واشنطن – أطلقت شركة ألفابت المالكة لغوغل الأربعاء نسخة تجريبية من محرك البحث الخاص بها، والتي تلغي تماما النتائج التي تتضمن 10 روابط زرقاء كلاسيكية وتعرض بدلا منها ملخصا من إنشاء الذكاء الاصطناعي، في تغيير قد يكون الأكبر منذ اطلاق الموقع.

أعلنت الشركة الأربعاء أن هذا الوضع الجديد مصمم لتمكين المستخدمين من طرح أسئلة معقدة متعددة الأجزاء وإجراء متابعات لاستكشاف موضوع معين بعمق، مباشرةً داخل محرك بحث غوغل.

يبدأ طرح “وضع الذكاء الاصطناعي” هذا الأسبوع لمشتركي Google One AI Premium عبر منصة Search Labs، الذراع التجريبية لغوغل.

تعتمد الميزة على نسخة مخصصة من Gemini 2.0، وهي مفيدة بشكل خاص للأسئلة التي تتطلب استكشافًا أعمق أو مقارنات، بفضل قدراتها المتقدمة في الاستدلال والتفكير والتعامل مع البيانات المتعددة الوسائط.

وقال روبي شتاين، نائب رئيس المنتج، في منشور على إحدى مدونات الإنترنت “سمعنا من المستخدمين المتميزين أنهم يريدون استجابات الذكاء الاصطناعي لعدد أكبر من عمليات البحث الخاصة بهم”.

وعلى سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يسأل: “ما الفرق بين ميزات تتبع النوم في الخاتم الذكي والساعة الذكية وحصيرة التتبع؟”
سيقدم “وضع الذكاء الاصطناعي” مقارنة تفصيلية لكل منتج، إلى جانب روابط للمقالات التي استُخلصت منها المعلومات. بعد ذلك، يمكن للمستخدم طرح سؤال متابعة، مثل: “ماذا يحدث لمعدل ضربات القلب أثناء النوم العميق؟” لمواصلة البحث. وأوضحت غوغل أنه في السابق، كان إجراء مثل هذه المقارنات أو استكشاف المفاهيم الجديدة يتطلب عمليات بحث متعددة.

يتيح “وضع الذكاء الاصطناعي” الوصول إلى محتوى الويب، بالإضافة إلى مصادر في الوقت الفعلي مثل مخطط المعرفة (Knowledge Graph) والمعلومات عن العالم الحقيقي وبيانات التسوق لمليارات المنتجات.

وفي مقابلة مع موقع “تاك كرانش”، قال روبي شتاين، نائب رئيس المنتجات في غوغل للبحث: “نرى في الاختبارات أن المستخدمين يطرحون أسئلة أطول بنحو الضعف مقارنةً بالبحث التقليدي، كما أنهم يجرون متابعة للأسئلة بنسبة تصل إلى 25% من الوقت. لذا، نجد أن هذا الوضع يساعد في الإجابة عن الأسئلة الأكثر تعقيدًا التي تحتاج إلى تفاعل أكثر، ونعتقد أنه يفتح آفاقًا جديدة لاستخدام بحث غوغل بطرق أكثر تطورًا، وهو ما يحمّسنا كثيرًا.”

وأشار شتاين إلى أن غوغل، بعد إطلاق ميزة “الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي” (AI Overviews)، تلقت طلبات من المستخدمين للحصول على إجابات ذكاء اصطناعي مماثلة لمجموعة أوسع من عمليات البحث، وهو ما دفعها إلى تقديم “وضع الذكاء الاصطناعي”.

يعمل هذا الوضع بتقنية “التوسع في الاستعلام” (query fan-out)، حيث يقوم بإجراء عمليات بحث متزامنة عبر مصادر متعددة لجمع النتائج معًا في إجابة سهلة الفهم. وأوضح شتاين: “النموذج تعلم إعطاء الأولوية للمعلومات الدقيقة والتحقق من صحتها، وهو أمر بالغ الأهمية، كما أنه يولِي اهتمامًا خاصًا للمجالات الحساسة مثل الصحة. وعندما لا يكون واثقًا من الإجابة، قد يكتفي بإظهار قائمة من الروابط والمصادر بدلاً من تقديم استنتاج غير مؤكد. الهدف هو تقديم أفضل مساعدة ممكنة اعتمادًا على المعلومات المتاحة ومستوى الثقة في الإجابة. هذا لا يعني أنه لن يخطئ أبدًا، فمن المحتمل جدًا أن يقع في أخطاء، كما هو الحال مع أي تقنية ذكاء اصطناعي متطورة جديدة.”

بما أن هذه الميزة لا تزال في مرحلة تجريبية مبكرة، تؤكد غوغل أنها ستواصل تحسين تجربة المستخدم وتوسيع نطاق الوظائف.

 على سبيل المثال، تخطط الشركة لجعل التجربة أكثر بصرية وإبراز المعلومات من مصادر متنوعة، بما في ذلك المحتوى الذي ينشئه المستخدمون. كما أنها تعمل على تدريب النموذج ليقرر متى يجب إدراج رابط في الإجابة (مثل حجز التذاكر) أو متى يجب إعطاء الأولوية للصور أو الفيديوهات (مثل استفسارات “كيف أفعل كذا؟”).

يمكن لمشتركي Google One AI Premium تفعيل “وضع الذكاء الاصطناعي” من خلال الاشتراك في Search Labs، ثم إدخال سؤال في شريط البحث والنقر على علامة التبويب “وضع الذكاء الاصطناعي”، أو يمكنهم الانتقال مباشرةً إلى google.com/aimode لاستخدام الميزة. وعلى الهواتف المحمولة، يمكنهم فتح تطبيق غوغل والنقر على أيقونة “وضع الذكاء الاصطناعي” أسفل شريط البحث في الشاشة الرئيسية.