القاهرة – أثارت تصريحات رجل أعمال مصري اعتبرت مسيئة للبدو في البلاد موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك بها عدد كبير من السياسيين وقيادات قبلية للرد عليه، إذ اعتبرت محاولة لبث الانقسام والفرقة بين أبناء الشعب المصري، ما دفعه إلى الاعتذار لاحقا.

واتهم المستثمر السياحي حامد الشيتي، أهالي محافظة مطروح البدو خلال مقابلة تلفزيونية، بأنهم لا يسمحون للمستثمرين بالبناء، وأضاف “هذه مشكلة كبيرة جدا جدا، وتعوق تنمية السياحة في الساحل الشمالي، إلا لو وجدت الدولة حلا جذريا”. واستطرد بالإشارة إلى وجود فندقين تحت الإنشاء هناك، “وكل فترة يظهرون (البدو) ويمنعون البناء”.

وعلى الفور تصدرت هذه التصريحات مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت موجة غضب واسعة، لاسيما بعد تدخل رئيس اتحاد القبائل والعائلات المصرية إبراهيم العرجاني. حيث كتب رداً على صفحته الشخصية على فيسبوك منتقداً هذه التصريحات ومطالبا الشيتي بالاعتذار، قائلا: “من أخطأ في بدو مصر عليه الاعتذار فورا.. بدو مصر وصعيد مصر، خط أحمر”.
واستنكر ناشطون مصريون هذه الاتهامات باعتبارها تمس أحد المكونات في البلاد:

ورفض العديد من الناشطين أي محاولة لتقسيم الشعب على أسس مناطقية وطائفية:

وأكد مغرد أن هذه اللغة مرفوضة بين المصريين:

وتفاعل ناشطون من الأردن على القضية معتبرين ان أبناء العشائر مستهدفين:

وينظر إلى البدو في مصر على أنهم قاموا بدور مهم في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بعد هجمات عديدة ضد الجيش المصري.
وأكد تقرير سابق لواشنطن بوست الأميركية أن البدو نظموا دوريات في العمليات ضد مسلحي تنظيم داعش بعمق شبه جزيرة سيناء، حيث تعطيهم معرفتهم بطبيعة المنطقة ميزة.
وكانت مصر قد عانت لهزيمة التمرد الذي تقوده جماعة تابعة لـ”داعش” تُعرف بـ”ولاية سيناء”. ولسنوات كان مركز الصراع مثلثاً من البلدات والمدن في الركن الشمالي الشرقي من سيناء على ساحل البحر المتوسط. لذلك ينظر المصريون إلى البدو باحترام وتقدير كبيرين.

وفي أول رد رسمي على الموضوع، استنكر محافظ مطروح اللواء خالد شعيب، ما قاله رجل الأعمال وقدّم شكره لجميع أهالي مطروح لتعاونهم الدائم ودعم جهود الدولة سواء في المشروعات القومية والتنموية والاستثمارية.

ولفت إلى أن المحافظة وبالتعاون مع مجلس العمد والمشايخ تستقبل وتستمع لأي مشاكل أو شكاوى تخص الشركات ورجال الأعمال والمواطنين ويتم حلها واتخاذ الإجراءات بشأنها.

وقال “لم يتوقف أو يتعطل أي مشروع تهدف أو تخطط له الدولة في مطروح في يوم من الأيام، وعلى العكس كان أهالي مطروح دائما مع الدولة مؤيدين ومشاركين في تنفيذ كافة المشروعات القومية والتنموية والاستثمارية، سواء في العلمين الجديدة، وموقع إنشاء المحطة النووية السلمية في الضبعة، وتوسعة مطار العلمين الدولي، وتطوير منطقة المقابر الألمانية والإيطالية، وميناء جرجوب، وتعارضات مسار القطار السريع، وحاليا في مشروع رأس الحكمة الجديدة وتطوير خليج الغرام ومنطقة عجيبة وغيرها من المشروعات”.

بدوره، أكد عضو مجلس النواب المصري السابق عن مطروح وأمين تنظيم حزب الجبهة الوطنية النائب أحمد رسلان، أنه يرفض تماما تصريحات الشيتي مطالبا الجهات الرقابية بمراجعة الموقف القانوني لجميع استثماراته في الساحل الشمالي.

كما شدد على أن أهالي مطروح من أبناء القبائل والعائلات يتعاونون بشكل دائم وداعم لجهود الدولة سواء من أجل إقامة المشروعات القومية السياحية أو الاستثمارية، بهدف التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة على أرض محافظة مطروح، مشدداً على أن هذا الكلام بشهادة كافة جهات الدولة.

كذلك وصف أبناء القبائل بحراس الحدود المدافعين عن أمن واستقرار الوطن ووحدة وسلامة أراضيه.

وإثر الضجة التي أثيرت، تقدم رجل الأعمال باعتذار إلى البدو، وأوضح في بيان اعتذاره أنه “يكن كامل الاحترام والتقدير للبدو، ومؤكدا أنهم يمثلون نموذجا للشرف والنزاهة”.

كما أشار إلى أن تصريحاته كانت عرضا لما يعانيه كمستثمر من تجاوزات ترتكبها فئة قليلة من بعض البدو بالساحل الشمالي في مشروع قرية ألماظه.

فيما أكد أن هذه التجاوزات موثقة بمحاضر رسمية وقرارات إزالة تعديات على قطعة الأرض المملوكة للشركة صادرة من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وجهاز تنمية القطاع الثالث للساحل الشمالي الغربي، لعدد 580 مبنى تم بناؤها.

وحامد الشيتي من مواليد محافظة الغربية بدلتا مصر، ويمتلك 17 فندقا سياحيا بشرم الشيخ ومرسى علم والغردقة، و21 فندقا عائما حول العالم وهو من أكبر رجال الأعمال منظمي الرحلات الدولية، وأسس شركته في العام 1979 حتى أصبحت ضمن أكبر شركات السياحة في الشرق الأوسط، وكانت تخدم 1.3 مليون سائح في العام.

كما يمتلك أيضا عددا من الفنادق الشهيرة في العالم، ويدير عدداً آخراً من المشاريع الضخمة مثل خليج مكادي في ريفييرا البحر الأحمر وخليج ألماظة في الساحل الشمالي إضافة لامتلاكه أسطولا من السيارات والحافلات.