمرة شخصيات معقدة وغامضة تتقاطع مصائرها في أحداث تزداد غموضًا مع كل حلقة يجسدها كل من حافظ لعيبي، سناء عبدالرحمن، طيبة غسان، مروة بدران، محمد سمير، حسين حافظ، والطفلة رزان.

واعتبر مشاهدو هذا العمل أنه يقدم تجربة جريئة وغير مسبوقة في العراق مقارنة بالدراما السائدة، فهو يمزج بين الرعب النفسي والتشويق بحبكة متقنة ومشاهد تحبس الأنفاس، مما جعله واحدًا من بين أكثر الأعمال مشاهدة في رمضان الحالي.

وأشار معلق على فيسبوك إلى أن “المسلسل الذي يحمل عنوانا مثيرا، يعد بمشاهدة غير تقليدية، حيث تم تصويره بأحدث التقنيات السينمائية المستخدمة في أفلام الرعب العالمية، ليخلق تجربة بصرية غامرة تجعل المشاهد يعيش لحظات من التوتر والإثارة”.

وشدد على أن “الچنة” هو أكثر من مجرد مسلسل، فهو نقلة نوعية في الإنتاج الدرامي العراقي، حيث تم دمج المؤثرات البصرية والصوتية المتطورة لخلق أجواء مشحونة بالرعب والتشويق، ليكون بمثابة تجربة سينمائية تُعرض على الشاشة الصغيرة، لافتا إلى أنه “تم الاستعانة بثلاثة خبيرات مكياج أفلام الرعب والمؤثرات الخاصة لصنع الصورة”.

وكتب مغردة على موقع إكس “‘الچنة’ أول مسلسل رعب عراقي، في خطوة غير مسبوقة تمزج بين الغموض والتشويق والتقنيات الحديثة .. منو متابع مسلسل الچنة؟ شلون شفتو السيناريو والتمثيل!؟ حلو نطلع من طور الدراما التقليدية وندخل بغير أطوار”، وشاطرها معلق على فيسبوك الرأي قائلا “حلو نطلع من طور الدراما التقليدية وندخل بغير أطوار”.

وأضاف مغرد على إكس “أول مرة اشوف هيج (هكذا) عمل عراقي قوي جداً” إخراجا وتصويرا “ما شاء الله العمل جداً ممتاز.. وخاصة عامل الرعب النفسي إلي كاعد يطرحه المسلسل”.

في ما اعتبر بعض المشاهدين أنه مع نهاية المسلسل سيكون نصف العراقيين عازفين عن إدخال كنة جديدة، حيث قالت مغردة على إكس “مسلسل الچنة طفرة تاريخية بدراما العراقية”، مضيفة “المسلسل يمثل جزاء بسيطا عن حياتي الخاصة بسبب (الچنة)”.

وتدور أحداث المسلسل في إطار من الرعب النفسي حول مجموعة من الأشخاص يسكنون منزلا قديما مليئا بالأسرار والغموض، وعندما يتزوج ابنهم من فتاة تدعى “مروة”، تبدأ أشياء غريبة بالحدوث، وتبدأ العلاقات الأسرية بالتغير مما يؤدي إلى التوتر والصراع. وسرعان ما يتضح أن “مروة” ليست كما تبدو، ووراء هدوئها قوة غريبة تسعى إلى تدمير الأسرة من الداخل.

ويحظى المسلسل الذي انطلقت قناة الشرقية وتطبيق “المنصة” في عرضه خلال الموسم الرمضاني الحالي بنسب مشاهدة عالية داخل في العراق وخارجه، فهو يحمل المشاهد في رحلة إلى عوالم مجهولة تحكمها قوى خفية تسعى للسيطرة على مصائر أبطال العمل، وقد حمس تطبيق “المنصة” متابعيه بالقول “شلون تتصور يكون التحقيق بقضية غامضة إذا جان المتهم مو من الانس؟”، مضيفا في منشور آخر “بهذا البيت الكوابيس أقل رعب من الحقيقة، وأكيد كلشي بسبب الچنة وسحورتها”.

وتعتبر كتابة الرعب أصعب بكثير من كتابة أنواع الدراما الأخرى، لأن المتفرج ما لم يصب بالرعب فسوف يضحك، ولعل ذلك ما يسهم في ندرة مسلسلات الرعب والأجواء الغامضة، وبذلك يمكن اعتبر مهند أبوخمرة قد نجح في نسج قصة رعب بقلمه وعدسة كاميراته، لاسيما أنه عرف بأعماله الكوميديا التي حظي بالعديد من الجوائز بفضلها.

وكتبت مغردة “أختي خابرت بابا حتى يجي ياخذها لان خايفه تبقى وحدها وزوجها مسافر وخايفه أصلا تجينه وحدها وهذا كل بسبب مسلسل ‘الچنه'”.

وأبدع أبطال العمل في تقمص شخصياتهم، حيث أشاد متابعو العمل بشخصية “درة” التي تلعبها الطفلة رزان، وكذلك بشخصية الكنة مروة التي تؤديها النجمة مروة بدران، وبأداء الممثلة طيبة غسان التي جسدت دور “زينب”.

وبلغ التفاعل بين المشاهدين حد أن نصح بعض مستخدمي تطبيق تيك توك عائلة “مراد” (يلعبه النجم محمد سمير) بالاستعانة بـ”صابر” (بطل مسلسل “المداح” الذي يجسده الفنان المصري حمادة هلال) لاستخراج الجن والتخلص من طاقة الكنة الشيطانية التي سيطرت على أجواء البيت.

ومهند أبوخمرة مخرج عراقي ومنتج ومصمم غرافيك ومصور فوتوغرافي ورسّام ومؤلّف، وهو أول من جاء بفكرة وإخراج أول مسلسل رسوم متحركة في العراق عرض على قناة الشرقية وهو بعنوان “العتاك”، كما أنه أول من قدم بالتعاون مع أخيه المخرج علي أبوخمرة أول مسلسل عربي يتم تصويره بكاميرات سينمائية واستخدام أحدث تقنيات الكومبيوتر والمؤثرات الصورية وهو بعنوان “أكبر كذاب”.