الصالح نيوز :
في دماغك ملعقة من البلاستيك!
في دماغك ملعقة من البلاستيك!
الصالح نيوز :
في دماغك ملعقة من البلاستيك!
في دماغك ملعقة من البلاستيك!
أظهرت دراسة حديثة أن أدمغة البشر تحتوي على تركيزات أعلى من الميكروبلاستيك مقارنة بالأعضاء الأخرى، ويبدو أن هذه الكمية تزداد مع مرور الوقت.
ويقول عالم السموم ماثيو كامبن الذي يعمل في جامعة نيومكسيكو في ألبوكيركي، أنه يمكنه عزل نحو 10 غرامات من البلاستيك من دماغ بشري متبرَّع به، أي ما يعادل تقريبًا وزن قلم تلوين غير مستخدم او ملعقة كبيرة من البلاستيك.
في الدراسة التي نُشرت في أوائل فبراير/شباط في مجلة نيتشر ميديسن، اكتشف باحثون من كلية العلوم الصحية بجامعة نيو مكسيكو أن مستويات الميكروبلاستيك في أدمغة البشر قد ارتفعت بنسبة 50 بالمئة خلال السنوات الثماني الماضية. كما وجدوا أن مرضى الخرف لديهم ما يصل إلى عشرة أضعاف كمية البلاستيك في أدمغتهم مقارنة بالآخرين.
الميكروبلاستيك هو جزيئات صغيرة من البوليمرات المتحللة الموجودة في البيئة، بما في ذلك الهواء والماء والتربة، وفقًا لبيان صحفي. وقد أظهرت دراسات سابقة أن هذه الجسيمات وصلت بالفعل إلى جسم الإنسان.
قال الباحث الرئيسي، عالم السموم ماثيو كامبن، إن معدل التراكم الذي وجدوه يعكس الكميات المتزايدة من النفايات البلاستيكية على الكوكب. وأضاف في البيان الصحفي أن نتائجهم يجب أن تدق ناقوس الخطر بشأن التأثير المحتمل على صحة الإنسان.
وقال: “لم أقابل حتى الآن أي شخص يقول: “هناك كمية من البلاستيك في دماغي وأنا مرتاح تمامًا لذلك”.
قارن الباحثون عينات من أنسجة الكبد والكلى والدماغ مأخوذة من عمليات تشريح أُجريت في عامي 2016 و2024، ووجدوا أن تركيزات الميكروبلاستيك في أنسجة الدماغ لعام 2024 كانت “أعلى بكثير”. كما أجروا تحليلات مماثلة على عمليات تشريح لأشخاص توفوا بعد تشخيصهم بالخرف، ووجدوا أن تركيزات الميكروبلاستيك لديهم كانت “أعلى بكثير”.
وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح كيف يتم نقل هذه الجزيئات إلى الدماغ، أوضح كامبن أن حجم الميكروبلاستيك والنانو بلاستيك، الذي يبلغ 200 نانومتر أو أقل، ليس أكبر بكثير من الفيروسات، وبالتالي فهو صغير بما يكفي لاجتياز الحاجز الدموي الدماغي.
في الدراسة، حدد الباحثون 12 نوعًا مختلفًا من البوليمرات، وكان أكثرها شيوعًا هو البولي إيثيلين، وهو مادة تُستخدم على نطاق واسع في التغليف والحاويات، بما في ذلك الزجاجات والأكواب، وفقًا للبيان الصحفي.
يعتقد كامبن أن معظم الميكروبلاستيك الموجود في الجسم يتم تناوله عبر الطعام، وخاصة اللحوم.
وقال: “نظرًا لطريقة ري الحقول بالمياه الملوثة بالبلاستيك، نفترض أن البلاستيك يتراكم هناك”. وأضاف: “نطعم الماشية بهذه المحاصيل، ثم نستخدم روثها كسماد للحقول، لذا قد يكون هناك نوع من تضخم التلوث البيئي عبر السلسلة الغذائية”.
هناك نوع من تضخم التلوث البيئي عبر السلسلة الغذائية
كما وجد الفريق تركيزات عالية من البلاستيك في اللحوم التي تُباع في المتاجر.
أما بالنسبة للمستويات المرتفعة التي وُجدت في أدمغة مرضى الخرف، فقد أشار الباحثون إلى أن الدراسة لم تُصمم لإثبات ما إذا كان البلاستيك هو سبب الأعراض، إذ قد يكون العكس صحيحًا، أي أن عملية المرض تسهل تراكمه.
وكتب الباحثون: “ضمور أنسجة الدماغ، وضعف سلامة الحاجز الدموي الدماغي، وآليات التخلص الضعيفة، هي سمات مميزة للخرف، ومن المتوقع أن تؤدي إلى زيادة تركيزات الميكروبلاستيك والنانو بلاستيك”.
قالت الدكتورة سيلين غوندر، المساهمة الطبية في سي بي إس نيوز والمحررة العامة للصحة العامة في KFF Health News، إن الأبحاث حول التأثير الصحي للميكروبلاستيك لا تزال في مراحلها الأولى، لكن هناك أسئلة مهمة تُطرح.
وأضافت في برنامج CBS Mornings: “هناك مخاوف من أن هذا قد يكون سببًا في العديد من الحالات الصحية. هل يمكن أن يزيد من خطر السكتة الدماغية أو النوبات القلبية؟ هل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان أو أمراض الأمعاء الالتهابية أو العقم؟”.
بالنسبة لمن يسعون إلى تقليل تعرضهم للميكروبلاستيك، تقترح غوندر استبدال الزجاجات البلاستيكية بأخرى مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الزجاج، وإجراء بعض التغييرات في المطبخ.
وقالت: “لا تقم بإعادة تسخين طعامك وهو ملامس للبلاستيك – هذا أمر في غاية الأهمية. انقل الطعام إلى وعاء زجاجي أو طبقك، وليس في البلاستيك”. وأضافت: “وأخيرًا، استبدل ألواح التقطيع البلاستيكية بأخرى خشبية أو حجرية”.
ما يفعله البلاستيك داخل الأعضاء البشرية هو موضوع دراسة مكثفة. فقد أظهرت التجارب المعملية أن تعريض أنسجة بشرية للميكروبلاستيك يمكن أن يؤدي إلى موت الخلايا، وتهيّج جهاز المناعة، وتلف الأنسجة. كما بينت مئات الدراسات أن التعرض لهذه الجسيمات في الحيوانات – خاصة الكائنات البحرية – قد يؤدي إلى انسداد الجهاز الهضمي أو تقليل القدرة على التكاثر.
رغم ذلك، لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على أن الميكروبلاستيك يسبب بشكل مباشر مشاكل صحية لدى البشر، بل هناك فقط أدلة على وجود علاقة بينه وبين أمراض مثل السرطان، وأمراض القلب، والكلى، والزهايمر، والعقم.
الصالح نيوز :
في دماغك ملعقة من البلاستيك!
الصالح نيوز :
في دماغك ملعقة من البلاستيك!
#في #دماغك #ملعقة #من #البلاستيك
