كولر في مهب الريح.. الأهلي يفتح ملف البدلاء تحسبًا للرحيل

يبدو أن المدير الفني السويسري مارسيل كولر لم يعد يحظى بنفس الثقة داخل جدران القلعة الحمراء، وذلك في ظل تصاعد القلق بشأن أداء الفريق خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع اقتراب المواجهة الحاسمة ضد ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي ضمن نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.
ومصادر قريبة من النادي أكدت أن مسألة بقاء كولر باتت مرتبطة تمامًا بنتائج المرحلة القارية، ما دفع الإدارة لبحث جميع السيناريوهات المطروحة في حال قررت التغيير الفني.
ما زالت الجماهير تتابع بترقب كبير تحركات الإدارة، خصوصًا أن حالة التراجع التي ظهرت في مواجهة بيراميدز، بجانب بعض النقاط الفنية التي أثارت علامات الاستفهام، جعلت كثيرين يتساءلون حول مدى قدرة المدرب على قيادة الفريق في المرحلة المقبلة.
وهذه التساؤلات تزامنت مع دخول الأهلي رسميًا في أجواء كأس العالم للأندية المقرر إقامتها في الولايات المتحدة عام 2025، وهو ما يزيد من الضغوطات على الجميع داخل المنظومة الحمراء.
إدارة الأهلي بدأت بالفعل في تجهيز قائمة موسعة من الأسماء التدريبية البديلة، وذلك بتكليف مباشر من رئيس النادي محمود الخطيب إلى المدير الرياضي محمد رمضان، حيث أُوكلت إليه مهمة إعداد ملف كامل يضم السير الذاتية والأوضاع التعاقدية لعدد من المدربين المميزين حول العالم، من أجل تقييمهم تحسبًا لأي تطور مفاجئ في موقف كولر، الذي قد يرحل عقب انتهاء دوري الأبطال.
روزة في مقدمة الترشيحات
ضمن القائمة الأولية التي أعدتها إدارة الكرة، برز اسم المدرب الألماني ماركو روزة باعتباره أحد أبرز المرشحين لتولي المهمة، حيث يتمتع المدرب بسجل حافل في الدوريات الأوروبية مع أندية لايبزيغ وبوروسيا دورتموند وريد بول سالزبورغ، ويتميز بأسلوب هجومي عصري يتناسب مع طموحات الأهلي في تقديم كرة قدم ممتعة وفعالة في آنٍ واحد.
لكن من جهة أخرى، تشكل مطالبه المالية المرتفعة تحديًا أمام الإدارة، التي تسعى للوصول إلى صيغة مرضية دون الإضرار بالميزانية المحددة لهذا الملف.
أما روجر شميدت، المدرب الألماني الآخر، فقد خطف الأنظار داخل اللجنة المسؤولة عن ملف المدرب الجديد، لا سيما بعد نجاحه مع بنفيكا في التتويج بلقب الدوري البرتغالي، إلى جانب تجاربه السابقة التي تضمنت محطات قوية مع باير ليفركوزن وسالزبورغ.
أسلوبه المتوازن ومرونته التكتيكية جعلاه محل تقدير داخل أروقة النادي، كما أنه يُنظر إليه باعتباره مدربًا قادرًا على استخراج أفضل ما لدى اللاعبين من إمكانيات فنية.
في الوقت نفسه، ما زالت بعض الأصوات ترى أن افتقاره للخبرة في الملاعب الإفريقية قد يؤثر على تأقلمه السريع مع طبيعة المسابقات القارية.
غوميز وكيروش وفايلر
برز اسم البرتغالي جوزيه غوميز بقوة في الكواليس، خصوصًا وأنه يملك سيرة قوية داخل إفريقيا والمنطقة العربية، بعد قيادته لنادي الزمالك نحو التتويج بكأس الكونفدرالية والسوبر الإفريقي عام 2024، إلى جانب تجاربه السابقة مع التعاون وأهلي جدة والفتح في الدوري السعودي.
