رحيل اللاعب إبراهيم شيكا، أحد الأسماء البارزة في تاريخ نادي الزمالك، أثار حالة من الحزن العميق في الأوساط الرياضية المصرية اليوم السبت، بعد أن فارق الحياة بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
صراع مع المرض اللعين
توفي إبراهيم شيكا في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، إثر تدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة بسبب مرض السرطان الذي استمر معه لفترة طويلة.
اللاعب الذي أحبته جماهير الزمالك لم يتمكن من تجاوز المرحلة الحرجة، حيث تطلبت حالته الصحية نقله إلى المستشفى، إلا أن المرض أثّر عليه بشكل كبير حتى رحل عن عالمنا.
وكان إبراهيم شيكا أحد اللاعبين الذين تركوا بصمتهم في تاريخ نادي الزمالك، إذ اشتهر بمهاراته في المراوغة وصناعة الفرص، ما جعله محبوبًا بين جمهور الأبيض.
لعب في عدة مراكز هجومية، وكان قادرًا على تقديم أداء مميز سواء على مستوى الدوري المحلي أو في المباريات القارية.
ورغم مغادرته الزمالك بعد فترة من التألق، استمر شيكا في تقديم مشوار رياضي متنوع مع فرق أخرى قبل أن يتعرض لمشاكل صحية بدأت تتصاعد تدريجيًا، ليبتعد عن الملاعب تدريجيًا.
تصعيد الوضع الصحي
وكانت حالة شيكا الصحية قد تدهورت بشكل مفاجئ في الآونة الأخيرة، حيث كشف التقارير الطبية عن معاناته من مرض سرطان المستقيم، وهو نوع من السرطان الذي يتسبب في انسداد الأمعاء ويؤثر على قدرة الجسم على الهضم بشكل طبيعي.
هذا المرض، الذي يعتبر أحد أخطر الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، لم يترك له سوى القليل من الأمل، حيث استمر في تلقي العلاجات المكثفة ولكن بظروف صعبة للغاية.
وبينما كانت حالته الصحية تتدهور، لم يترك الوسط الرياضي والإعلامي إبراهيم شيكا وحيدًا في معركته ضد المرض، حيث قدم الكثير من لاعبي كرة القدم والنقاد الرياضيين دعمهم المعنوي له، مُعبرين عن احترامهم الكبير لروحه الرياضية وأخلاقه الطيبة، وكانوا دائمًا إلى جانبه في محنته الصحية.
كما بادر العديد من الشخصيات العامة مثل الفنان تامر حسني للتضامن مع شيكا، حيث أعلن عن تكفله الكامل بمصاريف علاجه.
ووفقًا لتصريحات زوجته، كانت الأسرة تواجه العديد من الصعوبات الاقتصادية في توفير التكاليف الباهظة للعلاج، خاصة في ظل عدم وجود دعم رسمي لتغطية تكاليفه الطبية.
ورغم محاولاتهم المتكررة لتوفير العلاجات اللازمة له، إلا أن الأعباء المالية أثقلت عليهم بشكل كبير، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا.
ما هو مرض إبراهيم شيكا؟
يعتبر سرطان المستقيم من أنواع السرطانات التي تصيب الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة، ويعد من الأمراض التي يصعب الكشف عنها مبكرًا نظرًا لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى مثل البواسير.
ومن بين الأعراض الشائعة لهذا المرض هي تغييرات في نمط الإخراج والشعور بآلام متكررة في البطن، بالإضافة إلى فقدان الوزن بشكل غير مبرر، وهذه الأعراض قد تكون بداية لمشاكل صحية تحتاج إلى فحص طبي سريع لتحديد السبب.
وتزيد احتمالات الإصابة بهذا النوع من السرطان مع التقدم في العمر، وخاصة بعد سن الأربعين، كما أن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في هذا المجال، حيث تكون العائلات التي لديها تاريخ مع أمراض السرطان أكثر عرضة لهذا المرض.
ويعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات مثل تنظير القولون واختبارات الدم للكشف عن سرطان المستقيم، وفي حال اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، فإن العلاج الجراحي يكون هو الخيار الأول، بينما في حال كان المرض قد وصل إلى مرحلة متقدمة، يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
في حالة إبراهيم شيكا، كانت حالته قد تطورت إلى مرحلة خطيرة حيث لم يكن بالإمكان إجراء الجراحة التقليدية بسبب حجم الورم، مما استدعى استخدام أساليب علاجية بديلة مثل تركيب أنابيب لسحب السوائل من بطنه.
وداعًا لموهبة لم تكتمل
رحل شيكا، اللاعب الذي لطالما اعتُبر من المواهب التي كان يُنتظر منها الكثير في المستقبل، تاركًا خلفه ذكريات رائعة مع جماهير الزمالك، ورغم رحيله المبكر، سيظل اسمه محفورًا في قلوب محبي الكرة المصرية.
وقد تقرر أن تكون جنازته اليوم، بمشاركة عدد من زملائه السابقين ومسؤولي النادي، إضافة إلى مجموعة من الشخصيات الرياضية والفنية التي تأثرت برحيله، في خطوة أخيرة من تكريم الراحل.
