دمشق – تستعد قطر لتزويد سوريا بالغاز عبر الأردن لتعزيز إمدادات الطاقة الهزيلة في سوريا وفق ما قالت ثلاثة مصادر مطلعة اليوم الخميس، وذلك في خطوة قال مسؤول أميركي إنها تحظى بموافقة من واشنطن بينما يأتي ذلك في ظل استعداد غربي لرفع العقوبات عن البلاد بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وتأتي هذه الخطوة في ظل أزمة الطاقة التي تعاني منها سوريا منذ سنوات، حيث تسببت الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عقد في تدمير البنية التحتية للطاقة في البلاد. وتعاني سوريا من نقص حاد في الكهرباء والوقود، مما أثر بشكل كبير على حياة المواطنين والاقتصاد المحلي.
كما تكشف هذه المبادرة لرغبة قطرية في دعم السلطات السورية الجديدة التي تواجه العديد من التحديات الاقتصادية والأمنية حيث تعتبر الدوحة من بين أبرز العواصم الداعمة للرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع.
وقد أدى امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني زيارة لدمسق بعد فترة وجيزة من سقوط النظام السابق كمثال على الدعم القطري القوي حيث تسعى الدوحة لتعزيز النفوذ وايجاد موطئ قدم ثابت من بوابة الدعم المالي والطاقي وهو نفس التوجه التركي.
وتعود أزمة الطاقة في سوريا إلى عدة عوامل، منها تدمير محطات توليد الكهرباء وشبكات التوزيع خلال الحرب، بالإضافة إلى العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري والتي تعيق استيراد الوقود والمعدات اللازمة لإصلاح البنية التحتية. كما أن الفساد وسوء الإدارة يلعبان دورًا كبيرًا في تفاقم الأزمة.
وفي هذا السياق، تأتي مبادرة قطر لتزويد سوريا بالغاز كجزء من الجهود الدولية الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب السوري وتحسين الظروف المعيشية. وقد أشار المصدر إلى أن هذه الخطوة تحظى بموافقة واشنطن، مما يعكس التزام الولايات المتحدة بدعم الجهود الإنسانية في سوريا.
وفقًا لبعض المصادر المطلعة ستبدأ قطر بتزويد سوريا بالغاز عبر الأردن في الأسابيع المقبلة. ومن المتوقع أن يتم نقل الغاز عبر خطوط الأنابيب التي تمر بالأراضي الأردنية وصولاً إلى سوريا. وستساهم هذه الإمدادات في تحسين واقع الكهرباء في البلاد، حيث سيتم توليد طاقة كهربائية بقدرة 400 ميغاواط في المرحلة الأولى، على أن يتم رفعها تدريجيًا وفقًا لاحتياجات الشبكة.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، خاصة مع استمرار الصراع في سوريا والتدخلات الخارجية. ومن المتوقع أن تساهم إمدادات الغاز القطرية في تخفيف بعض الضغوط على النظام السوري الحالي، مما قد يساعد في تحقيق استقرار نسبي في البلاد.
وتباينت ردود الفعل على هذه المبادرة، حيث رحب البعض بها باعتبارها خطوة إيجابية نحو تحسين الأوضاع الإنسانية في سوريا، بينما أعرب آخرون عن مخاوفهم من أن تساهم هذه الإمدادات في تعزيز موقف النظام السوري. ومع ذلك، فإن المبادرة تحظى بدعم دولي واسع، مما يعكس التزام المجتمع الدولي بتقديم الدعم الإنساني للشعب السوري.
وعلى الرغم من أهمية هذه المبادرة، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه تنفيذها. من بين هذه التحديات، تأمين خطوط الأنابيب وضمان وصول الإمدادات إلى المناطق المستهدفة دون تعرضها لهجمات أو تخريب. كما أن هناك حاجة إلى تنسيق الجهود بين الدول المعنية لضمان نجاح هذه المبادرة وتحقيق أهدافها الإنسانية.
في الختام، تمثل المبادرة خطوة مهمة نحو تحسين الأوضاع الإنسانية في البلاد، وتعكس التزام المجتمع الدولي بدعم الشعب السوري في مواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها. ومع ذلك، فإن نجاح هذه المبادرة يعتمد على تجاوز التحديات الأمنية واللوجستية وضمان وصول الإمدادات إلى المناطق المستهدفة بشكل آمن وفعال.