واشنطن – تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعزيز العقوبات على الحوثيين في اليمن بعد ما أظهرته الجماعة المدعومة من إيران في السنوات الأخيرة من تصعيد وتهديدات في المنطقة طالت الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر والقوات البحرية الاميركية، إضافة للهجمات التي طالت الدولة العبرية خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقد أعلنت الولايات المتحدة الاربعاء فرض عقوبات على سبعة قادة كبار في صفوف الجماعة بتهمة استيراد أسلحة في شكل غير قانوني، إضافة الى قيادي آخر متهم بإرسال مدنيين يمنيين للقتال في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية فيما سعت الحكومة اليمنية لالتقاط هذه المؤشرات لتعزيز التواصل والتعاون مع واشنطن لردع الجماعة التي عززت مؤخرا من هجماتها خاصة في محافظة مأرب.
وتأتي هذه العقوبات غداة دخول تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية دولية” من جانب البيت الأبيض حيز التنفيذ وهو ما سيزيد الضغوط على الجماعة في الداخل والخارج ويعرقل تواصلها مع قوى إقليمية.
ويسيطر المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران على جزء كبير من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء. وشنّوا هجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الاول 2023.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنّ القادة السبعة الذين فُرضت عليهم عقوبات “قاموا بتهريب مواد عسكرية وأنظمة أسلحة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، كما تفاوضوا على مشتريات أسلحة للحوثيين من روسيا”.
وبين من طالتهم العقوبات، محمد عبدالسلام “المتحدث باسم الحوثيين المقيم في عمان”، والذي قالت وزارة الخزانة الأميركية إنّه أدى “دورا أساسيا” في إدارة شبكة التمويل الداخلية والخارجية للحوثيين.
كذلك، فرضت وزارة الخزانة عقوبات على مهدي محمد حسين المشاط، الذي قالت إنّه رئيس للمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.
وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت “من خلال السعي للحصول على أسلحة من مجموعة آخذة في الاتساع من المورّدين الدوليين، أظهر قادة الحوثيين نيّتهم مواصلة أفعالهم المتهوّرة والمزعزعة للاستقرار في منطقة البحر الأحمر”.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس في بيان منفصل، إنّ “الحكومة الأميركية ملتزمة محاسبة الحوثيين على حيازتهم أسلحة ومكوّنات أسلحة من مورّدين في روسيا والصين وإيران، لتهديد أمن البحر الأحمر”.
وأوضحت وزارة الخزانة أنّ المتهم بتجنيد مدنيين يمنيين للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، هو عبدالولي عبده حسن الجابري. واتهمته بتوفير إيرادات لدعم العمليات المسلّحة للحوثيين.
وقالت الوزارة إنّه من خلال شركة خاصة، “سهّل الجابري نقل مدنيين يمنيين إلى وحدات الجيش الروسي التي تحارب في أوكرانيا مقابل مبالغ نقدية”.

وردا على العقوبات قالت مجلة نيوزويك الأميركية أن مصدرا داخل جماعة الحوثي اليمنية قال لها إنهم يعتبرون قرار ان قرار تصنيفهم تكريم لهم ولا يهينهم.
وسعت الحكومة اليمنية لالتقاط الفرصة حيث بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور شائع الزنداني الاربعاء مع السفير الاميركي لدى اليمن، ستيفن فاغن، مستجدات الأوضاع في اليمن بالتزامن مع دخول قرار تصنيف مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية حيز التنفيذ.
وافادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ نت” أن وزير الخارجية جدد، ترحيب الحكومة بقرار التصنيف. مشددا على أهمية القرار في إضعاف المليشيات الحوثية الإرهابية ومنعها من الحصول على الأسلحة والأموال وتجفيف منابع الإرهاب.
كما أكد استعداد الحكومة تعزيز التنسيق والتعاون مع الحكومة الأميركية لضمان تطبيق القرار والتخفيف من أي آثار سلبية تنعكس على الوضع الإنساني في اليمن.
من جهته، جدد السفير الأميركي موقف بلاده الداعم لمجلس القيادة والحكومة اليمنية. مشيرا إلى أن هذا التصنيف يأتي استجابة للتهديدات التي تشكلها المليشيات الحوثية على الأمن الأميركي، وعلى استقرار اليمن والمنطقة والعالم. مؤكدا على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين الصديقين.
ويعتقد أن إدارة ترامب ستعمل على دعم جهود الحكومة اليمنية لمواجهة الحوثيين دون تحديد ان كان ذلك يشمل الدعم العسكري في ظل جهود الإدارة الأميركية الحالية لمنع المساعدات الخارجية بما فيها العسكرية.