تحت ضغط برشلونة.. لا ليغا تتراجع وتُسحب البيان المالي المثير للجدل

أشعل البيان الصادر من رابطة الدوري الإسباني شرارة أزمة جديدة مع نادي برشلونة، وذلك بعد أن قامت “لا ليغا” بنشر تفاصيل دقيقة حول إحدى العمليات المالية الخاصة بالنادي، وتحديدًا ما يتعلق ببيع مقاعد كبار الزوار، وهي العملية التي كان من شأنها تعزيز موارد الفريق المالية بقيمة تقترب من 100 مليون يورو، ما يسمح له بتسجيل لاعبين جديدين ضمن تشكيلته هذا الموسم.
هذا البيان أثار غضب الإدارة الكتالونية التي لم تتأخر في الرد، حيث عبّرت عن استيائها الشديد مما وصفته بانتهاك صريح لخصوصية المعلومات المتعلقة بالمعاملات المالية التي قدمها النادي في إطار قانوني بحت وبما يتوافق مع متطلبات الرعاة والمستثمرين.
رد ناري من برشلونة يفرض نفسه
نادي برشلونة لم يكتفِ بالاعتراض، بل أصدر بيانًا رسميًا أعرب فيه عن رفضه الكامل لما جاء في بيان الليغا، واعتبر ما حدث تجاوزًا غير مقبول يتنافى مع قواعد السرية المؤسسية التي تحكم العلاقة بين الأندية والرابطة، مشيرًا إلى أن كشف تفاصيل مالية داخلية بهذا الشكل قد يتسبب في إرباك علاقات النادي التعاقدية والإدارية.
كما أكد النادي أن نشر هذه المعطيات يُعد إخلالًا واضحًا بالتزامات الرابطة المهنية، ويمس العلاقة القانونية القائمة بين الطرفين، معتبرا أن ما جرى لا يمكن اعتباره مجرد خطأ بل هو سلوك غير مسؤول يستوجب تراجعًا واضحًا.
الليغا تتراجع وتحاول التهدئة
وتحت وطأة هذا التصعيد، سارعت رابطة الدوري الإسباني إلى اتخاذ خطوة للخلف، وأعلنت رسميًا سحب البيان الصادر يوم الإثنين، مؤكدة أن ذلك لا يعني التراجع عن فحواه بل هو مجرد تصحيح لصيغة النشر من خلال تعديل توضيحي على مذكرة سابقة.
وبررت الرابطة هذا القرار بأن المعلومات المذكورة لم تكن جديدة أو حصرية، بل ظهرت في تقارير إعلامية خلال فترات سابقة، وأن الهدف من التراجع عن نشر البيان هو تجنّب إثارة نزاعات إضافية مع أحد أندية المسابقة.
صحيفة “آس” تكشف كواليس القرار
وأشارت صحيفة “آس” الإسبانية إلى أن مصدرًا من داخل الرابطة كشف لها أن الخطوة الأخيرة لا تعني اعترافًا بأي خطأ في محتوى البيان، وإنما تأتي من باب تقليل احتمالات التصادم المباشر مع إدارة برشلونة، خاصة في ظل الأجواء المشحونة بين الطرفين.
واعتبر المصدر أن الرابطة لا تزال متمسكة بموقفها، لكنها اختارت التهدئة إعلاميًا حتى لا تتوسع الأزمة، خصوصًا مع تزايد الضغوط التي فرضها رد النادي الكتالوني الذي ظهر حازمًا ومباشرًا في لهجته.
احتواء التوتر دون حسم حقيقي
وبالرغم من سحب البيان، إلا أن التوتر ما زال قائمًا بين الجانبين، ما يؤشر إلى أن العلاقة بين رابطة “لا ليغا” وبرشلونة تشهد حالة من الشد والجذب، قد تنعكس في مواقف مقبلة، خاصة إذا استمرت الخلافات حول طريقة إدارة البيانات والمعاملات المالية التي تعد من الملفات الحساسة بالنسبة للأندية الإسبانية.