وأشار الإعلامي إبراهيم عبد الجواد إلى أن الأهلي بدأ التفاوض معه منذ منتصف يناير 2025، ما يدل على وجود نية مبكرة للتحرك حال تم اتخاذ قرار التغيير الفني بعد البطولة الإفريقية.
اسم آخر عاد بقوة إلى الواجهة، هو البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش، الذي سبق له العمل مع منتخب مصر في فترة قصيرة لكنها كانت حافلة، قاد خلالها الفراعنة إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021، وكان قريبًا من بلوغ مونديال 2022.
ويُنظر إلى كيروش باعتباره مدربًا من أصحاب الخبرة الكبيرة، سواء من حيث المحطات السابقة في ريال مدريد ومانشستر يونايتد أو من خلال قدرته على التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي، وهي صفات قد تُفيد الأهلي في مواجهاته الصعبة، رغم اعتراض البعض على أسلوبه الدفاعي المبالغ فيه.
أما رينيه فايلر، المدرب السويسري الذي قاد الأهلي سابقًا إلى التتويج بالدوري والكأس موسم 2019-2020، فما زال يحظى بدعم شريحة لا بأس بها من الجماهير، رغم الطريقة المفاجئة التي غادر بها الفريق أثناء تفشي جائحة كورونا.
مصادر من داخل النادي أكدت أن الإدارة لا تُمانع فكرة عودته، في حال لم تُكلل مفاوضاتها مع المدربين الأوروبيين الآخرين بالنجاح، خصوصًا أن فايلر يشغل حاليًا منصب مدير رياضي في نادي سيرفيت السويسري، ما يجعله متاحًا حال قرر العودة للعمل الفني مجددًا.
كلوب خارج الحسابات
وسط الحلم الجماهيري الكبير، طُرح اسم يورغن كلوب، المدرب التاريخي لليفربول، على طاولة النقاشات عبر وسائل التواصل، لكن مصادر مقربة من صناع القرار داخل الأهلي أكدت أن هذا الخيار غير وارد في الوقت الراهن.
كلوب، الذي يشغل منصبًا إداريًا ضمن منظومة ريد بول العالمية، لا يبدو مهتمًا بالعودة إلى التدريب في الفترة الحالية، كما أن متطلباته المالية تتجاوز بكثير السقف الذي حدده الأهلي لهذا الملف، ما يجعل مسألة التفاوض معه غير عملية حاليًا.
وفي ظل انقسام داخلي واضح، بين تيار يؤيد التوجه نحو مدرب أوروبي شاب لم يسبق له العمل في إفريقيا، وتيار آخر يرى في أصحاب الخبرات الإقليمية الخيار الأنسب، فإن القرار النهائي ما زال مرهونًا بنتيجة مواجهتي صن داونز.
الإعلامي أحمد شوبير كشف أن التحركات بدأت مبكرًا منذ الموسم الماضي، بسبب الأداء غير المستقر الذي رافق مسيرة كولر في الفترة الماضية، مؤكدًا أن الخطيب قرر منح المدرب السويسري فرصة أخيرة قبل الحسم.
كل الأضواء باتت مسلطة على مواجهتي نصف النهائي الإفريقي، إذ ستُقام مباراة الذهاب يوم 18 أبريل، بينما تُجرى مواجهة العودة في 25 من الشهر ذاته.
ونتيجة هاتين المباراتين ستكون الفاصلة في تحديد مصير كولر، وتُعتبر بمثابة الاختبار الأخير قبل أن تبدأ الإدارة في اتخاذ الخطوة التالية، استعدادًا للظهور العالمي المقبل في الولايات المتحدة، حيث تنتظر الأهلي مواجهات كبرى أمام أندية مثل إنتر ميامي وبالميراس وبورتو، وكلها اختبارات لا تقبل المجازفة.