الصالح نيوز :
هل لجأ الشرع إلى الأكراد لتقوية موقفه في مواجهة الضغوط
هل لجأ الشرع إلى الأكراد لتقوية موقفه في مواجهة الضغوط
الصالح نيوز :
هل لجأ الشرع إلى الأكراد لتقوية موقفه في مواجهة الضغوط
هل لجأ الشرع إلى الأكراد لتقوية موقفه في مواجهة الضغوط
دمشق – يحقق الاتفاق الذي وقعته الرئاسة السورية والقيادة الكردية الاثنين، ويقضي بدمج مؤسسات الإدارة الذاتية في إطار الدولة السورية، مصالح يحتاجها الطرفان في مرحلة حساسة من تاريخ البلاد.
وتزامن التوقيع مع أعمال عنف شهدتها المنطقة الساحلية في غرب سوريا، راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل مدني، غالبيتهم الساحقة علويون، على أيدي قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويرى الباحث في الشأن الكردي موتلو جيفير أوغلو أن “الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الذي يواجه ضغوطا دولية كبرى خصوصا بعد أعمال القتل بحق العلويين، يدرك ضرورة الانخراط مع الأكراد لتقوية موقفه، إذ يمكّنه ذلك من تقديم نفسه كقائد ملتزم بضمان تمثيل جميع الهويات في مستقبل سوريا ومن تخفيف الضغوط عليه”.
وتحقق دمشق أهدافا أخرى عبر الاتفاق، أبرزها بسط شرعية الدولة على منطقة جغرافية واسعة غنية بالنفط والقمح، وتحتاج السلطات مواردها بشدة على وقع انهيار اقتصادي يعصف بالبلاد بعد 13 عام من نزاع مدمر.
وتقع 90 بالمئة من حقول النفط في مناطق سيطرة الأكراد، وفق الباحث في الشأن السوري فابريس بالاش الذي يؤكد أنهم يستحوذون كذلك على حصة أساسية من سلة القمح الغذائية.
ويكسب الجيش عبر الاتفاق قوة كردية عسكرية منظمة ومدربة، يمكنه التنسيق معها في مواجهة أي تحديات أمنية.
وأشار مصدر من قوات سوريا الديمقراطية ”قسد” إلى عمليات مشتركة ستنطلق في الأيام المقبلة في البادية السورية لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية الذي حذرت خمس دول الأحد، بينها سوريا وتركيا، من خطر عودته وتعهدت العمل معا لمواجهته.
ولم يتضح مصير إدارة السجون التي يتولاها الأكراد وتضم الآلاف من مقاتلي التنظيم، والتي قال عبدي الشهر الماضي إن سلطات دمشق تريدهم تحت مسؤوليتها.
ومنذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق، أبدى الأكراد انفتاحا تجاهها، فرفعوا علم الاستقلال ذي النجوم الثلاث فوق مقراتهم، وأعربوا عن استعدادهم الانضمام الى الجيش، بدون حل قواتهم.
لكن السلطة الجديدة استبعدتهم من المشاركة في العملية السياسية وفي مؤتمر حوار وطني عقد الشهر الماضي في دمشق وحدد عناوين المرحلة الانتقالية، بذريعة أنهم لم يلبّوا دعوة الشرع للتخلي عن سلاحهم وحل قواتهم، على غرار ما فعلته فصائل مسلحة أخرى.
ويبدو أن الأكراد نجحوا في الحفاظ على تنظيمهم العسكري، وهو شرط رئيسي تمسكوا به خلال محادثاتهم مع دمشق.
ويقول بالانش “لن تندمج قوات سوريا الديموقراطية بالطبع مع هيئة تحرير الشام” الفصيل الذي تزعمه الشرع وقاد الهجوم الذي أطاح الأسد، لكنها “ستحاول التنسيق معها ضد تنظيم الدولة الإسلامية على سبيل المثال ومنع أي قتال بين الطرفين”.
والاتفاق الذي تم توقيعه برعاية أميركية وفق ما قال مصدر كردي، يمنح الأكراد، الأقلية العرقية الأكبر في البلاد والأكثر تنظيما عسكريا وسياسيا، اعترافا بدورهم وهويتهم. ويوضح جيفيرأوغلو أنه بعد التوقيع “لم يعد ممكنا تهميش الأكراد في صياغة مستقبل سوريا”.
ونما نفوذ الأكراد بعد اندلاع النزاع عام 2011، وانشائهم إدارة ذاتية، سرعان ما توسّعت مساحتها بعدما شكلوا بدعم أميركي قوة رئيسية في دحر تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق واسعة في شمال وشرق البلاد.
لكن توسعهم قرب الحدود مع تركيا جعلهم عرضة لهجمات دامية شنتها أنقرة مع فصائل سورية موالية لها منذ 2016 لإبعادهم عن حدودها، ما أحدث موجات نزوح واسعة.
ويأمل المسؤولون الأكراد في إعادة سكان عفرين ومناطق أخرى الى بلداتهم، بموجب الاتفاق وأن يجنبهم أيضا المزيد من هجمات تركيا، التي لطالما اعتبرتهم امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وجاء توقيع الاتفاق على وقع المحادثات بين تركيا والحزب الذي أعلن زعيمه عبدالله أوجلان الشهر الماضي، وقف النار مع أنقرة وحله.
وينصّ أبرز بنود الاتفاق على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز”.
ولم يتحدث الاتفاق عن حل قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية المدعومة أميركيا، أو تسليم سلاحها، بخلاف ما كانت السلطة السورية قد اشترطته للانضواء تحت مظلة الجيش الجديد.
ويتضمن الاتفاق الاعتراف بالمكون الكردي الذي عانى طيلة عقود خلال حكم آل الأسد من تهميش وإقصاء، بوصفه “مجتمعا أصيلا في الدولة السورية”. وينص على “ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في الحياة السياسية وكافة مؤسسات الدولة”، في موازاة “رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية”.
والاتفاق المؤلف من ثمانية بنود، هو بمثابة خريطة طريق يُّفترض أن تعمل لجان مشتركة على نقاشها ووضع آليات تنفيذها بمهلة لا تتجاوز نهاية العام.
ووصف قائد “قسد” مظلوم عبدي الاتفاق بأنه “فرصة تاريخية” لبناء سوريا جديدة، بينما عمّت احتفالات شوارع مدن عدة في أنحاء البلاد.
ويتعهد الأكراد بموجب الاتفاق بـ”دعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول الأسد وكافة التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها” في إشارة ضمنية الى أعمال العنف في الساحل السوري.
وذكر مسؤول تركي اليوم الثلاثاء أن بلاده تشعر بتفاؤل حذر تجاه الاتفاق، مضيفا أن أنقرة تريد رؤية كيف سيتم تنفيذه أولا.
وقال إن الاتفاق لم يغير من عزم تركيا على مكافحة الإرهاب، وإن أنقرة ما زالت مصرة على مطلبها، وهو تفكيك ونزع سلاح وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية وتعتبرها تركيا منظمة إرهابية.
الصالح نيوز :
هل لجأ الشرع إلى الأكراد لتقوية موقفه في مواجهة الضغوط
الصالح نيوز :
هل لجأ الشرع إلى الأكراد لتقوية موقفه في مواجهة الضغوط
#هل #لجأ #الشرع #إلى #الأكراد #لتقوية #موقفه #في #مواجهة #الضغوط
